اختراق خطير لحسابات السودانيين على الإنترنت.. ما القصة؟
في الأسابيع الأخيرة، شهد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في السودان تصاعدا مقلقا في عمليات اختراق الحسابات، ما يمثل ظاهرة غير مسبوقة من تهديدات الأمن الرقمي.
فقد توالت التحذيرات عبر المنصات الرقمية، حيث أصبح السودانيون يواجهون تهديدا متزايدا من محاولات اختراق حساباتهم الشخصية على منصات مثل فيسبوك وواتساب.
لكن الخطر لم يعد مقتصرا على الحسابات العامة فقط، بل طال أيضا الحسابات الخاصة، مما خلق حالة من الذعر والقلق بين المستخدمين.
وعلق أحد المتابعين في إحدى الشبكات الاجتماعية قائلاً: “كل يوم هناك حسابات جديدة تُختَرَق”، محذرا من التعامل مع الرسائل الواردة من أرقام مشبوهة”.
كيف أوقع مخترق ذكي بصحافي سوداني؟
وفي حادثة تكشف عن مدى تطور أساليب الاحتيال الإلكتروني، تعرض الصحافي السوداني محمد إبراهيم الشناوي لاختراق مدمر لحسابه على تطبيق “واتساب”، ما أدى إلى تعطيل عمله وخلق موجة من الإحراج بين زملائه.
وبدأ الشناوي روايته لـ”العربية.نت” قائلاً: “تواصل معي شخص عبر مجموعة للصحافيين، زاعما أنه زميل يرغب في توسيع المجموعة بأعضاء جدد”.
وأضاف “بحسن نية، وافقت. طلب مني رقما سيظهر على هاتفي، وبدون تردد أعطيته الرقم. في اللحظة التالية، فقدت السيطرة على حسابي”.
لكن المشكلة لم تتوقف هنا إذ بدأ المخترق الذي أظهر مهارة عالية في استغلال الفرص، بالتواصل مع زملاء الشناوي باسمه، مطالبا إياهم بتحويل أموال بشكل عاجل.
ورغم محاولاته استعادة حسابه عن طريق إيقاف شريحته واستخراج شريحة جديدة، استمر المخترق في استخدام الحساب.
إلا أن الحل جاء عبر خبير تقني نصحه بحذف التطبيق وإعادة تثبيته، وبعد جهود مكثفة تمكن أخيرا من استعادة السيطرة، لكنه يدرك الآن أن الثمن كان باهظا.
لماذا تتزايد عمليات الاختراق؟
بدوره قال المهندس مازن بري لـ”العربية.نت”: “لقد شهدنا مؤخرًا زيادة ملحوظة في محاولات الاختراق، ويعود ذلك إلى الظروف السياسية والأمنية التي يمر بها المجتمع السوداني”.
وأضاف “أصبحت الهجمات الإلكترونية تستهدف بشكل رئيسي سرقة البيانات أو الأموال، وأحيانًا يتم الاحتيال على الأشخاص باستخدام الحسابات المخترقة، حيث يتم انتحال هوية الشخص المستهدف”.
كذلك أوضح بري أن هذه الأنشطة أصبحت أسهل من أي وقت مضى بالنسبة للشباب الصغار، الذين يمكنهم تعلم هذه المهارات بسرعة من خلال صفحات القراصنة المحترفين.
وأشار إلى أن بعض الأشخاص يقومون باختراق الحسابات مقابل أموال، بينما يقوم آخرون بإعادة الحسابات المخترقة مقابل مبلغ مالي أيضًا، مما يعقّد ويزيد من انتشار هذه الظاهرة
من جانبه قال المهندس وليد صديق لـ”العربية.نت” إن غالبية حالات الاختراق الحالية تتم بهدف استغلال الحسابات المخترقة في عمليات الاحتيال المالي، والابتزاز مما يزيد من تعقيد الأوضاع ويعرض الأفراد لمخاطر كبيرة.
كيف يمكن حماية الحسابات من الاختراق؟
ومع تزايد الهجمات الإلكترونية، تتصاعد المخاوف من ضعف الحماية الرقمية في السودان، وسط غياب إجراءات فعّالة لمكافحة هذا التهديد المتنامي.
وفي هذا الإطار ذكر المهندس هاشم حسب الرسول، خبير الاتصالات وتقنية المعلومات، لـ”العربية.نت” أن تصاعد الهجمات الإلكترونية يعود إلى عدة عوامل، أبرزها ضعف الوعي الرقمي بين المستخدمين.
وقال إن العديد من الأشخاص لا يعرفون كيفية اتباع ممارسات الأمن السيبراني الأساسية، مثل استخدام كلمات مرور قوية وتفعيل المصادقة الثنائية.
تهديد كبير
وتعد هجمات التصيد الإلكتروني “Phishing” من التهديدات الكبيرة، حيث تنتشر رسائل خادعة تهدف إلى سرقة بيانات الدخول للمستخدمين، لافتا الى أن بعض المؤسسات تعاني من ثغرات في بنيتها التحتية الأمنية، ما يجعل بيانات المستخدمين أكثر عرضة للخطر.
وختم كلامه قائلا إن تصاعد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف حسابات السودانيين يبرز الحاجة الملحة لاستجابة شاملة، حيث أصبح الوعي الرقمي ضرورة ملحة في عصر يعتمد فيه الجميع على المنصات الرقمية، ما يجعل الحسابات أهدافًا سهلة للمخترقين.
العربية نت