رئيس تشاد يمنح نفسه رتبة “مشير”
السادة الضيوف الكرام،
الإخوة والأخوات الأعزاء،
في مستهل كلمتي، وفي هذه المناسبة الاستثنائية والمهيبة، أود أن أخصص كلماتي الأولى للخالق العظيم، المولى المطلق لمصائر البشر في هذه الأرض وفي الآخرة، لأعبر له عن عظيم امتناني وشكري.
لا أستطيع تعداد نعمه التي لا تُحصى ومكارمه التي ملأت مسيرتي. فله الحمد بلا حدود.
كما يسعدني أن أقدم تحية إجلال للرئيس السابق للمجلس الوطني الانتقالي، الدكتور هارون كبادي، الذي ترك بصمته خلال السنوات الأربع عشرة التي قضاها على رأس المجلس الوطني والمجلس الانتقالي.
لقد مكّنته عزيمته وروحه الجامعة من تنشيط هذه المؤسسة النبيلة للجمهورية، والعمل بهدوء وتعاون، مما أتاح لبلدنا، تشاد، تحقيق نتائج ملموسة لترسيخ الديمقراطية والمضي قدمًا نحو التقدم والازدهار.
وفي هذا السياق، أود أن أعرب عن شكري العميق لجميع الأجيال السابقة، سواء كانوا من الراحلين أو الأحياء، الذين تركوا لنا بلدًا موحدًا ومستقلاً رغم التحديات العديدة التي واجهوها.
ولا يمكنني تجاهل المساهمة الفعّالة لمختلف الجهات الفاعلة من الطبقة السياسية، والمجتمع المدني، والقوات السياسية والعسكرية السابقة، والناشطين، والجاليات في الخارج، والنساء التشاديات، وشباب تشاد، والقادة الدينيين والتقليديين، والدول الشقيقة والصديقة، والشركاء التقنيين والماليين، الذين لولاهم لما كانت هذه المرحلة الانتقالية لتُحقق نجاحها.
واليوم، تقع على عاتق شباب تشاد مسؤولية أخذ زمام المبادرة لمستقبل البلاد، من خلال الحفاظ على المكتسبات والعمل على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بهدف ترك إرث عظيم للأجيال القادمة، يتمثل في تشاد يواكب تطورات عصره.
السادة الضيوف الكرام،
السيدات والسادة،
بعد مراجعة دقيقة لمسيرتي الأكاديمية والعسكرية والسياسية، ودوري المتواضع في تجنيب بلادنا السقوط في الفوضى، رأى المستشارون الوطنيون أنه من الصواب والضرورة، وبناءً على حقائق دامغة، منحي لقب “المشير”.
إن القرار الذي قُدم إلى المجلس الوطني الانتقالي في جلسة 9 ديسمبر 2024، حظي بدعم 160 صوتًا من أصل 162، بنسبة 91.4%.
وبصفتي رجلًا قانونيًا وجمهوريًا يحترم قرارات مؤسساتنا البرلمانية والدستور، قررت قبول هذا التكريم الذي منحه لي المجلس الوطني الانتقالي بكل تواضع.
وفي هذه اللحظة، أتوجه بفكرٍ خاشع إلى روح والدي الراحل، المشير إدريس ديبي إيتنو، وجدّتيَّ فاطمة جار وكاليبيلا عيسى، اللتين أرجو أنهما من عالمهما الآخر يشعران بالفخر بما أصبحت عليه. كما أقدم شكرًا خاصًا لوالدتي العزيزة حاجّة دكو أويومة، التي قدمت لي كل شيء.
أعبر عن امتناني العميق لكل أفراد عائلتي، وزملائي المدنيين، وأصدقائي، وجميع من رافقوني في مختلف مراحل حياتي، وإخواني في السلاح من كل الاتجاهات، الذين وقفوا بجانبي وتحملوا معي كل المخاطر والتحديات.
السيد رئيس المجلس الوطني الانتقالي،
إن كلماتكم الكريمة التي وجهتموها لي تركت في نفسي أثرًا عميقًا. وأنا أفتخر بقبولي هذا القرار الذي يمنحني لقب “المشير”، وهو تكريم لا يخصني فقط، بل يشمل قوات الدفاع والأمن، التي تقدم يوميًا تضحيات جسيمة للحفاظ على أمن واستقرار بلدنا.
أتوجه بتحية إجلال إلى هذه القوات على تفانيها وعزمها ووطنية أفرادها.
ولا أنسى أن أعترف بجهود جميع من عملوا بوفاء وإخلاص بجانبي، مما مكّن بلدنا الحبيب تشاد من البقاء صامدًا.
فرغم العنف والصراعات الداخلية والخارجية المتكررة التي شهدها بلدنا، لم يسقط. بل إنه اليوم صامد كالصخر، ملتزم ببناء مستقبل نأمل أن يكون مليئًا بالسلام والازدهار المشترك.
السادة الضيوف الكرام،
السيدات والسادة،
إنني مقتنع بأن هذا التكريم، الذي يتجاوز كونه مجرد رمز، يمثل دافعًا حقيقيًا للاستمرار في النضال من أجل تشاد خالية من العوائق التي تعيق تقدمه وتطوره.
إن بلدنا بحاجة إلى تنمية موارده البشرية والاجتماعية والاقتصادية. لذلك، يجب أن ندرك التحديات التي تواجهنا وأن نعمل معًا على التغلب عليها.
تشاد التي نسعى لبنائها، بيد ممدودة إلى جميع إخوتنا وأخواتنا داخل الوطن وخارجه، تحتاج إلى مساهمة جميع أبنائها، بغض النظر عن آرائهم السياسية.
وفي هذه الجلسة الخاصة، أوجه دعوة لجميع أبناء وطني للعمل معًا كي لا تُسمع مرة أخرى أصوات الأسلحة المدمرة.
إن التوافق التاريخي الذي تم التوصل إليه خلال الحوار الوطني الشامل والسيد، واتباع توصياته وقراراته بحرية، يجب أن يكون حجر الأساس لوحدتنا الوطنية الراسخة.
لا أحد معصوم عن الخطأ، لكن إرادتي في جعل تشاد دولة نموذجية بشعب واعٍ بمصيره هي إرادة صادقة.
السادة الضيوف الكرام،
السيدات والسادة،
لقد أظهرت لنا تاريخ تشاد العاصف عظمة جيشنا وشجاعة الإنسان التشادي. وهذا التكريم يشمل أيضًا هذه العظمة والشجاعة.
نحن جميعًا، دون استثناء، ملتزمون بالشرف والكرامة والتضحية، وهو إرثنا الثقافي والحضاري.
عاشت الجمهورية السيادية!
حفظ الله بلدنا الحبيب، تشاد.
شكرًا لكم.
سودافاكس