واشنطن تطالب الخرطوم بضبط النفس إزاء دعوات العصيان المدني والسماح للمواطنين من ممارسة حقهم في حرية التعبير
حثت وزارة الخارجية الأميركية، الحكومة السودانية على ضبط النفس إزاء دعوات السودانيين للعصيان المدني يوم الأثنين المقبل، وطالبتها باتخاذ الخطوات اللازمة لتمكين المواطنين من ممارسة حقهم في حرية التعبير.
وأعرب بيان للمتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، عن قلق واشنطن من تهديدات الحكومة السودانية وقمع وسائل الإعلام رداً على دعوات المجتمع المدني السوداني لعصيان مدني.
واضاف البيان الصادر يوم الجمعة “إذا حدثت هذه الاحتجاجات فإننا نحث حكومة الخرطوم على الرد على المتظاهرين بضبط النفس، ونطالب السلطات السودانية باتخاذ جميع الخطوات اللازمة للسماح للمواطنين من ممارسة حقهم في حرية التعبير. وفي الوقت ذاته نطالب أولئك الذين يمارسون حقوقهم الأساسية القيام بذلك بطريقة سلمية”.
وكان الرئيس عمر البشير قد توعد دعاة العصيان المدني خلال خطاب جماهيري بشرق السودان الأسبوع الماضي، قائلا إن الحكومة لا يمكن اسقطاها بـ “الواتساب”، وأشار إلى أنه لن يسلم البلاد للناشطين الذين يعارضونه من خلف “الكيبوردات”.
وتبقت أكثر من 24 ساعة على موعد العصيان المدني في السودان، الذي دعا له ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي وأيدته قوى المعارضة المدنية والمسلحة إضافة لقطاعات واسعة من المهنيين والفنيين بداخل السودان وخارجيه.
وتوحد ناشطون على “واتساب وفيسبوك وتويتر” في الدعوة للعصيان المدني المقرر له الأثنين 19 ديسمبر الحالي ـ في ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في العام 1955 ـ بعد أن شهدت الخرطوم في 27 نوفمبر الماضي استجابة جزئية لدعوات العصيان.
وجدد البيان حث الولايات المتحدة للسلطات السودانية بوقف مصادرة الصحف وفرض الرقابة على التعبير أو الرأي السياسي”.
وبلغت حصيلة المصادرات التي نفذها جهاز الأمن بحق الصحف منذ انطلاق دعوات العصيان 23 مصادرة، وطالت صحيفة “الجريدة” لوحدها ثماني مرات.
كما جددت الخارجية الأميركية مخاوفها بشأن اعتقال السلطات السودانية لعدد من قادة المعارضة السياسية والمدافعين عن حقوق الإنسان بدون توجيه تهم ضدهم.
وسارعت وزارة الخارجية السودانية، للرد على بيان الخارجية الأمركية، وقال الناطق باسم الخارجية قريب الله خضر في تعميم تلقته “سودان تربيون” السبت ”إن البيان الامريكي تعوزه الدقة والموضوعية وبعيد تماماً عن الأجواء الإيجابية التي تشهدها الساحة السودانية والتي تتهيأ لتنزيل مخرجات الحوار على أرض الواقع”.
وأشار أن تنفيذ مخرجات الحوار ياتي توسيعاً لدائرة المشاركة على طريق التبادل السلمي للسلطة وتحقيق التنمية المستدامة.
واكد أن دستور السودان يكفل حرية التنظيم والنشر والتعبير وفقاً للقوانين السارية. مضيفاً “حيث ينشط على الساحة ما يزيد على ثمانين حزبا سياسيا وتصدر أكثر من عشرين صحيفة سياسية يومية تعبر عن مدى التنوع الفكري والسياسي في البلاد”.
وشدد قريب الله على حرص والتزام الحكومة على أمن وسلامة أرواح وممتلكات المواطنين وعدم تهاونها مع أي تهديدات تمس الأمن القومي للبلاد وفقا للقانون ومقتضيات العدالة التي تحفظ حقوق الدولة والمجتمع.
وشنت السلطات الأمنية السودانية حملة اعتقالات واسعة بعد حراك ضد زيادة الأسعار التي أقرت في نوفمبر الماضي، طالت أكثر من 40 من قيادات وكوادر حزب المؤتمر السوداني وحركة “الإصلاح الآن”، وتحالف قوى الإجماع الوطني.
وأعتقل جهاز الأمن، الجمعة، كادر حزب الأمة القومي، وخطيب مسجد مردس بالكلاكلة، الزبير محمد علي.
وقال حزب الأمة في بيان تلقته (سودان تربيون) السبت، إن الإعتقال جاء على خلفية خطبة الجمعة التي تطرق فيها كادر الحزب إلى فقه الخروج عن الحاكم والتأكيد على أن العصيان المدني ليس خروجا عن الحاكم.
وندد حزب الأمة باعتقال كادره، مؤكداً “أن الاعتقال لن يثني الحزب عن موقفه الداعم للعصيان المدني وتصعيد مقاومة النظام والحراك الجماهيري سبيل انتفاضة شعبية تقتلع نظام الفساد والاستبداد من جذوره لصالح نظام جديد يأمن معاش المواطن وكرامة الوطن”.
سودان تربيون