العلاقات المصرية السعودية
في أقوى رد من المملكة العربية السعودية على تسريبات وأكاذيب الإخوان، أصدرت “دارة الملك عبد العزيز”، مجموعة من الكتب والمراجع التي تشرح وتوضح عمق العلاقات المصرية السعودية منذ الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، وحتى وصول الحكم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
وتهدف المملكة بهذه الخطوة لإجهاض محاولات الإخوان، لتفكيك المنطقة وضرب العمق العربي، الذي يتمثل في دولتي مصر والسعودية بصفتهما القوى الإقليمية الفاعلة على الأرض، والقطب الرئيسي للمنطقة العربية.
علاقة مثالية
وتوصف العلاقات السعودية المصرية بأنها متينة ومثالية، بل إنها تقدم من خلال مسيرتها التي بدأت في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، نموذجًا عاليًا في التآخي الإسلامي والتعاضد العربي بين بلدين عربيين، تربطهما وحدة الدين واللغة والمصالح المشتركة والمصير.
قطبا المنطقة
كما أن ثقل البلدين السياسي والاقتصادي وعراقة دورهما الدبلوماسي والسياسي والإنساني في المشهد العربي، يؤهلانهما لتقديم هذا النموذج الناصع في الترابط والتواصل عبر مسارات عدة تصب في خدمة الشعبين السعودي والمصري، وتعزيز القوى العربية، فالزيارة الملكية للملك عبد العزيز للملك فاروق عام 1946، التي تعد أول زيارة له طيب الله ثراه لبلد عربي أو غير عربي، إذا ما استثنينا زيارته النادرة للبحرين في بداية توليه الحكم، هي اللبنة الأولى القوية التي أسست بقوة لهذا الارتباط التاريخي بين الحكومات المتعاقبة في البلدين.
وكان صدى الزيارة مدويًا ومميزًا، وقرأ الجميع من خلاله أن العلاقات السعودية المصرية ستكون الأقوى على مر العقود القادمة، بل إن الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، أوصى قبل وفاته أبناءه خيرًا بمصر، وأن يوثقوا روابطهم وعلاقاتهم، وألا تتعرض هذه العلاقة لأي هزة مهما كانت الظروف.
توثيق العلاقات المصرية السعودية
ودعت العلاقة النموذجية والمثمرة “دارة الملك عبد العزيز”، إلى توثيق الترابط بين الدولتين والشعبين ودراسة وقائع الزيارات وقراءة وتحليل مستقبلها، فصور زيارة الملك عبد العزيز للملك فاروق العديدة وبرفقته أبناؤه أصدرتها في عدة إصدارات منها الإصدار المصور “دارة عبد العزيز”، وشاركت بها في عدة معارض كان آخرها معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما تحتفظ بصور الزيارات المتبادلة بين الملوك السعوديين والرؤساء المصريين.
وتحتفظ “الدارة” كذلك بأرشيف صحفي للصحف المصرية والعربية، عن الزيارات المتبادلة بين البلدين وما يتزامن معها من مقالات وتحليلات سياسية وإنتاج أدبي، كما أصدرت عددًا من الكتب الموثقة لهذه العلاقات، منها كتاب “العلاقات السعودية المصرية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز”.
ويشمل الكتاب أوراق عمل الندوة العلمية الدولية عن هذه العلاقات التي عقدتها دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع مؤسسة الأهرام بمصر بمناسبة مرور عشرين عامًا على الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله، في حكم المملكة العربية السعودية، وكتاب “العلاقات السعودية المصرية في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز 1964- 1975م”، وكتاب “لقاء رضوى وأثره على الأوضاع السياسية في العالم العربي 1945م”.
ترابط الشعبين
ومرت العلاقات السعودية المصرية بمزيد من القوة والصلابة والأخوة على مر عهود ملوك المملكة العربية السعودية، وتعد الكوادر البشرية المصرية في المملكة العربية السعودية أعلى نسبة من غيرها.
كما أن رقم الاستثمار السعودي في جمهورية مصر هو الأكبر وعلى مدى سنوات طويلة، فضلًا عن عدد السياح السعوديين لمصر الذي يترجم التناغم بين الشعبين وتشابههما في عناصر عدة ورغبتهما في التواصل، وتكوين اللجان المشتركة بين البلدين لترجمة هذه العلاقة السياسية الوطيدة إلى عمل مؤسساتي ممنهج.
بالإضافة إلى أن العلاقات الثقافية والعلمية تترجمها أعداد المبتعثين السعوديين إلى مصر في السنوات الماضية، وتبادل الخبرات البشرية بين البلدين، والمساعدات السعودية لمصر في الأزمات والكوارث الطبيعية، ووحدة الصوت السياسي تجاه المعطيات الدولية المستجدة.
زيارة السيسي للسعودية
وتصل العلاقات السعودية والمصرية ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حين جاء السيسي معزيًا في الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، ومباركًا للملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، في توليه سدة الحكم في مشهد تاريخي تكرر على مدى ملوك المملكة ورؤساء مصر، بفضل العناصر المشتركة العديدة في المكونات التاريخية والرؤية السياسية والارتباط الشعبي بين السعوديين والمصريين، والتضامن في الهدف والمصير بين الدولتين.
السيسي وسلمان
ومن ثم تعمقت العلاقة بين البلدين مبشرة بعلاقة أقوى وأبرز وأكثر إيجابية في الاتصال الهاتفي بين الملك سلمان هذا الأسبوع والرئيس السيسي، معبرًا عن “علاقة المملكة العربية بمصر أكبر من أي محاولة لتعكيرها”، ومؤكدًا أن ما يربط البلدين نموذج يحتذى في العلاقات الإستراتيجية والمصير المشترك.
مرجع رسمي للباحثين
ولذلك قامت “دارة الملك عبد العزيز” التي تعنى بتوثيق التاريخ السياسي للمملكة؛ كونه الجزء الأهم من التاريخ الوطني السعودي، الذي ويؤرخ انتماء المملكة العربية السعودية المشرف للوطن العربي والإسلامي، بتوثيق العلاقات السعودية المصرية وإعطائها حقها من حفظ وثائق وصور للعلاقات المصرية السعودية، وما ألم بها من تداعيات، وأصداء إعلامية، ورصد هذه الزيارات وتقديمها للباحثين والباحثات المهتمين بالجانب السياسي والاجتماعي والثقافي بين البلدين، كمرجعية رسمية لتقص التاريخ المشرف بين البلدين.