جمعة (الهلال والمريخ)

(1)
كتب الدكتور أحمد عبد الظاهر: (ارتبطت ثورات الربيع العربي بيوم الجمعة، بحيث ترددت تعبيرات «جمعة الغضب»، و «جمعة الصمود» و «جمعة التحدي»، و «جمعة الحماية الدولية»، و جمعة «النصر لشامنا ويمننا» و جمعة «نصر من الله وفتح قريب» إلى غير ذلك من المسميات. وربما يرجع ذلك إلى الزخم الهائل والحشد الكبير الذي تشهده أيام الجمعة).
هذا الأمر هو الذي أشاع ثقافة التظاهر يوم الجمعة إبان ثورات الربيع العربي التى بدأت شرارتها منذ ديسمبر 2010م.
الآن بنفس اللغة نتحدث عن ربيع آخر ــ ربيع يجمع بين الهلال والمريخ في زيد الخير الإمارات، حيث يلتقي غداً فريق الهلال بفريق المريخ في العاصمة الاماراتية أبو ظبي وفي ملعب محمد بن زايد في ظل اهتمام عربي كبير، أحسنت الإمارات إخراجه وتقديمه للناس بنكهة سودانية خالصة تتمثل في (الهلال والمريخ).
وكنهكة المنقا السودانية.
والحلومر.
والكسرة.
وحلاوة مولد.
يأتي لقاء الهلال والمريخ.
(2)
القمة السودانية الهلال والمريخ تجاوزت مرحلة التنافس الرياضي، الهلال والمريخ في السودان هما لبنة اجتماعية وبنية ثقافية وسياسية ظاهرة في مكونات الشخصية السودانية.
وكما هي ملامحنا تتجسد في العيون العسلية واللون الأسمر والقامة المربوعة، تتمثل حواراتنا ونقاشاتنا ولغتنا التى يفهمها الجميع في (الهلال والمريخ).
وبشة وعجب.
وجكسا وصديق منزول.
وأبو عنجة والدحيش.
ولا يقف مد الهلال والمريخ في تلك الثقافات والتاريخ العريض، ويمتد أثر الهلال والمريخ حتى على المستوى الجغرافي .. ليكون ذلك الرابط القومي الذي عرف بأنه يربط بين المركز والأطراف.
حيث هناك في كل البقاع (هلال مريخ) ــ هلال ومريخ الفاشر، وهلال ومريخ الابيض، وهلال ومريخ كوستي، وهلال ومريخ شندي، وهلال ومريخ كريمة، وهلال ومريخ القضارف.
هذا رابط اجتماعي وقومي نفتقده في السياسة.
بل أن أثر الهلال امتد حتى خارج الوطن ليكون هناك الهلال السعودي زعيم القارة الآسيوية وهلال اليمن وهلال غزة.
ولا تخرج فرحتنا وأغنياتنا حتى من ذلك التشكل باللون الأزرق والأحمر أو الأبيض والأصفر.
أغنيات الحقيبة أيضاً ترمنت وتغنت باسم الهلال كما تغنت أغاني البنات للأحمر الوهاج.
هذا هو السودان يقدم في (هلال مريخ).
قمة تحمل كل صفاتنا ومكوناتنا وطباعنا وانفعالاتنا.
(3)
ويبقى لدولة الإمارات حق ذلك الاكتشاف العظيم وهي تخرج (الهلال والمريخ) في ثوب عربي قشيب، وان سبقت الدوحة الجميع في الجمع بين الهلال والمريخ.
لكن احسب ان امارات زيد الخير عرفت ان تقدم الهلال والمريخ بصورة عالمية، لم تتجاوز بها النطاق السوداني وحده، بل تجاوزت بها حتى النطاق العربي.
غداً الجمعة سوف تتوقف ساعات الجميع، لتضبط لقاء الهلال والمريخ.
يتحدث الجميع هذه الأيام عن وليد الشعلة وشيبوب.
عن التش ومحمد عبد الرحمن.
إننا نملك ما نقدمه للعالم بعيداً عن الصراعات والخلافات.
أتمنى أن يكون لقاء القمة غداً في ابو ظبي في قامة المناسبة، وان يقدم طرفا النزال كرة قدم جميلة وممتعة.
وأسأل الله وارجوه ان يكون الفرح (أزرق).
وقد اعتدنا على ذلك في كل افراحنا بأن تكون (بيضاء) اللون.
غداً نلتقي في هذه الصحيفة في مساحة أكبر من خلال (من القون للقون).
وكانت ساعة النصر في اكتمال الهلال.
بإذن الله وتقديره.

المصدر : كوش نيوز


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.