تهاني عوض: خيبت ظني فيك ! فقد ظننتك (رجلا)
حسناً فلنتناقش بموضوعية يا صديقي ! أنت تزعم أن النساء جاهلات.. وأنهن ناقصات عقل ودين ! وأنهن لا يصلحن لشئ في الحياة ! وتعتقد أنهن حتى لو صرن فؤوسا فإنها لن تكسر الرؤوس! وتعتقد أنهن عارض ، ولو ركبت إمراة واحدة في سيارة أو بص وسط مجموعة من الرجال لازم تضعوا ليكم طوبة!! وتعتقد أنهن لديهن ثلاث خرجات!! وتؤمن بأنه لا يصلح أمرٌ كانت على رأسه إمرأة !!
دعني اقول لك اشياء قلتها لي عن نفسك يا صديقي.. على ما أذكر فقد قلت لي أن أباك توفي وأنت في الرابعة من عمرك ، واصبحت يتيماً ، وليس لك أعمام ولا أخوال.. و نهضت أمك لوحدها وقامت بتربيتك من وظيفتها البسيطة (فراشة) في جامعة حكومية! فهل أحسنت تربيتك وأنت الآن مهندس كبير ؟! دعني استخدم نفس حجتك ونفس منطقك فقد زعمت بأن اي امر تولته إمرأة فهو فاشل وغير صالح ! وبما أن أمك (المسكينة) هي من قامت بتربيتك بعد وفاة أبيك فأنت فاشل وغير صالح أليس كذلك ؟!
أنت غير صالح لأنك لا تقر بالمعروف للمرأة التي ضحت بشبابها من أجلك! أنت غير صالح لأنك لا تحفظ (لجميل) لمن علمتك أحسن تعليم! أنت غير صالح لأن أحدهم قد حشى دماغك بسخافات و(جهالات) و(خزعبلات) ، و(خرافات) لا يستطيع أن يقولها رجل بمعنى كلمة رجل ! فالرجل الحقيقي هو من يُقدّس (أمه) ولا يخجل منها مهما كان مستواها التعليمي ، ومهما كانت وظيفتها التي كانت تعيش منها..الرجل الحقيقي يفتخر أمام كل الرجال قائلاً: هذه هي أمي ..هذه منبع حياتي ولولاها لما كنت رجلاً ثم تقع ساجدا وتُقبّل قدميها !
لقد توقعت منك أن تقول فيها كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق (ابراهام لينكولن): إني مدينٌ بكل ما وصلتُ إليه وما أرجو أن أصل اليه من الرفعة إلى أمي الملاك !
وهل أنت أفضل من سيد البشر الذي قال : (إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ بمكة)؟!
حقاً أنا آسفة فقد خيبت ظني فيك ! فقد ظننتك (رجلا) بمعنى الكلمة !
تهاني عوض