اقتصاديون: الحكومة أكبر مستهلك للبنزين ورفع الدعم عنه يزيل تشوه الاقتصاد

أكد خبراء اقتصاديون أن دعم الوقود خاصة البنزين يمثل دعماً للأغنياء وليس الفقراء ، مشيرين لأهمية إزالة التشوهات في الاقتصاد ، ولفت الخبراء إلى أن استهلاك الحكومة يمثل نسبة كبيرة من الدعم .

استهلاك الحكومة للبنزين بنسبة 70%
وأكد عبد الله الرمادي أن الحكومة تستهلك البنزين بنسبة 70% مما يعني أنه في حال رفع الدعم عن البنزين يعود ذلك عليها ، خاصة أن استهلاك المواطن أقل منها ، وأضاف أن المحصلة تكون واحدة في حال رفع الدعم عن البنزين ، داعياً الحكومة إلى خفض استهلاكها للبنزين بجانب الإنفاق غير المبرر .

الإصلاح الاقتصادي
وقال الخبير الاقتصادي د. هيثم فتحي ، أن ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى مستوى 86 دولاراً للبرميل هو المستوى الأعلى لخام برنت منذ عام 2014 مما يشكل ضغطاً على الموازنة العامة للدولة ويرفع من فاتورة دعم الوقود ، خاصة أن دعم الوقود يفيد الأثرياء بشكل أكبر من الفقراء ، في حين يلعب إصلاح دعم الطاقة دوراً رئيسياً في ضبط المالية العامة خاصة مع ازدياد نسبة الفقر والبطالة في البلاد ، ورفع الدعم مسبقاً في برنامج الإصلاح الاقتصادي الخماسي لرفع الدعم عن الطاقة خلال خمس سنوات 2019 هي نهاية المدة المحددة ، وقال أن سياسة الدعم الحالية لا يستفيد منها الفقراء إلا بنسبة صغيرة جداً .

دعم الأسر الغنية
في حين تستفيد الأسر الغنية والعربات الحكومية ، وتابع: ليس من الممكن ترك أسعار الوقود عند هذا المستوى المتدني فهو يضر بالاقتصاد المحلي على المديين المتوسط والبعيد ، ورفع الدعم أو تعديل الأسعار لا بد أن يهدف لدعم الاقتصاد المتراجع ، مشيراً إلى أن الدعم نتجت عنه زيادة في عمليات التهريب للوقود خارج البلاد لرخص قيمته مقارنة بدول الجوار .

حماية الميزانية
وقال أن رفع الدفع الحكومي سيعمل للمحافظة على نسب استرداد سعر التكلفة وحماية الميزانية من التقلبات في سعر الصرف وأسعار البترول العالمية ، وسيؤثر على العديد من الوسائل الأساسية التي يعتمد عليها المواطنون في حياتهم اليومية ومنها المواصلات بشتى أنواعها وفي مجال الزراعة والصناعة وارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة والسلع الرئيسية  ، وسيعمل على معالجة عجز الميزانية .

الخزينة العامة
ويرى الكندي يوسف أن دعم البنزين لا معنى له باعتبار أن من يستخدمه أصحاب السيارات الملاكي ، فضلاً عن عربات الأجرة ، وتابع ، من الممكن أن يوفقوا أوضاعهم ، مشيراً إلى أنه يجب ألا تتحمل الخزينة العامة أية زيادة تطرأ على أسعار البنزين ، وأنما يتحملها أصحاب السيارات الخاصة والمستأجرون ، مؤكداً أن دعم البنزين يذهب للمقتدرين ، مضيفاً أن فلسفة الدعم غير مبررة ، وقال أن الدولة معنية بالدعم الاجتماعي وليس البنزين .
وكان رئيس الجمهورية عمر البشير أكد عدم وجود إصلاح اقتصادي حقيقي دون رفع الدعم ، مشيراً إلى عدم وجود منطق لدعم الوقود خاصة البنزين ، لأن الدعم يذهب للمقتدرين .!

تقرير: الطيب علي
الخرطوم (صحيفة السوداني)




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.