لوموند: البشير ينسج على منوال الأسد ويتمسك بالسلطة

يقول كاتب بصحيفة لوموند الفرنسية إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير (75 عاما) لا يزال متشبثا بالحكم منذ أكثر من ثلاثين عاما، وإنه يسير على منوال الرئيس السوري بشار الأسد في قمع الشعب للبقاء في السلطة.

 

ويشير الكاتب آلان شيمالي إلى زيارة البشير الأخيرة إلى مدينة دارفور غربي البلاد، التي شهدت أول المظاهرات ضد نظامه يوم 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

 

ويقول إن البشير خرج بعصاه كعادته ليلقي خطابا أمام مؤيديه، مؤكدا أن هذه الاحتجاجات لن تسقط السلطة، فهناك طريق واحد يؤدي إلى السلطة، ألا وهو صناديق الاقتراع، ولكنه على الأغلب قد تناسى حقيقة أنه وصل إلى السلطة عبر انقلاب.

ويشير الكاتب إلى أن البشير ولد في مدينة “حوش بانقا” في السودان من عائلة ريفية متواضعة، والتحق بالجيش السوداني وهو في سن المراهقة، كما التحق بالأكاديمية العسكرية في القاهرة، قبل أن يتدرج بسرعة في الرتب ويصبح مظليا، فضلا عن أنه سبق له أن خدم في الجيش المصري خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

 

انقلاب
ويضيف الكاتب أنه عندما عاد البشير إلى السودان، سرعان ما تم تكليفه بالإشراف على العمليات العسكرية ضد جيش التحرير الشعبي السوداني في الجنوب، وبعد أن أضحى برتبة عقيد، تحالف مع القيادي الإسلامي حسن عبد الله الترابي يوم 30 يونيو/حزيران 1989 للانقلاب على الحكومة المنتخبة ديمقراطيا.

ويتابع أن البلاد انتقلت بقيادة البشير إلى الحكم العسكري، حيث تم حظر جميع الأحزاب السياسية، وأن البشير استبعد كذلك حليفه السابق حسن الترابي قبل أن يضعه تحت الإقامة الجبرية، مشيرا إلى أنه أقر العمل بـ”دستور إسلامي” على الصعيد الوطني.

ويضيف الكاتب أن البشير نصب نفسه على رأس الدولة في 1993، قبل أن يتم انتخابه في 1996. وقد أعيد انتخابه في 2010، في حين أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم خلال أغسطس/آب 2018 عن ترشح البشير لانتخابات سنة 2020، رغم أن دستور سنة 2005 لا يسمح إلا بالترشح لولايتين رئاسيتين.

وينسب الكاتب إلى رئيس المجلس الاستشاري للحزب الوطني الحاكم كبشور كوكو قوله لمجلة جون أفريك الفرنسية “لقد قررنا اتخاذ الخطوات اللازمة للسماح له بالترشح للرئاسة”.

 

قمع

ويقول الكاتب إنه بالإضافة إلى الحرب التي قادها البشير باسم “أسلمة” الطائفة المسيحية أو أتباع معتقد “الأرواحية” في جنوب السودان، وقمعه أهالي الشرق الذين طالبوا بتوزيع عادل للثروات، فإنه أطلق في 1995 عملية “تعريب” في إقليم دارفور غربي البلاد.

 

ويضيف أن إقليم دارفور تسكنه عشائر عربية بالفعل على غرار عشيرة زغاوة وقبيلة “الفور” التي أعطت اسمها لإقليم دارفور، الإقليم الذي خضع لعملية قمع دموية بسبب انتقاده نظام الخرطوم الذي همشه تنمويا.

ويقول شيمالي إن البشير أعطى الضوء الأخضر لمليشيا جنجاويد، التي تستعمل غالبا الأحصنة والجمال للتنقل، بالإضافة إلى جيشه لإخضاع الاحتجاجات.

ويشير إلى أن البشير زار سوريا الشهر الماضي للقاء الرئيس بشار الأسد، الذي يقمع بدوره شعبه منذ سنوات بعدما انتفض ضد نظامه، وذلك في أول زيارة يقوم بها رئيس دولة إلى دمشق منذ 2011.

ويرى الكاتب أن السودان يمر بأزمة اقتصادية تجلت بوضوح مع الزيادة في سعر الخبز لثلاثة أضعاف. مضيفا أن المظاهرات ضد غلاء الأسعار سرعان ما تحولت إلى انتفاضة ضد النظام، وذلك بناء على دعوة أطلقها مختلف أطياف المجتمع المدني عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ويختتم كاتب المقال بأن عمليات قمع الاحتجاجات في السودان أسفرت عن مقتل نحو 40 شخصا، حسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، في حين تم تقدير عدد المعتقلين بالمئات.

 

 

المصدر : الجزيرة,لوموند

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.