شارع النيل .. الوجه القديم!

حملت معظم صحف الأمس في صفحاتها الأولى خبراً يتحدث عن عودة الحياة لشارع النيل أشهر شوارع العاصمة الخرطوم بعد توقف دام لقرابة العام.

 

> (ستات الشاي) عُدن بذات الرؤية القديمة، طبالي عتيقة ومناضد صغيرة ومقاعد تنتشر على مساحة شاسعة من شاطئ النهر الخالد.
> صاحب ذلك حراك شبابي كبير ملأ الشارع نشاطاً وحيوية، تظهر لكل عابر من هناك.
> الابتسامة التي ارتسمت على وجوه بائعات الشاي وحدها تكفي لإثبات أن القرار في محله، لأن مثلهن لم يخرجن من ديارهن عبثاً، وإنما فرضت عليهن ظروف الحياة أن يواجهن النيران ويجلسن لساعات طوال انتظاراً للرزق الحلال.
> أسر فقدت عائلها وأيتام ينتظرون العلاج والتعليم والكساء من وراء عائد أكواب القهوة الساخنة و(اللبن المقنن).

 

> لهذا كله سعدنا بعودة أمهاتنا وإخواتنا وبناتنا للعمل الشريف.. ولكن!!
> كنا نأمل أن تكون العودة بوجه أفضل يتم تنظيمه عبر جهات الاختصاص بتصاديق معلومة ومساحات محددة لكل بائعة شاي، حتى وإن تحملت المحلية (الغنية) تأسيس ذلك.
> محال راقية وجاذبة تواكب العصر وتزين (نهر النيل)، أشبه بالمقاهي التي اشتهرت بها عواصم عربية مثل بيروت (عروس المتوسط) والقاهرة وغيرها.
> في تلك المدن نشاهد أماكن غاية في الروعة تحتوي على كل ما هو جديد، حتى صارت متنفساً للأسر والشباب، ينشدون فيها الترويح واللهو البريء.

 

> وفرت المقاهي في الدول الأخرى صالات للمشاهدة وممارسة الرياضة والوجبات لمرتاديها بأسعار معقولة، دون أن يحجبوا المنظر الخلاب الذي يزيد الجلسات بهاء وجمال.
> هناك أسباب لا نريد الخوض فيها أجبرت السلطات المختصة على اتخاذ القرار السابق بإغلاق (شارع النيل)، وكنا نتمنى أن يستصحب قرار فتح الشارع من جديد معالجة للإشكالات وإضافة أفكار تجعل منه مزاراً آمناً حتى للأجانب، بعيداً عن الاتهامات والتوترات التي تظهر بين الفينة والأخرى.
> كنا نريد لهذه الطبيعة الخلابة أن تكون عنصراً جاذباً للسواح وضيوف البلاد من كل حدب وصوب.
> صحيح أن هناك منتزهات بمواصفات عالمية، لكنها لا تهتم بالبسطاء وعامة الناس، وعادة ما يكون مرتادوها من الطبقات الثرية.
> ما نبحث عنه هو أماكن ومتنزهات في متناول الجميع برؤية متقدمة يجد فيها حتى الأطفال مبتغاهم، ويغني السُّمار في الليالي العامرة بالصفاء والأريحية رائعة عقد الجلاد:
يا جمال النيل والخرطوم بالليل
يا راضعة من نيلين حضنوك من أزمان
يا قبلة الزائرين يا درة السودان
ضمخ شذى الياسمين والورد والريحان
عشاق سمر بالليل سحرهم جمال النيل

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.