الأمل والتحدي

حين تطالع ــ عزيزى القارئ ــ هذا المقال، تكون إجراءات التسليم والتسلّم بين الوالي السابق لولاية الجزيرة، والوالي الجديد قد انعقدت…. وتكون (حكومة الأمل والتحدي)، قد بارحت مواقع السيادة هناك ميممة وجهها شطر العاصمة المركزية للقيام بمهام أكبر وأخطر وأهم.

وأحسب أن اختيار هاتين الصفتين للتعبير عن ما كانت عليه حكومة الدكتور(محمد طاهر إيلا) بولاية الجزيرة كان موفّقاً للحد البعيد ورأيناه ماثلاً بأم أعيننا طوال فترة ولايته الميمونة. وظلت كل المؤشرات تؤكد أن الرجل كان في تحدّ دائم لكافة الأوضاع المغلوطة والإمكانيات المتواضعة والإشكالات القائمة والمؤامرات التي تُحاك بليل في سبيل أن يوفر للولاية وإنسانها واقعاً أفضل على كافة الأصعدة.

وبعيداً عن التناول العميق للمفاهيم السياسية التي كانت تُدار بها الأمور في ولاية الجزيرة يعنيني جداً أن ينتقل ذلك الشعار لينسحب على عموم البلاد .

والشاهد أننا كنا في كل عام نظل نترقب فعاليات مهرجان السياحة والتسوق في نسخه المتتابعة بالولاية لنشهد بأم أعيننا مستوى تطور المباني والمعاني والإنسان والتفاعل الاجتماعي هناك. فالمهرجان كان سانحة طيبة لعقد المقارنات والوقوف على أوجه التغيير التي تشتمل مدينة (ود مدني) من عام لعام، وهو ما لا يمكن أن تخطئه العين إلا من رمد.

فقد أتاح ذلك المهرجان – الذي يعتبر ابتكاراً خاصاً بالدكتور إيلا- فرصة كبيرة للحراك الاقتصادي بالولاية، وسمح لإنسانها بخلق فرص كسب جديدة تتمثل في توفير القوة الشرائية الهائلة والوافدة من خارج حدود الولاية، إلى جانب إمكانية التعرّف على العديد من رؤوس الأعمال التي يمثل المهرجان بالنسبة لها مجالاً للتسويق والاكتشاف .

وكانت حكومة الأمل والتحدي قد اعتمدت في عملها منذ البداية آلية لضبط وترشيد الإنفاق الحكومي وتوجيه الموارد نحو تحقيق أهداف التنمية المتوازنة والمستمرة، بكل أرياف وحواضر الولاية، إلى جانب استقطاب ومتابعة الدعم الولائي واستنهاض وتشجيع الجهود الشعبية والاستثمارية من أجل استكمال الخطط الإعمارية بعيدة المدى.

ولكم أن تعلموا أن مهرجان السياحة والثقافة والتسوق بولاية الجزيرة لم يكن على الإطلاق عبئاً على خزينتها…. فهو قادر تماماً على الإنفاق على كافة مراحله وتفاصيله عن طريق الرعايات المستجلبة والمنتقاة بعناية من مختلف المؤسسات الاقتصادية الكبرى التي تتسابق للتواجد في جميع نسخ المهرجان، إيماناً منها بالدور الكبير الذي أصبح يلعبه في المجتمع مما يعد سانحة دعائية بالغة الأثر.

وكانت حكومة الأمل والتحدي من الذكاء بمكان، حين درجت على مزامنة افتتاح ليالي المهرجان العامرة مع تدشين وافتتاح عدد من المشاريع المهمة والحيوية التي تنتظم عموم ولاية الجزيرة في مجالات التعليم والصحة والخدمات.

وبفضل حسن تدبير وذكاء (د. إيلا) ومتابعته لكل الخطوات عن كثب، ها هى ولاية الجزيرة الآن تنعم بكل هذا الجمال الذي نشهده في الشوارع الأسفلتية الممتدة، والإنارة والتشجير والمدارس والأسواق والمراكز الصحية وغيرها من الإنجازات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمواطن، وأحدثت فعلياً تغييراً إيجابياً كبيراً فى حياته…. وهذا يجعل مهمة سعادة الفريق أول ركن (علي محمد سالم) والي ولاية الجزيرة الحالي أكثر سهولة كونها تقف على أرضية صلبة وثابتة وليس عليه سوى المضي من حيث إنتهى السابقون.

بهذا وغيره يظل (د. إيلا) قيادياً مختلفاً بكل المقاييس… على درجة عالية من الحكمة والسطوة والذكاء… يبرع في التخطيط ويتابع التنفيذ بدقة… مولع بالتميز… ويعرف كيف يكتب اسمه بأحرف من نور في سفر الأيام … ولا يمكن بأي حال أن نتجاوز الفارق الذي يحدثه الرجل وأركان سلمه أينما حل!! وإن كان ثمة رجال يعدون على أصابع اليد ويمكن وصفهم بالتفاني والإنجاز على امتداد قياداته، فإن الرجل يأتي في أولهم بحسب مقاييسي الشخصية المتواضعة.

عليه…. نُمنّي أنفسنا بمتابعة طيبة للنجاحات المزمعة على صعيد رئاسة مجلس الوزراء، والتي ستضج حتماً بالتجديد وتزدحم بالحسم…. وكلنا ثقة من أن التحديات الكبيرة قادمة…. ونوافذ الأمل مشرعة على جميع ساحات الإصلاح لا سيما الاقتصادي لما يتمتع به السيد رئيس رئاسة مجلس الوزراء من باع طويل وخبرة اقتصادية واسعة وحصافة في آلية درء ومكافحة الفساد وتحجيم المفسدين ووضع المصلحة العامة على رأس القائمة… ولا أحسبه يحتاج منا أن نهمس في أذنه مذكرين بضرورة استخدام قبضته الحديدية في وجه القبح الذي يمارسه أصحاب النفوذ والمناصب… ولكننا نحرص على تذكيره بأنه بارقة الأمل الأخيرة في الوقت الذي يحاصرنا فيه اليأس والغبن من كل الجهات.

Exit mobile version