ورئيس الجمهورية المشير عمر البشير يخطو بالبلاد لعتبة تأسيس نظامٍ سياسي جديدٍ، يُحَقِّق الاستقرار، ويُؤسِّس لنهضةٍ وطنيةٍ شاملةٍ تعيد حلم مجدٍ لطالما راود شعبنا، فإنّه بحاجةٍ لجُهُود وفكر رجال من العيار الثقيل، وفي مقدمتهم مستشاره السابق والمُفكِّر السياسي د. منصور خالد، والجنرال المُتقاعد حسب الله عمر الأمين، ولكل منهما صفاتٌ ومزايا أهمّها تحلِّيهما بقومية نبيلة لا تشوبها شائبة مطامع ذاتية.
لقد أيقن عَدَدٌ غير قليلٍ من السودانيين أنّ البلاد أمام فُرصةٍ تاريخيّةٍ كبيرةٍ ودقيقة، وأنّها بحاجة أكثر من أيِّ وقتٍ مَضَى لأفكار نخبها ومُخلصيها لانتشال أهلهم من مُستنقع اليأس والإحباط وسوقهم بالحُلُول المُستدامة إلى مُستقبلٍ أفضل. ولا شَكّ أن بلاداً تمتلك كل هذا الوعي الشبابي وتلك الأمنيات الخضراء، هي على موعدٍ بنهضة وطنية شاملة، في سودان خير يتطلّع الى الحاضر، مُتجاوزاً لكل أخطاء الماضي.
وإزاء هذه الفُــرصة التّاريخيّة والتّطلُّع نحو المُستقبل وفي ظل أزمتنا الرّاهنة التي تتطلب البحث والتنقيب لإخراج أفضل ما فينا ومن هم بيننا، تَظل هُناك حاجةٌ للاستماع والأخذ برؤى ونصائح د. منصور خالد الذي خَبِرَ السِّياسَة وقدّم عصارة تجاربه في تشخيص الأدواء الوطنية، عبر تَوصيفٍ عَميقٍ للمُشكل السُّوداني، وما فتئ يقدم إشفاقه على الوطن مقروناً بنصائحه الناصعة التي لطالما صمّ الساسة آذانهم عنها، أما على الصعيد الدولي والإقليمي فذاك بحره الذي يجيد السباحة فيه، ولا شك أنّ عمله في المُؤسّسات الدولية، تجعل منه الشخص المُناسب لتقييم ما يجري حولنا، مُقترحاً أنجع السُّبل وأفضل المواقف التي يجب على حكومة بلادنا اتّخاذها حيال المُتغيِّرات والأحلاف الإقليمية والدولية، وبهذه الصفات وغيرها، سيكون د. منصور أفضل صانع قَرارٍ لتصميم سياستنا الخارجيّة.
أما اللواء (م) حسب الله عمر الأمين، هو الآخر يتمتّع بفكر استراتيجي عَميقٍ، يجعل منه أحد أبرز الفاعلين في التّأسيس لنظامٍ سياسي جَديدٍ، يُمكن أن يعبر بالبلاد إلى بر الأمان، وقد ظلّ دائماً يُفكِّر بمسؤوليةٍ وهي من صفات رجل الدولة الناجح المُقتدر، وللرجل كاريزما قيادية وقُدرات تفاوضية كبيرة، وفي هذا الصدد لعب دوراً محورياً ومُؤثِّراً عبر اللجنة الوطنية للسَّلام، التي أعادت مسار التفاوض مع حركتي جبريل إبراهيم ومني أركو لوجهته الصحيحة، وكان الرجل برفقة عبد العزيز نُور عُشر وآخرين أنجز في سريةٍ تامةٍ وهُدُوءٍ خطوات الحل النهائي، ولا شكّ أنّ خلفية الرجل السياسيّة والأمنيّة ستُمكِّنه من حماية ملف سلام دارفور وسَدّ الطريق أمام أيِّ مُحاولةٍ لاختطافه أو تَوظيفه للتّأثير على مواقف البلاد الدبلوماسية، بجانب ذلك كلّه يمتاز حسب الله عمر بصفاتٍ ومزايا عديدة، من بينها قُدرته على بناء مُشتركات وتفاهمات مُحدّداتها مصالح البلاد العُليا التي تضمن استقرار الوطن وسلامة بنيه.
ولذلك، فإنّ د. منصور واللواء حسب الله يمكن الاستفادة منهما كَمُسهِّلين وطنيين في هذه المرحلة التاريخيّة المفصليّة من عُمرِ بلادنا لإنجاز التوافق الوطني والسلام والعلاقات الخارجية.. نعم هي مرحلة وطنية تَتَطَلّب الاستعانة بأصلب العناصر لأصعب المواقف.
السوداني
