روح رياضية

توقعنا بعد الصحوة التي غشيت الوسط الرياضي، وظهور بارقة أمل في شفائه من مرض التعصب، بعد أن رأينا الأيام الفائتة أعلام المريخ ترفرف في مبارة أفريقية للهلال، وأعلام الهلال ترفرف في مباراة المريخ في البطولة العربية، توقعنا أن يكون ذلك نواة لمبادرة إعلامية، تعزف على أوتارها كل البرامج الرياضية بالمحطات التلفزيونية والإذاعات، حتى يتم إجتثاث التعصب من جذوره، لتنهض الرياضة في بلادنا، ويرفرف علم السودان في المحافل الخارجية، ولكن.

يؤسفنا أن نقول إننا تابعنا بعد ذلك حلقة تلفزيونية كانت تتحدث عن جملة مواضيع رياضية وعن ضرورة نبذ التعصب الرياضي، وبصراحة لم يوفق فريق إعداد الحلقة في اختيار الضيوف ولا المطربة التي شاركت بالغناء، ولن نقول إن ما قدم مثل قمة الفشل والعبث والاستخفاف بعقول المشاهدين، إذ حاولت ضيفة البرنامج

المطربة الشهيرة أن تستعرض ثقافتها (واسعة الانتشار)، فتحدثت عن السياسة والمجتمع والخاص والعام، وهي تقاطع بقية المتحدثين بصورة تدعو للغثيان، وكنا لحظتها نتابع في حالة (تخمة) من الذهول.

حتي فاجأتنا مطربة زمانها بشخصية أخري ارتدت فيها عباءة الشيخ الدكتور محمد أحمد حسن، وانداحت في رواية القصص الدينية وتقديم الفتاوى بحسب ما صور لها خيالها وجرابها الخاوي من أي ثقافة، ثم واصلت الفوضى وهي تتحدث عن غناء المرأة وما يصاحبه من تعبير وحالة طرب.

بالتأكيد لا نلوم هذه المطربة فليس لها ذنب إن كانت بلا معرفة أو كانت مبدعة في تسويق الجهل، فهذه حدود إمكانياتها، ولكن نلوم من فتحوا لها أبواب الاستوديو ومن بعده الفضاء لتقول ما تقول.

ما حدث يؤكد ما تعيشه الفضائيات من أزمة في اختيار الضيوف، بعد أن أكدت الكثير من البرامج أن الاختيار يتم عشوائياً، حيث يتم اختيار ضيوف لا علاقة لهم بالموضوع المطروح، فقط لأن بعضهم يعرف كيف ينمق الحروف.

نحن هنا لا نقصد أن نتحدث عن تلك الحلقة من باب النقد، وإنما لنقول إن تناول قضايانا الاجتماعية يجب أن يكون بواسطة خبراء ومختصين، وخاصة فيما يتعلق بالتعصب الرياضي الذي يحتاج إلى حلقات وحلقات في كل الأجهزة الإعلامية، لأن عافية الوسط الرياضي هي عافية لكل المجتمع الذي يحن إلى (الروح الرياضية)، مع التأكيد أنه ليس بالضرورة أن يكون في البرامج الحوارية مطرب أو مطربة، لأن هذه بدعة إعلامية لا محل لها من المنطق ولا من العمل التلفزيوني أو الإذاعي

خلاصة الشوف:

 

اخرلحظه

Exit mobile version