السِّرْ وراء (اندلاق) حاتِم السَّرْ..!

لا غرابة في ظهور تجمع المهنيين، لكونه خلاصة تجربة طويلة لنشاط نقابي ظل مُستهدفاً، على الدوام من جميع الحكومات.. استهدفته مايو وسعت للقضاء عليه، لكنه ينهض الآن ، بعد أن ابتدر التغيير في أبريل 1985 م.

لا غرابة في هذا، بل في التجمع الاتحادي المعارض.. فنحن زوّار الضريح نحفظُ عن ظهر قلب وصية المراغنة لأحبابهم ومريديهم، بألا يهبشوا (الفتَّة) حتى يبرُد حشاها، بتلافيف الصبر أو بالهبهبة!.

إن كانت تلك هي الوصية، فمن أين نهض التجمع الاتحادي المعارض، ليُسفِر عن وجهه، ضد ولاة الأمر في هذا الزمان؟.. للاجابة على هذا السؤال، نعود بكم إلى الساحة الخضراء، إلى حيثُ احترق الشقيق سكينجو، متجاوزاً حتى الوصية التي تدعوه للمحافظة على أصابعه!.

في تلك الساحة بُعيد تفجُّر الحِراك أقدم السِّبط حاتم السر، على حرق ذاته الشريفة، لصالح (الحلفاء)، وهو السياسي الذي ترشح من قبل لرئاسة الجمهورية.. كانَ الشقيق مُدنَفاً هُناكَ ومُندلِقاً عليهم، حتى أنه أشعل اللهيب، في صحراء كردفان بحضرة القطب الانقاذي الوحيد، الذي ترقى من الولاية، إلى رئاسة الحزب بالوكالة.
كيف نفترض بعد ذلك، غباءاً يجعل الشقيق يدلِق ماءه في الرهاب؟.. لا خفاء في الأمر، فالشقيق، أكد في الساحة الخضراء، أنه عاد من القاهرة بعد لقاء الزعيم، وأنه يتحرك وفق خطة.. خطة يحتاجها كل منضوٍ داخل النظام.

الخطة مكشوفة وتمضي في اتجاهين: اتجاه تأمين التحالف مع الحزب الحاكم بلسان، واتجاه تأكيد الانسلاخ من الحكومة بلسان.. وليس في هذا جديد بالنسبة للخلفاء حين يضطرون إلى ركوب الصعب، فمن هول الفُجاءة، ومع ظهور ذاك الجِسم، أسلمت القفاطين قيادها للحليف بحثاً عن منشأ وجذور هذا الكيان، علَّ الحليف يسعفهم ببعض الحقيقة، لكن الحليف وقنواته الرسمية، لا ترى في الشوارع غير المندسين والشيوعيين، وهلمّجرا..

أين هم الاتحاديون، ومن أين جاء هذا الكيان العجيب؟

لأجل عيون الخلفاء، نُذكِّر بأن للاتحاديين قاعدة لا يستهان بها ..هذه واحدة، أما الثانية فهي أن هذا الكيان قد ازدهر من عمق الأزمة، وداخل روابط الطلاب في حقبة التسعينيات.. الروابط التي توهّم (الحُلفاء) أنهم روَّضوها.

أما ثالثة الأثافي، فهي أن قدر هذا الشباب هو القتال في محورين: محور الرفض لهيمنة الطائفية بقطع مفاوز الدرب الصعب، مع الوقوف – ألفاً أحمر – ضد المحور الثاني.. ومفاوز الدرب الصعيب، كما تعلمون، عبرّ عنها المرحوم الشريف حسين في قوله:

(خرطومُ يا مهد الجمال ودرة الأوطان عندي
أنا كم أخافُ عليك من شوقي وتحناني ووجدي
لما أذاعوا عفوهم وتخيروا المنفين بعدي هرعوا إليك ضعافهم وبقيتُ مثل السيف وحدي..
ثم.. هل عرفتم السبب؟.. هل عرفتم السِّر، وراء احتراق حاتم السر؟.

اخر لحظه

Exit mobile version