في أخبار الأمس، إعلان الخطوط الجوية القطرية وقف رحلاتها إلى الخرطوم، لم أملك عند مطالعة هذا الخبر إلا القول (العقبى لقناة الجزيرة)، بوقف برامجها هي الأخرى عن السودان وتجميد مكتبها في الخرطوم !!
(2)
(كسوف جزئي) للاحتجاجات الخميس الأخير، بالتزامن مع اعتراف تجمع المهنيين والفضائيات العربية بـ (نجاح جزئي) للعصيان الأخير، على أن الصيدليات هي أشهر المؤسسات التي تضامنت مع المعتصمين حسب إعلام المهنيين، وهل بالصيدليات وحدها ينجح العصيان !!
(3)
الطبيب الشاب الجراح بمستشفى شرق النيل الذي لم يكتف بعدم استجابة دعوة الخميس للإضراب، واستجاب في المقابل لإلحاح دعوة المرضى وأجرى مجموعة عمليات جراحية، لا أعرف في زمن اختلال الموازين الأخلاقية وارتباك المعايير المهنية، إن كان سيوضع في قائمة الخونة أم الشرفاء !!
(4)
تحتفل لجنة تجمع المهنيين، فيما تحتفل، بمجموعة صيدليات قالت إنها استجابت لدعوة الاعتصام، لا أعرف إلى آي مدى يمكن أن تنجح فعالية (مقاومة الإجزخانات) في شل الحياة العامة!!، فعلى سبيل المثال لو كانت المصارف والبنوك هي من توقف عن العمل، لكانت النتيجة في المقابل ستكون أكثر فعالية، كون الأسواق وحركة التجارة كلها تتوقف على عمل البنوك …
(5)
بل إن المطاعم والكفتيريات و(محلات العماري) و(ستات الشاي) ستكون أكثر فعالية إذا ما توقفت عن العمل، لأن الشلل في هذه الحالة يمكن أن يكون (شللاً نصفياً)، غير أن بمقدور مائة صيدلية في أنحاء العاصمة يمكن أن تفي بالغرض، وبالمناسبة أن عدد الصيدليات أصبح أكثر من محلات بناشر السيارات، وأحياناً تمر على عشر منها بحثاً عن بندول وقد لا تجده !!
(6)
لم يشتك أحد من عدم عمل الصيدليات، بل لم ننتبه أصلاً لتوقف بعض الصيدليات عن العمل، إلا في نشرات فضائية الحدث، هل تلتفت، والحال هذه، إدارة الأدوية والسموم بوزارة الصحة إلى أن عدد الصيدليات أصبح أكثر من الطلب، ومن ثم يتم توقيف ترخيص المزيد من الصيدليات !!.. أم إن إضراب بعضها سيفي بالمهمة ويقلصها إلى العدد المطلوب !!
(7)
بالمناسبة هنالك فكرة هائلة جداً يمكن أن تجعل لاعتصامات وإضرابات الأطباء والصيادلة الأثر الكبير، الذي يمكن أن يعجل بالثورة التي دخل حراكها الشهر الثالث، وتتلخص الفكرة في أن يضرب الأطباء أيضاً عن العمل في
المستشفيات التجارية والعيادات الخاصة، لأن المريض عندما لا يجد الطبيب في المستشفى الحكومي، سيجده لا محالة في عيادته الخاصة أو في المستوصفات التجارية!! وبهذا يفقد الإضراب فعاليته !!
(8)
قال لي أحد الأطباء، نحن بين نداء (لجنة الأطباء)، وبين نداء (ضمير وقسم المهنة) وشرفها متنازعون !! وبرغم كل ذلك، يقول الرجل الطبيب.. لا ثورة صنعنا ولا مرضى عالجنا.. قلت له كان الله في عون البلاد والعباد …. وليس هذا كل ما هناك …..
الصيحه
