*لطالما تفاخَر وادّعى ما يُسمّى بتجمع المهنيين بأنه ينطلق في نشاطه الدعائي من منطلقات النزاهة والشفافية، وأنه كيان لا يتلون أو يرتهن لأجندة أحد ! وهو ما كذبته اليومين الماضيين حادثة كشفت أن هذا التجمع شبح يراسل البلاد وأحداثها من الخارج، وأنه لم يتجاوز في فهم صناعة قديمة، خبث وتدليس الباحث عن انتصارات زائفة لتسجيل مواقف ولو بالتكسّب من أحداث مأساوية، يتم تلوينها ودعمها بأكاذيب ووقائع لم تقع على نحو ما كشف بيان حول الأحداث القبلية المؤسفة التي وقعت بحاضرة ولاية غرب دارفور الحنينة، حيث زعم أن مليشيات سمّاها الحكومية هاجمت النازحين بمعسكر (أردمتا)، فقتلت أربعة، وان عشرات في حكم الجرحى والمفقودين!
*مشاجرة عفوية؛ في لحظة عبور مواطنين من أهالي المنطقة تطورت لضرب أسقط ضحايا من جانب، فثار أهل القتلى وانفعلوا، وهو سلوك فردي ومدان تحول في أدبيات المهنيين لبكائية لا على ثقافة العنف والتهوّر لأسباب بسيطة تحوّل لمناحة سياسية كذوبة، صورت الأمر وكأنه حرب خاضتها السلطات ضد مواطنيها وبالطبع حضرت كل مفردات استدرار اللعنات والتحريض والحديث الحقوقي الكذوب ! تدليس كامل وكذب صريح وتسوّق بمصاب أبرياء أثار موجة من الاستياء لدى كل الذين عرفوا تفاصيل الحادث؛ فوقع التجمع تحت جرّ جهات من حلفائه في مصيدة تسلل جعلته أضحوكة وشكّكت في كثير مما زعم وادعى.
*ما جرى أن مجموعة من الشباب كانوا في طريقهم إلى طرف المدينة؛ وتصادف عبورهم ومرور عدد مقابل من الشباب على طريق الردمية المؤدي للمطار؛ حدثت مشاجرة ـ لسبب ما بسيط ـ فقتلت المجموعة الثانية اثنين وجرح واحد من المجموعة الأولى بعدها ذهب الجناة إلى قسم الشرطة بالمدينة وسلموا أنفسهم؛ وحينها كان أهل القتلى قد تسامعوا بالحادث فثاروا وقتلوا ثلاثة من خصومهم كفعل انتقامي؛ الجريح الذي نجا من الاشتباك الأول بمستشفى الجنينة، وفي كل الأحوال، الحادث مشاجرة ولا صحة لما تردد عن وجود مليشيات أو قوات حكومية.
*إنه نهج تحوير الأحداث ونفخها لتزيد اشتعالاَ ولا غرض هنا أو موقف للتعاطًف وإنما هو التصنع والاصطياد في الوقائع التي يتم تأليفها بطريقة (الخم) والإدانات السياسية والأخلاقية التي تتعمد الشيطنة وجعل سطح الأخبار السودانية دامياً؛ وملوث بالضغائن؛ هذا سلوك أنبياء النضال الجديد، وهو يدل على أن هذا الكيان رغم تخفّيه إنما هو ذات قوى الضلال القديم التي احترفت الأكاذيب وأدمنت قصص الخيالات؛ وهو حادث ومثال يعري كل من سعى في هذا الأمر دون تثبّت أو مراجعة، وسار مع الهاتفين والمنددين.
الصيحه
