بالصور .. الزواج مناسبة خاصة أم عامة؟ …هل هذا العريس في حالة وعي كامل أم هو في حالة غيبوبة؟

في كل مرة أشاهد فيها عريساً وعروسة على شاشة قناة تلفزيونية أو على صفحة صحيفة، أسأل نفسي هل هذا العريس في حالة وعي كامل أم هو في حالة غيبوبة؟
ثم أسأل كيف يعرض الإنسان (الشرقي) ذو القيم عرضه مبتذلاً هكذا لجميع الناس؟ ثانياً هل أولياء الأمور من الجانبين في إجازة أم هو الحياء؟ لا أولياء العروسة يرفضون ذلك ولا أولياء العريس؟ هل يخاف أهل العروسة من أن يرفضها لهم العريس إن هم لم يسمحوا بعرضها للناس؟ أسلعة هي؟
ثم أهل العريس ما لسان حالهم؟ هل يريدون أن يقولوا شوفوا نحنا عزلناها كيف؟ أسيارة هي؟ ألوحة هي؟ أتحفة هي؟
بالله تخيل أن يقول رجل كبير لشاب في العشرينات: إني احتفظ بصورة لأمك بفستان زفافها أو بشريط فيديو أو ملف زواج أمك على الكمبيوتر. كيف سيكون وقع هذا الخبر على ذلك الشاب؟
ثم من أين جاءتنا فساتين الزفاف هذه منها ما هو بكُم وبصدر مفتوح أو بصدر مفتوح وأذرع مفتوحة أو كما قال (عادل إمام بدون هدوم). ألا ترون أنني لم التفت للبذخ المحرم والصالات الغالية والمغنين والمغنيات ( حدثني من أثق فيه أن زواجاً في قرية من قرى الجزيرة – غير المتواضعة – كانت فاتورة المغنين والمغنيات (50) مليوناً – بالقديم – “خمسون ألفاً بالجديد” أي سفه هذا؟ وما الداعي لذلك؟ أليس على هذا وزر كل من قلده واقتدى به ؟ وزر كل من تأخر زواجه لأن العروسة أو أهلها طالبوا بمثل ما فعل هذا السفيه ولم يستطع. (السفيه في الشريعة الإسلامية هو الذي لا يحسن التصرف في ماله).
ومظهر سالب آخر الأكل الغالي والزائد عن الحاجة وحدثني ثقة أن أحدهم كانت فاتورة وجبة زواج ولده (34 ) مليوناً ولم يأكل المدعوون نصفها!!! وملايين من شعب بلادي يتضورون جوعاً وطلاب الجامعات وطالبات الجامعات يعيشون اليوم كله على سندوتش طعمية في المساء وسندوتش فول او بوش في الصباح.
ومن جديد الزواج المستحدث أن يكون وكيل العريس شخصية عامة شيخ فلان أو الوزير علان.
إذا ما سألنا علماء النفس والاجتماع عن تفسير هذه الظواهر سيأتون بالعجب العجاب من التحليلات ولكني أجزم وأنا لست المتخصص لا في علم النفس ولا علم الاجتماع وأقول لا ينتج ذلك إلا عن عقدة نقص ما. أما في مصادر المال قد يستخدم بعضهم المثل الانجليزي ( easy comes easy goes) يعني المال غير المتعوب في تحصيله يذهب بسرعة.
من يوقف هذا المظاهر الغريبة؟ القدوة على من؟ ماذا لو امتنع بعض المشاركين متى ما رأوا في الأمر خروجاً على المألوف؟ حتى يُشعِروا السفهاء – أحيلك للمعنى أعلاه – بأنهم غير راضين عن ما سمعوا أو رأوا؟
ثم ماذا لو قال كبير محتفى به في درجة وكيل العريس أو العروس والتفت إلى (المتبوبر) وقال له في شكل دعابة من أين لك هذا؟
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
د. أحمد المصطفى إبراهيم











