كوز (لكن نضيف)!!

سودافاكس- الخرطوم : (1)
انتهى المشروع الحضاري، وسقطت شعاراته، وانكشفت اقنعته، حينما اصبحت بطاقة التعريف للمنتسبين للنظام البائد اذا كان الفرد منهم (شريفاً) ولا ياكل (المال العام) بالباطل تأتي على هذه الشاكلة : (كوز ..لكن نضيف) – هذه العبارة اختصرت كل محاضر الاتهامات التى يمكن ان توجه لهم، وهي بقت (ترياقهم) الوحيد في المجالس التى بفضلها يمكن ان (تفج) لمن تقول له (حتة) في المجلس.

في السنوات الاخيرة بلغت الثقة في الشعب السوداني ان الفرد منهم ما ان يلمح (كوز) إلّا ويدير وجهه للقبلة الاخرى ، وما يستدير له إلّا اذا قيل له : (كوز …لكن نضيف)…فقد ارتبط الفساد بهم ، حتى صار يزكمك منهم ذلك.
اعرف (كيزان) ، رواتبهم ان ابلغتهم اليوم الثالث في الشهر فان لنا ان نحسبهم من (سحرة فرعون)… مع ذلك شيدوا العمارات السوامق وركبوا العربات الفارهات حد ان الواحد منهم يلاقيك في الصباح بعربة ويلاقيك في المساء بعربة اخرى ، غير العربات التى تسعى بالعيال اناء الليل واطراف النهار في (مولات) العاصمة الضخمة.

بعض الكيزان كنت تجده في المسجد ينافس على (الصف الاول) بوله وايمان ووقار اهل الكهف – حتى ان اكمل صلاته ، خرج الى (غيه) لا يمنعه عنه واعز ولا حساب.
تراهم في كامل الهدوء والادب والطمأنينة ، وما ان تأتي سيرة (الدولار) إلّا وانتفضوا مثل الاسود الضارية.

(2)
في (30) سنة حكم فيها البشير اجتهدوا ايما اجتهاد وبذلوا كل طاقتهم وسخروا كل امكانيات الدولة في ان يجعلوا صورة (الشيوعي) في المجتمع السوداني صورة للملحد ..الكافر ..الذي لا يعرف الله، ولا اخلاق له.
في باديات عهدهم نجحوا في ذلك بعد ان سخروا كل (المنابر) بما ذلك منابر الدين في المساجد والجمعيات الاسلامية لكي يبهتوا (الشيوعي) ويجعلوه منبوذاً حتى وهو وسط اهله.

كانت (الام) تشمئز ، وتلم ماعونها اليها ان قيل ليها ان ابنك (شيوعي)… كانت المؤسسات تلفظ كل من يلحق به ذلك اللقب… وكان (الجزار) ان وقفت امامه لتشتري (لحماً) وسرب له انك شيوعي ، تخيّر من لحمته (العظم) ليبتاعها لك.. وكان (بائع اللبن) ، اذا قيل له ان فلان هذا (شيوعي) ، اعتذر له في ان يكون (زبوناً) له – وقال له بعبارة قاطعة : (انا ما عندي ليك لبن).
الآن تدور الدوائر عليهم – ويظهر (الكيزان) بهذه الصورة المرفوضة في المجتمع السوداني ، دون ان يبذل احد جهداً لذلك.
فسادهم ، وسيرتهم في الثلاثين عاماً ، هي التى اوصلت تلك الانطباعات الرافضة لهم ، والتى لا يمكن لهم المرور منه إلّا عن طريق (كوز …لكن نضيف).

عدالة السماء – اقوى من عدالة الارض، فما يحدث للكيزان الآن لو اجتمعت الارض كلها لكي يحدث لهم ذلك، لما نجحت في نصف الذي بلغوه الآن من سوء وعزلة.

(3)
مساء اليوم سوف تقدم قناة العربية حلقة جديدة من افلامها الوثائقية (الاسرار الكبرى – لجماعة الاخوان) – اطمح في ان اشاهد في حلقة اليوم جاري (الكوز)، الذي قبض ثمن شهادة اخيه (شقة) وقطعة ارض قبل ان يدفن الشهيد.
احلم ان اشاهد في حلقة اليوم الاستاذ الذي كان يحدثنا عن زهد ابوزر الغفاري وهو الذي كان يبدل عربته كل اسبوع.
هؤلاء الذين كانوا يحسبون مقدم دخولهم للجنة بيت في (قاردن سيتي) وكم شقة (برحة) في القاهرة.
(4)
بغم /
كوز مشى يفحص (69) مرضاً .. الدكتور طلب منه اجراء بعض الفحوصات ، ومد له (فتيل) وقال له جيب لي عينه هنا.
الكوز قال للدكتور : انا وقت بقدر اجيب ليك العينة في (فتيل)… جاييك ليه؟.

 

محمد عبد الماجد
نقلا عن : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.