السودان: حسين خوجلي يكتب: ود المكي للثقافة وإبنه للشباب.. ولكن القحاطة لا يعتبرون

سودافاكس- الخرطوم : زارني عالم سوداني شاب قام بتحضير دكتوراة نادرة في جنوب أفريقيا. تآنسنا وتداولنا طويلاً عن هذه الدولة الأفريقية الكبيرة التي عبرت من الجراح إلى النجاح بتفوق مشهود. 
وفي ثنايا الحديث ذو الشجون حكى لي هذا الموقف المعبر: جائتني دعوة لحضور ندوة في قاعة كبرى لمهندس وداعية أمريكي عن القرآن، البرنامج الذي سيشفي العالم من أدوائه ومعاناته. اذهلني الشاب الداعية بأفكاره العميقة الرصينة ولغته الانجليزية التي اهتز لها الحضور طرباً قبل أفكاره. وكان يورد الآيات بالفصحى ويترجمها بلغة فيها الكثير من التجديد والبركة. وفي قلب المحاضرة فلتت منه مفردة (يعني) فدسستها في خاطري، فالطريقة التي نطقها بها أعطتني احساسا دافئاً (بأن هذا الجمال أعرفه). 
وبعد أن انتهت المحاضرة والمداخلات والاسئلة، هرولت صوب الشاب قبل أن يغادر مقعده في المنصة، وهمست في أذنه انت يا زول من وين؟
 فانتفض في دهشة وقال لي: أنا سوداني من أولاد الخرطوم سبحان الله! وقد علمت أن هذا المهندس الشاب الداعية الذي بهر بعلمه وحضوره مثقفي جنوب أفريقيا من المسلمين وأهل الديانات الأخرى هو إبن الشاعر الفذ المطبوع محمد المكي ابراهيم. 
وأضاف الشاهد ساخراً ما دامت ثورة الشباب السوداني تملك كفاءات وقيادات (زي الطلقة) فلماذا يبيع لنا الشيوعيون والبعثوين والجمهوريون هذا (الفشنك) الذي يسد الأفق عاجزاً وجوعاً وانكساراً؟ 
فرددت عليه بالقصيدة الأشهر في ديوان (أمتي) لأبيه لأنهم ببساطة يا أخي لا يعرفون
 تركيب الحياة القادمة
جيل العطاءِ المستجيش ضراوة ومصادمةْ
المستميتِ على المبادئ مؤمنا
المشرئب إلى السماء 
لينتقي صدر السماءِ لشعبنا
حسين خوجلي
نقلا عن : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.