هذا ما تريده إسرائيل من السودان!

سودافاكس- الخرطوم :

> انتزع لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يوغندا لقب (حدث الأسبوع) بلا منازع، وخصصت الفضائيات وقتاً كبيراً لتحليل الخبر وأبعاده والرؤية المستقبلية للسودان على ضوء هذه الخطوة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس.
> سأرجئ الحديث عن ردود الأفعال المحلية والعالمية والبيانات العديدة التي دبجت تأييداً ورفضاً للتطبيع مع إسرائيل إلى آخر المقال، وأدلف مباشرة في المساحة التالية للإجابة على السؤال الكبير (ماذا تريد تل أبيب من الخرطوم)؟.
> أعتقد أن الهدف الأساسي من تكثيف التواصل مع السودان في هذا التوقيت بالذات، يسعى إلى كسب مزيد من المؤيدين لصفقة القرن من العرب، حتى تنتهي القضية الفلسطينية.
> وتأتي أهمية التطبيع مع السودان في مقدمة خطط إسرائيل لاحتواء القارة الأفريقية والسيطرة على ثرواتها وقدراتها، حيث ظلت الخرطوم قلعة عصية الاختراق طوال العقود الماضية، وقادت خطاً معادياً لدولة الكيان الصهيوني واستقطبت إلى جانبها عدداً من الدول الأفريقية.
> كما أن إسرائيل بتطبيع العلاقات مع الخرطوم ستقطع الطريق أمام الكثير من الجهات المعادية لها، وتستطيع السيطرة على ساحل البحر الأحمر الذي يشكل هاجساً كبيراً باعتباره أخطر المسارات لتهريب المؤن والأسلحة إلى قطاع غزة.
> أضطرت إسرائيل إلى تنفيذ عمليات خاطفة في مدينة بورتسودان وساحل البحر الأحمر، حيث استهدفت قوافل قالت إنها تهرب السلاح والمواد الغذائية إلى قطاع غزة المحتل، ثم قامت بضرب مصنع اليرموك في قلب الخرطوم حتى لا يذهب السلاح إلى إيران وحزب الله والمجاهدين في فلسطين.
> موقع السودان الإستراتيجي وحدوده المعروفة مع مصر وجنوب السودان وإريتريا مثلاً يجعله هدفاً لأطماع كثير من الدول للسيطرة عليه وبسط نفوذها فيه، خاصة وأن الحليف والداعم الأكبر لإسرائيل أمريكا تتعرض لمنافسة اقتصادية شرسة في أفريقيا من دول عظمى كالصين وروسيا وغيرها، كما أن واشنطن تسعى لإنشاء قواعد عسكرية على البحر الأحمر لحماية مصالحها في القارة السمراء من خطر إيران وحلفائها، وتأمين المياه ابتداء من نهر النيل، مروراً بمداخل ومخارج البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
> السيطرة على السودان تغلق الحلقة الضخمة التي أحاطت بها إسرائيل وأمريكا القارة الأفريقية والشرق الأوسط، وتكتمل حروف الرسالة القوية التي تريد إيصالها إلى سكان الأرض المحتلة وبقية دول المنطقة المساندة للقضية الفلسطينية.
> أحد أهم الأهداف التي تطمح تل أبيب في تحقيقها هو السماح لطيران (العال) الإسرائيلي بالتحليق في الأجواء السودانية حتى يصل إلى دول أفريقيا وحتى أمريكا الجنوبية.
> ظلت هذه الطائرات تبحث عن أجنحة تعبر بها أجواء الخرطوم بعد أن فرضت عليها عزلة لسنوات طويلة، كلفتهم خسائر بمليارات الدولارات.
> هناك ملف خطير أيضاً هو ملف اللاجئين السودانيين في إسرائيل الذين يقدروا بـ (7) آلاف لاجئ، ستتم إعادتهم إلى أراضيهم، بعد أن شكلوا قلقاً كبيراً للسلطات هناك.
> أعود وأقول إن رفض التقارب مع دولة الكيان الصهيوني من قبل قطاعات عريضة من السودانيين رسمياً وشعبياً، سيبطئ من هذه الخطوات ويجعلها تمضي بحذر كبير لتصل إلى آخر المشوار.
> هؤلاء لا أمان لهم ولن يرضوا بالقليل ومهما منحناهم من تنازلات فإنهم سيطالبوا بأكثر منها حتى يطوعونا وفق أهواءهم وما يشتهون.
> ماذا جنت الدول التي جربت (التطبيع) مع إسرائيل؟ ولماذا لم يسلموا من كيدها برغم الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية الضخمة التي عقدتها معها؟.
> لن ينجو أحد من لدغ الأفاعي حتى وإن أطعمتها ما لذَّ وطاب، فهي تتحين الفرص وتنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليك بلا رحمة.

كمال عوض

نقلا عن : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.