لا حمدوك لا حميدتي.. شكراً الشعب السوداني

سودافاكس- الخرطوم : (1)
• من يستحق الشكر حقيقة هو (الشعب السوداني) ــ فقد قدم هذا الشعب العظيم ارواحه ودماءه من اجل اسقاط نظام الانقاذ ــ ولم تبخل الاسر السودانية على ثورة ديسمبر المجيدة بأن تقدم لها اغلى ما تملك عندما دفع الآباء والأمهات بفلذات اكبادهم من اجل النضال والكفاح والثورة… شاهدوا تلك البسالة عند (والدة) الشهيد هزاع عز الدين وعند (والد) الشهيد عبد الرحمن الصادق سمل.
• فتحوا بيوتهم للثوّار والرصاص والبمبان، وقفلوا شوارعهم وترسوها بصدورهم واجسادهم ــ حينما كان لا طريق غير الخلاص من الانقاذ.
• تسقط بس.
• تظاهروا في الشوارع قرابة اربعة اشهر ــ واعتصموا بعد ذلك في الميادين طوال شهر رمضان المبارك ــ رغم ان (الرصاص) كان يغدر بهم فجراً ساعة الأسحار.
• هؤلاء هم من يستحقون الشكر ــ لا حمدوك ولا حكومته.. لا الحرية والتغيير ولا تجمع المهنيين ــ لا حميدتي ولا البرهان ولا المجلس العسكري ولا مجلس السيادة ــ حتى وان كان لهم من بعد ذلك فضل (الانحياز للشعب).
• لا يمكن ان تكون مكافأة من انحاز اكبر من مكافأة من تم الانحياز له… المضاف له ــ هنا هو الاصل وليس المضاف.
(2)
• جمال الشعب السوداني انه بعد ان اسقط النظام البائد، وبعد ان تحلل من قبضته وتنفس عبير الحرية وكبرت الآمال واتسعت الاحلام واصبحت الطموحات لا سقف لها ــ جاء واحتمل كل عثرات المرحلة التى تلت سقوط نظام الإنقاذ.
• احتملناهم بكل اخفاقاتهم وتناقضاتهم ــ بكل صراعاتهم ومناوشاتهم لبعضهم البعض.
• كان يمكن أن يحدث انفلات ــ خاصة في ظل الاستفزازات التى تعرض لها الشعب بعد (فض الاعتصام) ــ كان يمكن أن تحدث ثورة مضادة في ظل ارتفاع الأسعار وتمدد الصفوف.
• لكن الشعب السوداني بصبر جميل ــ احتمل كل ذلك (الضيق) ــ لم يأبه كثيراً للصفوف التى عادت بصورة اخطر مما كانت عليه في العهد البائد، بل مارس (سلميته) حتى في وقت تراجع فيه (الأمن) و (الاستقرار) وتحركت فيه طوابير النظام السابق لإفساد الحكم وتعميم الفوضى.
• لم يعط هذا الشعب العظيم الذي يحتمل الآن ذلك الضيق الاقتصادي الخطير الفرصة للدولة العميقة ــ وهم يعلمون أنهم يتوغلون في كل مفاصل الحياة في السودان ويتعمقون في كل سبل العيش.
• لا تسلم نقطة شرطة او تقاطع شارع من رجس (الدولة العميقة) ــ فقد عاث النظام السابق طوال الثلاثين سنة التى كان فيها حاكماً فساداً في كل شيء.
• كانوا يحدثوننا باسم الدين ويفسدون تحت ستاره ــ انطلقوا بإفك نصرة الشريعة الاسلامية وعملوا للعودة عن طريق الزحف الأخضر، وعندما فشلوا في ذلك عادوا للعزف على وتر الأوضاع الاقتصادية.
(3)
• أنصار النظام السابق الآن هم في حيرة كيف يحتمل الشعب السوداني كل تلك (المعاناة) في صبر ورضاء ــ وقد فشلوا هم عندما كانوا في الحكم بكل مليشياتهم وكتائبهم ما ظهر منها وما بطن، في أن يرفعوا الدعم او يحاولوا ذلك.
• هذا الشعب السوداني العظيم يُشكر على ذلك (الوعي) ــ ويحمد على احتماله هذا ــ وتفويته الفرصة على من يريدون العودة عن طريق صفوف الخبز والمحروقات.
• سوف يتجاوز السودان هذه الأوضاع الصعبة. والاختبار الحقيقي الآن هو في ما نتعرض له من ضيق اقتصادي.
• ابقوا على سلميتكم وتمسكوا بثورتكم ــ واعلموا أن أسوأ خيار هو أن يعود النظام السابق او يعود اشباهه للحكم.
• الفوضى والخراب هي البوابة الوحيدة التى يمكن أن يعود عبرها نظام الانقاذ من جديد ــ لذلك اوصدوا ذلك الباب.
• الشعب السوداني الآن يقدم للعالم كله أعظم الدروس.. ليس في إسقاطه نظام البشير، وإنما في احتماله تلك الأوضاع حافظاً على خياره الذي لا يريد أن يحيد عنه.
• هناك تضحيات كثيرة قدمت في الـ (30) عاماً التي كان يحكم فيها البشير ــ وهناك تضحيات عظيمة قدمت لإسقاط نظام البشير ــ وأحسب أن التضحيات التى يجب أن تقدم بعد ذلك أكبر وأعظم.
(4)
• بغم/
• صف الخبز أو صف البنزين الآن لن يكون أطول من صف الذل والهوان والفساد الذي ثار ضده الشعب السوداني.
نقلا عن : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.