الطيب مصطفى: صناعة الأخبار في شأن السيدة وداد بابكر

سودافاكس- الخرطوم : ] كتبنا من قبل والأخ الهندي عز الدين حول كيف تعامل السلطات المصرية السيدة سوزان زوجة رئيسهم السابق حسني مبارك باحترام، وترفض اعتقالها بالرغم من انها متهمة في قضايا فساد، وبالرغم من انها ناشطة في العمل السياسي، وكيف يسجن حكام السودان الشيوعيون السيدة وداد بابكر التي لم تشغل أي منصب او موقع سياسي، ويرفضون مجرد اطلاق سراحها بالضمان وبدون محاكمة، وبالرغم من انها مازالت متهمة، والمتهم كما هو معلوم بريء حتى تثبت ادانته، الا في عدالة الاشتباه والانتقائية والتشفي والحقد الشيوعي الأعمى.
] لقد رجع هؤلاء للأسف الشديد بالممارسة السياسية في السودان الى عصور الانحطاط والتيه، وخرجوا على كل القيم والأخلاق والتقاليد السودانية، وحكموا بشريعة الغاب، واعادوا ذات السلوك الذي مارسوه في الايام الثلاثة التي انقلبوا فيها على الرئيس نميري في عام 1971م، قبل أن يهب الشعب ويقتلعهم بعد ان قتلوا عدداً كبيراً من الضباط والجنود في مجزرة بيت الضيافة، كما فعلوا ذات الأفاعيل وهم يقتلون الآلاف في مذبحة الجزيرة أبا قصفاً بالطائرات والمئات في مجزرة ود نوباوي.
] إنه عهد الظلم والظلمات الذي يسجن وداد بابكر في كوبر بلا جريرة غير أنها زوجة البشير، ونسوا أن الأيام دول وأن الظلم ظلمات، وأنه تعالى توعد الظالمين في محكم تنزيله: (وَلَا تَحسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـفِلًا عَمَّا یَعمَلُ ٱلظَّـالِمُونَ إِنَّمَا یُؤَخِّرُهُم لِیَوم تَشخَصُ فِیهِ ٱلأَبصَـارُ).
] لن الوم كيانات (قحت) المنساقة كالقطيع خلف الشيوعيين، ولكن كيف بربكم يرضى الرئيس البرهان ونائبه حميدتي إذلال زوجة قائدهما السابق (المشير) البشير، وهل يرضيان تلك المعاملة لزوجتيهما؟!
] كانت أسر وزوجات من يشنون الحرب على نظام الإنقاذ من حركات التمرد المسلحة تعيش آمنة مطمئنة في الخرطوم، ويدرس ابناؤها وبناتها في المدارس والجامعات السودانية، ولكن شتان شتان!!!
] اترككم قرائي الكرام مع الخواطر الحزينة التالية التي سطرها الأخ الطاهر حسن التوم، فهلا شاركتموني قراءتها:
• من طرائف الأخبار المصنوعة والمطبوخة الخبر المنشور عن أن الرئيس السابق عمر البشير طلب من أقرباء له زاروه في محبسه الاتصال بمحامٍ وثيق الصلة بالنائب العام لإطلاق سراح زوجته وداد بابكر.
الذين صنعوا هذا الخبر قصدوا به قطع الطريق على السلطات لإطلاق سراح وداد بابكر بالضمان، بعد أن مر على حبسها قرابة ثلاثة أشهر بلا دليل أو برهان.
وبالضبط هذا ما حدث، فقد نشر الخبر الصباح، وجاء خبر التمديد بالحبس لفترة ثالثة ظهراً. فصانع الخبر كان يعلم أن اليوم هو المحدد لإطلاق سراح السيدة وداد بابكر بالضمان، فأراد أن يجعل النائب العام تحت ضغط الاتهام بالخبر الكذوب.
والمدهش أنه وللمرة الثانية تنفي وكيلة النيابة خبر إطلاق السراح بالضمان. حيث لم يشع هذا الخبر حتى في صفحات شبكات التواصل الاجتماعي فلمن كانت تنفي؟؟؟؟!
الورطة التى يعيشها سجان وداد ويحول دونها والحق القانوني الذي يناله أي متهم في جنس تهمها.. الورطة هي أن معارضي البشير جعلوا للسيدة وداد أملاكاً وأرقاماً في الحسابات تفوق أرقام بعض أثرياء العرب والعالم! وعندما جاء ميقات الحقيقة بهت الذي كذب وضخم ونشر وأذاع. فهل يستطيعون إطلاق سراحها الآن والاعتراف بأن كل ما نسج غير صحيح؟ وأين هم مما ضخوه في الأسافير وأذاعوه بين الناس ..؟ وماذا سيقولون لهم ولله رب العالمين وهم ينتظرون تحصيل مليارات الدولارات وآلاف الأفدنة ومئات قطع الأراضي من وداد بابكر؟!
هذا سبب، وأما الآخر فهو إذلال زوجها الرئيس البشير بحبسها.. حيث لم يعتد ممارسو السياسة في بلادنا أن يزجوا بزوجات خصومهم في معاركهم الصدئة. لقد كانت أسر المعارضين تقيم في الخرطوم طوال حكم الإنقاذ، ولم يستهدفهم أحد بجنس ما فعلت (قحت) هذه المرة.
طال الزمن أم قصر ستخرج وداد بابكر من محبسها، وسيكتشف الرأي العام الخدعة والأكاذيب الكبيرة التي جعلتهم (قحط) يصدقونها في شأن وداد بابكر.
نقلا عن : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.