(مرسي الزناتي اتهزم يا رجالة) بين قوسين (شداد) شخصياً

سودافاكس- الخرطوم : بقلم: محمد عبدالماجد
(1)
في ادب المسرح العربي لا توجد مسرحية افضل واعمق من مسرحية (مدرسة المشاغبين) لتجسيد واقعنا الذي نعيشه اليوم بكل شغبه– وان كانت المسرحية قديمة قدمت قبل ما يقرب من (نصف قرن)، بعد حرب اكتوبر 1973 اقتباساً من الفيلم البريطاني (الى المعلم مع الحب)، رغم بصمتها الكبيرة في الوطن العربية– ولا عجب في ذلك فان كل (الابداعات) العربية في مجال الفنون المختلفة او اغلبها مقتبسة من اعمال اجنبية– رغم ان الشعوب العربية صاحبة ارث وابداع وعلم عظيم.
الممثلون الذين جسدوا ادوار (الطلاب) في (مدرسة المشاغبين) – اصبحوا فيما بعد (اساتذة) في الوسط الفني وفي مجال التمثيل والكوميديا، وقد رحل بعضهم بعد ان بلغ من الكبر عتياً.
الذي يهمنا الآن من تلك المسرحية هو (مرسي الزناتي) والذي جسده الممثل الراحل (سعيد صالح) وذلك عندما كان يقدم (مرسي الزناتي) فاصل عن اذاعة (البي بي سي) وهو يقول : (من الاذاعة المحلية الى اذاعة البي بي سي- هنا البي بي بي سي– مارشات عسكرية وقرآن– مرسي ابن المعلم الزناتي اتهزم يا رجالة !!) ، ثم يعود مرسي الزناتي ويقول ان هذه العبارة قالتها اذاعة البي بي سي بالانجليزي– ويعيد ترجمتها حسب فهمه بتلك الصورة (مرسي ابن المعلم الزناتي اتهزم يا رجالة)، ويضيف قالوا يا (رجالة) بالانجليزي.
هذا كل ما حصلنا عليه من حوار الدكتور كمال شداد في عالم الرياضة بتلفزيون السوداني القومي امس الجمعة مع رضا مصطفى الشيخ عندما تحدث الدكتور عن شكوى المريخ للمحكمة الرياضية (كاس).
(2)
لاول مرة ارى الدكتور كمال شداد بهذا الضعف والمنطق الغريب وهو استاذ للمنطق والفلسفة في جامعة الخرطوم.
الدكتور كمال شداد ظل يتحدث لنا منذ 14 شهراً وحتى بعد صدور القرار عن الشكوى انها (عبث ومضيعة للزمن)– ثم يعود ويؤكد احترامهم وتقديرهم لقرار المحكمة الرياضية– لأن قرارها ملزم ولا يمكن لهم ان يتجاوزوه.
قال كمال شداد ان المحكمة الرياضية فسرت بعض القواعد لصالح المريخ وسحبت من (المفوض) الاف واللام، ثم اعتمدت على قاعدة في لوائح الاتحاد السوداني تقول ان الاتحاد السوداني يعمل بلوائح (الفيفا) التي لا تشترط حتى تقديم (شكوى) لكسب نقاط المباراة ان وقع النادي او اللاعب في مخالفة. ثم اضاف الدكتور ان (كاس) اعتبرت تقديم (تفاصيل) الشكوى شيئاً غير مهم وهذا امر طبيعي ان كانت المحكمة الرياضية تعتبر تقديم الشكوى نفسها غير ضروري.
بعد كل هذه النقاط التى ذكرها رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم الدكتور كمال شداد، اعترف انهم لم يعينوا محامياً ولا محكماً عندما طالبتهم المحكمة الرياضية بذلك– ولم يبعثوا (ممثلاً) لهم واكتفوا بالرد على استفسارات المحكمة بالتلفون، ليضيع هذا التعامل والتهاون الذي كان من اتحاد الكرة بطولة حققها الهلال بعرق لاعبيه وفي الميدان.
ذلك (القصور) الذي تعامل به رئيس الاتحاد العام لكرة القدم– لو تعامل به (خفير) في مزرعة دواجن لتم فصله في اليوم التالي.
المؤسف ان الدكتور كمال شداد برر ذلك بان المريخ سبق ان فاز ببطولة على حساب الهلال بنفس الطريقة في قضية (شكاك) لاعب الزهرة.
متعودة دائماً!!.
الامر الاكثر احباطاً ان تلك القضية التي وصل فيها المريخ للمحكمة الرياضية الى جانب قضية (شكاك) التي كسبها عبر محمد الشيخ مدني– حامت حولهما الشبهات– وبدأ فيهما (التواطؤ) واضحاً من تلك الاندية التي ملّكت المريخ تلك المعلومات والمستندات للحصول على بطولات حققها الهلال (ميدانياً) بعرق لاعبيه.
اعتذروا عن هذا (العبث)– انها سوف تكون سبة في تاريخكم الرياضي.
اكثر ما نأسف له ان الاتحاد السوداني وفي وجود تلك (الشبهات)– ظل يتفرج على تلك الامور عاجزاً.
بل ذهب الدكتور كمال شداد الى ما هو ابعد من ذلك عندما قال انهم في الاتحاد لا يهمهم من يفوز بالبطولة الهلال او المريخ ولا يعنيهم في ذلك شيء – ونسي الدكتور اهم محور في ذلك الامر وهو كيف يفوز النادي بالبطولة؟.
هل اضحت البطولات التي ينظمها اتحاد كرة القدم السوداني بذلك (الفساد) الذي يجعل اتحاد الكرة لا تعنيه (الكيفية) التي تحقق بها البطولة.
(3)
الهلال تضرر من هذا السلوك الذي مارسه المريخ والذي مارسه اتحاد كرة القدم بتهاونه وتعامله مع القضية بذلك التساهل والتهاون واللا مبالاة حد ان اتحاد الكرة رفض ان يكون الهلال طرفاً في القضية ليسلب الهلال حقه في بطولة حققها بصورة (شرعية) وفي (ملاعب) كرة القدم – (الميادين) التي يتنافس فيها.
هي كرة (قدم) وليست كرة (قلم).
قد يكون المريخ اتبع طريقاً قانونياً لاثبات احقيته بالبطولة عندما وصل لـ(كاس)– لكن دعونا نقول كيف وصل المريخ وحصل على تلك المستندات– ان لم يكن هناك ترتيب بين المدعي والمدعى عليه بعد ان فقد المدعى عليه قيمة انتصاره (الميداني) على المريخ الاب واصبح لا يعنيه ذلك في شيء.
في ملاعب كرة القدم يتم كثيراً (تفويت) مباريات– وقد تم في هذه القضية (تفويت) تلك (الشكوى)– وللاسف الشديد الاتحاد العام نفسه جزء من ذلك (الجسر).
التعامل الذي اتبعه اتحاد الكرة في القضية اضاع على الهلال بطولته (الشرعية) ومكّن المريخ من الفوز ببطولة لا يستحقها، خاصة ان شداد كان يسخر من القضية ويضحك عليها، ومضى اتحاد الكرة في ظلمه للهلال ابعد من ذلك عندما اكد عدم استئنافهم لقرار (كاس) في المحكمة الفيدرالية رغم تفنيد كمال شداد للبنود التى اعتمدت عليها (كاس).
(4)
بغم /
ليس امامنا غير ان نقول للدكتور كمال شداد (مرسي الزناتي اتهزم يا رجالة) – يجب ان يعرف شداد ذلك وان يتقدم باستقالته اويتقدم على الاقل باعتذار رسمي للهلال وللمريخ ايضاً بعد ان كان يتهكم عليه ويصف شكواه بالعبث ومضيعة الوقت.
استقيل يا شداد.
ان كان شداد يتحدث عن بطولة الدوري الممتاز بهذه الطريقة التي تجعلها (سائبة) يسهل سرقتها فهو ليس جديراً بان يكون في قمة الهرم الكروي في السودان.
انها بطولة الدوري الممتاز يا شداد وليس (جوز حمام) يمكن الحصول عليه من سوق 4 في بري او سوق 6 في الحاج يوسف.
نقلا عن : الانتباهة