الطيب مصطفى : لماذا الانبطاح يا منظمة الدعوة؟!

] رحم الله الشهيد الداعية اسماعيل ادريس ادم ، رئيس بعثة منظمة الدعوة الاسلامية بجنوب كردفان الذي قتل غدراً مساء الأحد باطلاق زخات من الرصاص عليه بينما كان عائداً الى منزله بكادوقلي عقب ادائه صلاة العشاء.

] اكاد اجزم ان شهيدنا الكبير اسماعيل اغتالته الحركة الشعبية جناح الحلو المجاهرة بالعداء للاسلام والتي ترفع هذه الايام في مائدة التفاوض شعار العلمانية وتقايض به تقرير المصير على غرار ما فعله زعيمهم قرنق ..الم تروا كيف انتقل الشيوعي الآخر محمد يوسف احمد المصطفى من موقعه في قيادة تجمع المهنيين الذي انشأه الحزب الشيوعي كواجهة سياسية، الى موقعه وواجهتهم الأخرى كمفاوض عن الحركة الشعبية /جناح الحلو، وكيف أخذ يجاهر بالدعوة الى العلمانية بعد ان كان في بدايات الثورة يتخفى خجلاً تحت العبارة الخداعة (تحرير الدولة من الدين) وكأن الدين وحش كاسر يعتقل الدولة ويقيدها بالسلاسل والاغلال؟!

] على ان ما احزنني اكثر من خبر اغتيال الشهيد اسماعيل قرار منظمة الدعوة الاسلامية بتعليق نشاطها بولاية جنوب كردفان، وهو ذات ما ارادته الحركة الشعبية (لتحرير) السودان وزعيمها الشيوعي عبدالعزيز الحلو، فما اسعدهما قرار تعليق نشاط المنظمة الذي فتح ثغرة بل هوة كبرى يتمدد الباطل من خلالها في المساحات التي غادرها الحق الذي كان مكيناً في تلك الولاية التي شهدت مولد مملكة تقلي الاسلامية قبل قرون من الزمان، وتحديداً في القرن السادس عشر الميلادي؟

] أقول مناصحاً الأمين العام للمنظمة دكتور عطا المنان بخيت ومجلس الامناء ومجلس الادارة إنه لمن الخطأ بل الخطيئة ان تخلوا مواقعكم ليتمدد فيها الاعداء ذلك أن عليكم ان تأخذوا بمبدأ (ادخلوا عليهم الباب) عوضاً عن الانكفاء والتراجع والانهزام والانبطاح ،امتثالاً لامر الله تعالى: (وَلَولَا دَفعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعضَهُم بِبَعض لَّهُدِّمَت صَوَ امِعُ وَبِیَع وَصَلَوَ ات وَمَسَـاجِدُ یُذكَرُ فِیهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِیراوَلَیَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن یَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِیٌّ عَزِیزٌ) فقد قضى قرار تعليق نشاط المنظمة بالفعل على صلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً واسعد الشيوعيين الحلو ومحمد يوسف وبني علمان ولن اتردد في أن اعتبر ذلك القرار (تولياً يوم الزحف) يأثم فاعله خاصة في هذه الأيام التي تشهد غارة (قحتية) شاملة ومتعددة الرؤوس على الاسلام، وهل ما تفعله قحت من خلال وزير اوقافها الباحث عن الأوثان ومدير مناهج التعليم (القراي) المبغض للقرآن الكريم والوزير الآخر (خاذل) الدين القائل بأن (المريسة ثقافة سودانية) والمشرعن للقوانين العلمانية والمحلل لسيداو والمقنن للدعارة والاباحية، ومن خلال الغاء النظام العام الذي فتح الباب لزواج المخنثين والمثليين وانتشار الفواحش والرذائل وتطاول بعض التافهين والتافهات على ولاية الآباء، وهل ما يفعله هؤلاء وغيرهم بالسودان وشعبه وهويته إلا حرب على الاسلام تستوجب المقاومة وتحرم التراجع والانخذال والانكسار أمام تطاولهم وتجاوزاتهم؟!

] ذلك هو المنهج الذي ينبغي ان يتبناه المنفعلون بالاسلام ودعوته في كل زمان ومكان، فمن يتجرأ ليغلق جمعية القرآن الكريم ويصادر دورها واصولها ويسطو على قناة طيبة الداعية الى الاسلام في السودان وخارجه باللغة العربية واللغات الافريقية الكبرى ويضيق على المنظمات الكافلة للأيتام والفقراء والمساكين ويعلن على رؤوس الأشهاد من خلال الشيوعي رشيد سعيد عداءه لاقامة الدولة الاسلامية لا يجوز الإذعان له بل يجب مقاومته بكل الوسائل المشروعة حتى يكف اذاه ويلزم حدوده.

] إنني لأرجو أن يلتفت الرئيس البرهان ونائبه حميدتي لما تقوم به قبيلة قحت بقيادة الشيوعيين من حرب على الاسلام وشرائعه وشعائره، ذلك أنها امانة وانها يوم القيامة خزي وندامة سيكونان المسؤولين الأولين عنها سيما وانهما من تسلما السلطة من الرئيس السابق وسلماها للأسف الشديد لمن استهدف، ولا يزال، الاسلام كما أنهما تعهدا واعلنا أمام ملأ من الناس أن الاسلام لن يؤتى من قبلهما وذلك عهد غير مكذوب سيساءلان عنه يوم الدين، وليتذكرا قول ربنا سبحانه: *(إِنَّ ٱللَّهَ یَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا ٱلأَمَـانَـاتِ إِلَى أَهلِهَا وَإِذَا حَكَمتُم بَینَ ٱلنَّاسِ أَن تَحكُمُوا بِٱلعَدل إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُكُم بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِیعَا بَصِیرا).

الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.