(مداد الخاطر) .. مليونية 30 يونيو عاطفة ام عقل ؟؟!!

يبدو انه لابد من طرح إستفهامات ملحة وضرورية على خلفية الترويج لمليونية 30 يونيو فى ظل هذه الظروف الإستثنائية التى تعيشها البلاد لذلك استغرب باي فهم و بأي وعي وبأي ادراك الخروج فى ظل هذه الجائحة ؟! الم تكن هذه الثورة ثورة مفاهيم ووعى وإدراك ؟! ثم ما هذه الازدواجية المحيرة ؟؟!!

 

نفس من يروجون لمليونية 30 يونيو هم نفسهم الذين يدعون لأخذ المحاذير والحيطة والحذر ليل نهار وينشرون على صفحاتهم مغبة تداعيات الإستهتار بهذا الوباء الفتاك والذى احزن الكثير بفقد الأحباب والاعزاء حتى اصبحنا نكره عالم الاسافير من شدة سواد الصفحات بالنعى حتى اكاد اجزم بأن فى صفحة كل واحد منا نعى اليم وفقد عزيز ولحجم وعظم الكارثة وكثرة الفقد اعتدنا على ذلك وهذا قمة الخطر فى التعود على ذلك فى الشعور واللاشعور حتى ان الذين ينادون بالمليونية الآن نسوا انهم كانوا هم فى خط الدفاع الأول لمكافحة هذه الجائحة بكل وسائل التوعية واولها وأهمها على الإطلاق هى عدم المخالطة ..

 

ثم أن هناك قاعدة بسيطة يجب أن تضعها نصب عينيك عندما تقدم على أي عمل وهى تقييمك لمستوى المكاسب المحتملة والخسائر المحتملة أيضا حتى تقرر فى اي اتجاه يكون خط السير .. وهنا يمكن أن نلقى الضوء على بعض النقاط المهمة واولها هو أن هذه الثورة هى ثورة وعى ومفاهيم ومن هنا أيضا سيكون تركيزى فى خطابى للثوار وهو أن هذه الثورة كان هدفها اسعاد شعبنا ومجتمعنا وقدم فيها الشباب الشهداء والجرحى والمفقودين وبصبر وثبات من أجل الحلم بمجتمع سعيد ومعافى من الجهل و معافى من الفساد ومعافى من الاسقام والامراض لاننا نعلم ان التنمية تعتمد على الانسان والانتاجية تعتمد على الصحة والعلم .. لذلك صحة الإنسان هى كل القيمة وبعدها يأتى التعليم ورفع الجهل ثم تاتى التنمية بشكلها الشامل فى كل القطاعات ..

 

وعليه خروجك فى هذا التوقيت وبهذه الاعداد المهولة أي المليونية هو ترحيب حار بالجائحة ان تستوطن كل بيت وبكل إرتياح هنا تكون قد اضفت الى ويلات شعبك العظيم كارثة الفناء والمرض القاتل والفتاك .. لو رجعنا لميزان المكاسب و الخسارة نجد أن هذه المليونية هى خسارة فادحة لان فقد الانسان ليس بالشئ الهين وعلى أحسن الفروض مرض الانسان اكثر ايلاما فى بلد نعانى فيه من ندرة البندول وتردى الوضع الصحى رغم المجهودات المبذولة فى تحسين اداء هذا القطاع ولكن يظل الوضع الصحى مازال يعانى وبكل قطاعاته المختلفة وهذا موضوع طويل ويتجلى فيه تراكمات النظام البائد ونشاط الثورة المضادة وضعف الكادر الموجود كلها عوامل تجعل من الوضع الصحى فى البلاد غاية فى السوء .. الشئ الأهم والخطير هل تعلم ان خروجك هو أكبر كارثة يمكن تهديها لأمك او ابوك او جدك او جدتك (لكل كبار السن) قد تحتملوا أنتم ايها الشباب مقاومة المرض والجائحة بحكم قوة المناعة ويمكن ان لاتشعروا بها اصلا ولكن هل يعقل ان نستهين بحياة من يمثلوا لنا كل القيمة ؟!

 

الحرص على راحتهم وإسعادهم هو دوما همنا الشاغل ولاننسى انه طالما كنا مازلنا وسنظل نردد ان ثورتنا هى ثورة مفاهيم وقيم واجزم ان كل القيمة والوعى هو ضرورة ادراك صحة من حولنا خاصة عندما يكون الأم و الاب .. وهنا لابد من الإنتباه لخطورة هذا الوباء الذى ارهق الدول العظمى بكل امكانياتها وتجهيزاتها وحصد الأرواح والانفس ودمر البنية الاقتصادية وما زال العالم فى حالة عزلة حتى الآن .. هذه الجائحة لا تفرق بين ثائر وزاحف فالشر يعم والخير يخص وهنا تحضرنى قصة عراك اثنين من الوحوش بضراوة شديدة والأسد يراقبهم عن كثب حتى اخذ منهم التعب كل مأخذ فهجم عليهم وقضى عليهم بكل سهولة فخسروا كل شئ بل اهم شئ وهو حياتهم ..

 

بعد كل هذا السرد لابد من التأكيد على أهمية و رمزية 30 يونيو لثورة ديسمبر المجيدة واتفهم تجذرها فى اعماق الثوار حيث كانت كل الهيبة والقوة واعادت الامور الى نصابها مع علمى ويقينى لو ادرناها بمزيد من الثبات لاختلف الوضع تماما ولكن رضخنا للموازنات والتى مازلنا نعانى من تبعاتها .. على كل ارى ان 30 يونيو يمكن أن نفعِّل فيها مطالب واستحقاقات الثورة من غير مخالطة او خروج ويمكن ان يتم ذلك وبقوة من خلال قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة على صفحاتنا وكل واحد منا لابد أن يخصص هذا اليوم كاملا وعلى مدار الساعة بالنشر حول قضايا الثورة واهدافها لأن الثورة هى فعل وحراك مستمر والثوار هم من اسسوا لعظمة هذا اليوم وعليه هم قادرين فى أي زمان ان يحققوا مطالبهم المشروعة وليس هناك كبير على الثورة حكومة كانت أو اشخاص والهدف الاساسى هو إستكمال مهام الثورة .. استحقاقات الثورة تكمن فى ملفات ومطالب مهمة على رأسها القصاص للشهداء وملف لجنة التحقيق فى فض الإعتصام وملف السلام والذى هو من الأهمية بمكان الا انه ساهم فى ترهل ملفات اخرى نسبة للمحاصصات على حساب استحقاقات الوطن ومنها تعيين الولاء المدنيين .. تشكيل المجلس التشريعى وهو الضلع المعوج فى اكتمالهياكل السلطة الإنتقالية .. وهناك كثيرا من الملفات المهمة ولكن تظل هذه الملفات هى اهمها
همزة وصل@
إدراكك لمدى خطورة جائحة كورونا والتعامل معها بجدية وأخذ كل التحوطات اللازمة والضرورية ونشر الوعى بذلك يعنى انك ثائر تتمتع بوعى عالى ومؤتمن على مكتسبات الثورة وإستكمال مهامها ومستحقاتها

حيدر الفكي

الوطن

Exit mobile version