الحرية والتغيير: ما حدث في موكب جرد الحساب فيه مخالفة صريحة وعدم التزام بتوجيهات والي ولاية الخرطوم

تسبب استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الشرطة لتفريق آلاف المتظاهرين من أمام مقر مجلس الوزراء في وقوع إصابات. وبينما هدد تجمع المهنيين ولجان المقاومة بالتصعيد رداً على تفريق المتظاهرين، قالت الشرطة إن مجموعات حاولت اقتحام مجلس الوزراء مما أدى لاستخدام الغاز المسيل للدموع حسب تقدير القيادة الميدانية.

في الأثناء قال والي الخرطوم إن القوة التي استخدمت في تفريق المتظاهرين كانت مفرطة، وتجافي نهج عهد الحرية والسلام والعدالة.

وأوقفت السلطات عدد من الثوار ودونت بلاغات في مواجهتهم تحت المادة 77 من القانون الجنائي قبل أن يتم الإفراج عنهم، فيما جرى نقل المصابين إلى مستشفيات في وسط الخرطوم.

وقال القيادي بقوي لحرية والتغيير والحزب الشيوعي صديق يوسف، إن ما حدث في موكب جرد الحساب فيه تعدٍّ ومخالفة صريحة وعدم التزام بتوجيهات والي ولاية الخرطوم بشأن حماية المواكب وتأمينها، حسب المسارات المعلنة من قبل المنظمين، وذلك حفاظاً على الحريات والتعبير بشكل سلمي عن الرأي.

وطالب صديق لـ(السياسي) بمحاسبة مسؤول أمن الولاية، وأضاف: “حسب بيان الوالي فإن الجهة المسؤولة من تفريق الموكب هو مسؤول أمن الولاية”.

وقال تجمع المهنيين في بيان اطّلعت عليه (السياسي)، إنه في مسلك غير مقبول قامت رئاسة مجلس الوزراء بإرسال أحد موظفيها لاستقبال مواكب جرد الحساب معتذراً بانشغال رئيس الوزراء، وأضاف: “وحين عبّر الثوار عن رفضهم للتصرف تدخلت قوات من الشرطة والقوات النظامية باستخدام العنف ومحاولات تفريق المواكب”.

وشدد التجمع على أنه كان على رئيس الوزراء وطاقمه التحلي بفضيلة الاستماع لمن أتوا بهم إلى مواقع المسؤولية، بل ومخاطبتهم بما يستجيب لمطالبهم.

وأردف: “إزاء هذا الاستفزاز والتعدي من الأجهزة الأمنية تبقى خيارات التصعيد مفتوحة ويجري تقييمها عبر تنسيقيات لجان المقاومة، وسيُعلن عنها فور الاتفاق على الخطوات”، مؤكداً أن مطالب الثورة واجبة النفاذ ولا عودة دونها.

من جهتها أكدت الشرطة في بيان أن التجمعات بدأت بشكل سلمي وحضاري يعبر عن الثورة التي اتصفت بالسلمية وسط تنظيم ملحوظ، وأضافت: “بيد أن انحرافات قد حدثت في مسارها حين حاولت مجموعات اقتحام مجلس الوزراء”، وأردفت: “إزاء ذلك قامت قوات الشرطة بإنفاذ القانون ووفقاً لنصوصه استخدمت الغاز المسيل للدموع حسب تقدير الموقف للقيادة الميدانية، وقد نتج عن ذلك إصابات متفاوتة وسط المتظاهرين وقوات الشرطة وتم إسعافهم للمشافي”.

في السياق عبر والي الخرطوم أيمن خالد عن عميق أسفه للأحداث التي شهدتها مواكب جرد الحساب التي دعت لها قوى الثورة، وقال إن النائب العام ووكلاء النيابة أبلغوه بأن إطلاق الغاز المسيل للدموع تم بناءً على تقديرهم للموقف، وتعهد بالتقصي حول الانتهاكات والتعامل بكل جدية وحسم معها وقام الوالي بزيارة للقسم الشمالي واشرف علي خروج كل المعتقلين .

في السياق نفى جهاز المخابرات العامة مشاركته في أي اعتقالات جرت امس الاثنين.

صحيفة الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.