حسين خوجلي : الرجاء مراقبة مطار الخرطوم!

عاد عبد الله آدم الشهير بالدكتور الحارس لمزرعة الخواجة المطلة على النيل بأطراف الخرطوم عصراً منهكاً بعد تحقيقات مذلة أجراها معه أعضاء مجلس الإدارة حيث اكتشفوا سلسلة من السرقات الممنهجة بالمزرعة شملت وقود المحركات والسيارات وقطع الغيار واختلاسات في خزينة التسيير وبعض المحاصيل والألبان التي كانت تباع في السوق الأسود خارج رقابة المحاسب. وكانت هنالك شكاوى من استخدام بعض المرافق والمكاتب مطارح للهوى لبعض الموظفين والعمال والعاملين والامنيين المتفلتين، وقد تم تهديد الحارس بأن يقدم كشفا بكل المخالفات والمتهمين وهو اولهم وبعد استرداد المفقودات سوف ينظر مجلس الادارة في تسريحه وقفل الملف دون ان يقدم لمحاكمة .

آوى ليلة الخميس المجهدة هذه إلى فراشه وراح في سبات مقلق وكوابيس اقضت مضجعه وهو يتذكر ما ينتظره من سؤال وعقاب . نهض فجأة وقد تذكر شلة انس الخميس الذين سيتوافدون عليه أول الليل للاستمتاع بالأنس الاسبوعي فاعد على عجل المجلس والشراب ومحتويات حلة القطر قام وعود فنان الحيرة ولكن كانت خيبة امله عظيمة لغياب الشلة دون اعتذار فهذه ليلة ظل ينتظرها على أحر من الجمر. افتقد راشد غرور منظر القعدة والمحاسب سيد بابكر المشهور بسيد درويش فنان الحيرة والسر عذاب مدير وكالة سراب المختصة باسرار وخفايا المدينة وامير الشايب الشهير بضروري الجمهوري وعدنان معتصم الشهير بحردان التكريتي والناشطة التومة كوجاك المشرفة على الحلة والغذائيات والتي تسهم أحياناً ببعض الأغنيات (التم تم) في حالة رهق سيد درويش والرفيق أمير عز الدين فاكهة الجلسة والعامر بكميات ضخمة من الأشعار الحرة والعامية والكثير من النكات التي استهلكت وقاموا بتنميرها كسباً للوقت.

وغاب أيضاً أبكر حركات ممثل المجموعة في اجتماعات القوى الثورية وتنسيقية الحراك ومؤتمر جوبا وافتقد ايضاً الهادي الاتحادي. وما بعد منتصف الليل وعندما يئس عبد الله آدم من مجيء الشلة أكل وشرب مما تيسر وآوى إلى فراشه ولكن في تمام الساعة الثالثة صباحاً أحس بحركة غريبة في أرجاء منزله وفي الغرفة المجاورة.

فتح نصف عين وبدأ يراقب بحذر فهاله أن شلة الأنس كانت تمشي على أمشاط أقدامها وهي تجمع في حذر واحترافية كل متعلقات المزرعة ووثائقها ولابتوب المقررات السرية للحراك والاتصالات والاجتماعات والأسماء الكودية وحقيبة العمولات الدولارية.

ظل عبد الله يراقب كل حركاتهم وسكناتهم دون أن ينتبهوا إلى يقظته الخبيثة. كانوا يتهامسون وهم يحزمون كل ما رغبوا في ترحيله وحملوه في خفة وخفاء وتسللوا مهرولين صوب البوابة التي كانت تنتظرهم خارجها عربة نصف نقل من غنائم زيرو رماد. قفزوا داخلها وكانت تنتظرهم مفاجأة لم يتوقعونها ولم تكن في البال أو حتى في الخيال فقد فوجئوا بالحارس عبد الله آدم يقفز بخفة قط متوهطاً داخل السيارة وهو يحمل حقيبته السوداء الشهيرة التي جمع فيها كل أوراقه ومستنداته السرية مع كرتونة دس فيها ملابسه وأحذيته والكشتينة والعود القديم فصاحوا كلهم في صوت واحد شق هدوء المكان: إنت يا عبد الله ماشي وين؟! فرد عليهم ببرود وهدوء وقد اكتست أعينه براءة يحسد عليها: ما قلتو راحلين!.
مذكرة تفسيرية: هذه الحكاية ليست لها أي علاقة بالحاضنة السياسية ولا مجموعة المزرعة ولا الوضع السياسي الراهن.

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.