محمد الخطيب : انسحاب الشيوعي من قحت لم يكن قرارا لحظيا بل نتج من مراقبة طويلة
قال السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب أن انسحاب الحزب الشيوعي من تجمع قوى اعلان الحرية والتغيير وقوى الاجماع الوطني لم يكن قراراً لحظياً أو فجائياً كما صوره البعض إنما قرار نتج عن مراقبة طويلة وتحليل لمجريات الأحداث ومسار الوضع السياسي منذ اندلاع الثورة.
مستشار حمدوك: انسحاب الشيوعي يعبر عن وجود خلل في قحت والحكومة
وأوضح الخطيب لدي مخاطبته اليوم بدار الحزب العام ندوة حول (الراهن السياسي وانسحاب الحزب الشيوعي السوداني) أنهم يعملون على قيادة الشارع وأنهم يعملون معاً لأجل إحداث التغيير وأعرب عن استعداد الحزب للعمل مع كل من يقف ضد قوى الهبوط الناعم التي كانت تعمل مع النظام السابق وتعمل اليوم على حماية النظام من السقوط.
الحزب الشيوعي.. هل قفز من المركب الغارق؟
وأكد الخطيب أن الحزب الشيوعي لا يخشى ردة فعل الحكومة الراهنة مؤكداً إنهم ظلوا يعملون في ظروف صعبة منذ تأسيس الحزب عام 1946، لكنه في نفس الوقت حذر من أن الحكومة تتجه إلى إنتاج دولة بوليسية وقال أنهم يقاومون مثل هذا الواقع وسيعملون أن تغير الحكومة من سياستها، غير أنه أشار إلى وجود أشياء موضوعية وتناقضات داخل الحكومة تعمل على إنضاج الثورة بصرف النظر عن إرادتنا وإرادة القوى الدولية التي تسندها من الذين سعوا لتحويل الصراع الاجتماعي إلى صراع اثني لكن الشعب السوداني يدرك من هو عدوه.
وأكد الخطيب أن الحزب لم يوقع على الوثيقة الدستورية وهو بذلك غير معني بها إلا انه عاد وأقر بأنهم جزء من الكتل السياسية التي أجازتها وقد تعاملوا بهذا الفهم مع الوثيقة مع احتفاظهم بمواقفهم المستقلة رافضين أية محاصصة حتى لا يتم استبدال تمكين بآخر وأن موقفهم واحد ومتسق وجدد الخطيب التاكيد بأن الحزب الشيوعي السوداني ظل هو نفسه وان تعاقبت الأجيال “وهو نفس حزب عبد الخالق ونقد وله منهج تلتزم به كل عضويته”.
و شدد الخطيب بان الحكومة الحالية لا يبدو انها تتجه نحو تحقيق مطالب الشعب و اضاف “لقد كنا ننتظر انعقاد المؤتمر الاقتصادي وقد اعترضنا فيه على الهرولة نحو الخارج وقلنا ان الحل في الداخل ولكن قبيل انعقاد المؤتمر الاقتصادي تم اتفاق مع صندوق النقد الدولي” مضيفا ان المكون العسكري اختطف ملف العلاقات الخارجية إلى جانب توقيع التطبيع مع اسرائيل و هو امر يقف ضد مبادئ الحزب الشيوعي و موقفه التاريخي من دولة اسرائيل كذراع رأسمالية في المنطقة الهدف منها عرقلة وضرب نمو حركات التحرر و لفت الخطيب الى ملف الحريات العامة مستشهداً بالاحداث التي وقعت اثناء المليونيات وفي الشرق وفي نيرتتي والشمالية. وأضاف الخطيب “نحن ضد التمكين ولا نستبدل تمكين بتمكين وندعو لخدمة مدنية محايدة ويتم الاختيار لها وفق الكفاءة مع الاعلان عن الوظائف وليس بالتعيين السياسي” وأكد ان هنالك عضوية من الحزب وصلت لوظائف قيادية بالدولة وفق كفاءاتها وليس بالانتماء للحزب.
وفي اشارة لسياسة المحاور، قال الخطيب ان الوقوف مع أحداها يضع البلاد في مرمي نيران المحور الأخر و استشهد بوقوف السودان مع إيران والذي قاد الى ضرب الخرطوم من قبل وجدد الخطيب عملهم مع الشعب “حتى تتراجع الحكومة اونعمل على اسقاطها” غير انه اكد ان مثل هذا القرار يعود للشارع السوداني مثلما كان الوضع في ديسمبر و اكد الخطيب “ونحن مع الجماهير، لا خلفها ولا أمامها”.
ومن جهته شدد كمال كرار عضو اللجنة المركزية للحزب على ان التهديد من قبل السلطة مرفوض ومردود على من يقوله وان الحديث عن وجود الحزب في السلطة غير سليم وان المقصود به التشويش حتى يتحمل الحزب فشل السياسات الحالية وأضاف كمال كرار بان التحالف ليس غاية وقال “ان الحد الأدنى الذي تحالفنا حوله لم يعد موجودا وان الوثيقة الدستورية نفسها تمزقت ، لذلك خرج الحزب لينضم للجماهير” و اكد ان الشعب سوف ينتصر ولن تفرض عليه ديكتاتورية من جديد “وسوف نعمل من أجل فترة انتقالية في نهايتها ينعقد المؤتمر الدستوري وتقام الانتخابات العامة “
المصدر :السودان الجديد