السعودية نحو نهاية عهد الذهب الأسود

تناولت الصحف الفرنسية اليوم في 30 ديسمبر 2015 مواضيع متعددة أبرزها وضع السعودية الحرج في ظل تراجع أسعار النفط، واستعادة الجيش العراقي مدينة الرمادي التي استولى عليها تنظيم داعش منذ أكثر من سنة بفضل الدعم الذي قدمه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والخلافات بين الفصائل الكردية في منطقة سنجار العراقية، والتحديات التي ستواجه الانتخابات التشريعية والرئاسية في جمهورية أفريقيا الوسطى بعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية.

لوفيغارو: العامل الأمريكي كان وراء استعادة القوات العراقية مدينة الرمادي من قبضة تنظيم داعش.
لوفيغارو قالت إن الدعم الذي قدمته واشنطن ل10 آلاف من قوات الأمن العراقية الذين شاركوا في الهجوم على مدينة الرمادي، أثبت أنه كان حاسما ولكنه يبقى دعما مخفيا بشكل متعمد.

ومضت لوفيغارو إلى التوضيح أن الجنود الذين تمكنوا من استعادة مدينة الرمادي هم أساسا من الطائفة السنية، وذلك بعد أن تمكنت واشنطن من إقناع بغداد بكبح الميليشيات الشيعية الموالية لطهران. وهنا، أشارت الصحيفة، إلى أن مشاركة هذه المليشيات الشيعية في معركة استعادة مدينة تكريت، معقل السنة ومسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، قد أدت إلى انتهاكات ضد السكان المدنيين في تكريت.

من جهة أخرى، نوهت لوفيغارو إلى أنه يوجد حاليا في العراق 3550 من المستشارين الأمريكيين لتدريب الكتائب السنية الجديدة في الجيش العراقي وضمان الاتصال الأرضي للضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش منذ شهر يوليو/تموز على مدينة الرمادي، الأمر الذي أسفر عن مقتل المئات من جهاديي تنظيم داعش.

صحيفة لوموند: خلافات بين القوى الكردية في مدينة سنجار التي تم تحريرها مؤخراً من قبضة تنظيم داعش.
قالت لوموند إن التعايش بات صعبا بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني وقوات البشمركة العراقية في مدينة سنجار التي أصبحت اليوم تحت قبضة مختلف الفصائل الكردية بعد طرد تنظيم داعش منها في منتصف شهر نوفمبر الماضي بمساعدة قوات التحالف الدولي.

وتابعت الصحيفة قائلة إن الوضع في سنجار لا يزال فوضويا، حيث إن حزب العمال الكردستاني الذي أسسه أكراد تركيا يتحدى سلطة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والذي يهيمن على أقصى شمال العراق. وأشارت لوموند إلى أن حزب العمال الكردستاني أصبح متواجدا في جميع المناطق الكردية وبأن حلفاءه في سوريا – مقاتلو حزب الاتحاد الديمقراطي- يسيطرون على شمال شرق البلاد.

كما قالت لوموند إن مقاتلي الحزبين دخلوا في الصراع أيضا من أجل استمالة المليشيات الكردية الأخرى، الأمر الذي عمق من الأزمة الحاصلة. وبينما حزب العمال الكردستاني يريد من الحكومة العراقية أن تعترف وتعوض الايزيديين الذين قام بتجنيدهم لتحرير سنجار، قام الحزب الديمقراطي الكردي المعارض لبغداد بشراء كبار معظم قادة المليشيات المحلية.

ليبراسيون : العربية السعودية نحو نهاية عهد الذهب الأسود
قالت ليبراسيون إن المملكة العربية السعودية التي هيمنت على حركة أسواق النفط لفترة طويلة، تجد اليوم نفسها في وضع حرج في ظل التراجع القياسي في أسعار النفط.

لكنه يكفي، بحسب الصحيفة، أن تقوم السعودية بخفض الإنتاج وتصدير النفط الخام لتنتعش الأسواق التي تعاني انخفاضا مذهلا منذ أشهر.غير أن المشكلة، تضيف ليبراسيون، هو أن السعودية ليس لها أي مصلحة في ذلك.

وتابعت الصحيفة قولها إنه إذا كانت السعودية فتحت الباب على مصراعيه على نطاق واسع في الآونة الأخيرة فمن أجل إبطاء عملية تزايد إنتاج النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة.

من جهة أخرى قالت ليبراسيون إن السعودية تريد من رفع أسعار النفط الخام أيضا إضعاف العدو الأزلي إيران المنتج الرئيسي الآخر للنفط والتي ستعود إلى السوق بعد رفع العقوبات الاقتصادية في إطار الاتفاق حول برنامجها النووي.

ورأت الصحيفة أن هذه الإستراتيجية السعودية كان من الممكن أن تؤتي ثمارها لو أن المنطقة لا تعيش وضعا حرجا في أعقاب الثورات العربية، فالسعودية التي تعرف انقسامات في هرم السلطة يجب أن تفي بالتزاماتها بتمويل التدخل العسكري في اليمن وأن تبقى على تأهب داخل وخارج حدودها في مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار الإقليمي.

باختصار إذا أضفنا إلى ذلك نتائج قمة المناخ الأخيرة في باريس، فإنه يمكن القول إن عهد الذهب الأسود يبدو أنه قد انتهى وأننا لا نستطيع أن نقول إن السعودية لم تقم بفعل شيء يذكر لمنع ذلك.

لوموند: انتخابات رئاسية وتشريعية في جمهورية إفريقيا الوسطى بعد ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية
قالت صحيفة لوموند إن تنظيم هذه الانتخابات يمثل تحديا كبيرا لهذا البلد الذي لا تزال لغة السلاح سائدة فيه، واعتبرت أنه لم يعد هناك تهديد بأن تعرقل لغة السلاح هذه الانتخابات لكن ثمة تحديات أخرى قد تعكر صفوها. فهناك مثلاً مشكلة تدريب المسؤولين عن مكاتب التصويت التي يتوجب حلها بسرعة، خصوصا بعد أن لوحظ أن نصف عمليات فرز الأصوات خلال الاستفتاء على الدستور التي جرت في منتصف الشهر الحالي كانت غير صالحة.

لوفيغارو، من جهتها، أشارت أيضا إلى أن المشاكل اللوجيستية والتنظيم يمكن أن تكون أيضا حجر عثرة أمام نجاح هذه الانتخابات. لكن الصحيفة شددت على أن هذه الفرصة تعد الأخيرة، محذرة من أنه في حال فشلت الانتخابات بالخروج برئيس شرعي ومقبول لدى الجميع، فإن جمهورية إفريقيا الوسطى ستكون على موعد مع حرب جديدة ستستمر لسنوات.

مونت كارلو الدولية


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.