الجيش الإثيوبي يستعد لتوجيه الضربة الحاسمة ودخول قلب تيغراي
فيما أعلنت إثيوبيا أنها ستدخل عاصمة إقليم تيغراي شمال البلاد، أكد زعيم القوات المتمردة في الإقليم اليوم السبت، أن قوات الحكومة الإثيوبية بدأت هجومها للسيطرة على “مقلي” (عاصمة الإقليم). وقال دبرصيون جبرمكئيل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في رسالة نصية لوكالة رويترز، إن مقلي تحت “قصف عنيف”. كما اتهم جيش إريتريا المجاورة بالإغارة على مخيمات اللاجئين في تيغراي للقبض على اللاجئين الذين فروا من إريتريا. بالتزامن أعلن الجيش الإثيوبي، أنه سيسيطر على مدينة مقلي في الأيام المقبلة، وذلك بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء أبي أحمد بدء “المرحلة الأخيرة” من هجوم في الإقليم. وقال اللفتنانت جنرال حسن إبراهيم، رئيس وحدة التدريب في قوات الدفاع الإثيوبية، في بيان، إن القوات الاتحادية سيطرت على بلدة وقرو التي تبعد 50 كيلومترا شمالي مقلي، و”ستسيطر على مقلي خلال بضعة أيام”. كما أضاف أن القوات الحكومية سيطرت أيضا على عدة بلدات أخرى.
يذكر أن الحكومة كانت أعطت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي مهلة 72 ساعة يوم الأحد الماضي لإلقاء السلاح أو مواجهة هجوم على مقلي التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة، ما أثار مخاوف منظمات الإغاثة من سقوط عدد ضخم من الضحايا المدنيين. وأبلغ أبي، الذي أعلن يوم الخميس أن الجيش بدأ “المرحلة الأخيرة” من الهجوم، مبعوثي سلام أفارقة أمس الجمعة بأن حكومته ستحمي المدنيين في تيغراي. لكن بيانا أصدره مكتب رئيس الوزراء بعد الاجتماع لم يشر إلى أي محادثات مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، كما لم يتطرق إلى أي خطط بشأن المزيد من المناقشات مع المبعوثين.
بالتزامن مع تلك التطورات العسكرية على الأرض حذرت رسالة أرسلت إلى السفارات في أديس أبابا أمس الجمعة، الملحقين العسكريين من أنهم سيكونون عرضة للطرد إذا تواصلوا مع أعداء لإثيوبيا لم يحددهم بالاسم. وقالت “بعض الملحقين العسكريين يعملون مع من يهددون أمن البلد ومدرجين في قائمة سوداء ومطلوبين بموجب أمر من المحكمة”. كذلك، جاء في الرسالة التي حملت توقيع الجنرال بولتي تاديسي، مسؤول العلاقات الخارجية في وزارة الدفاع “سنطرد من لا يمتنعون عن هذه الأفعال، من يتواصلون مع هذه الجماعات المتطرفة”.
وتطيح تلك التحركات العسكرية والقصف المكثف للإقليم، بالدعوات الأممية إلى التهدئة. كما تهمش الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، إلى أطراف النزاع من أجل “اغتنام الفرصة الحيوية” للوساطة الإفريقية “لحل النزاع سلميا”، مشددا على ضرورة “ضمان حماية المدنيين وحقوق الإنسان ووصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة”. وكان آبي أعلن سابقا رفضه أي “تدخل في الشؤون الداخلية”، وأوضح أمس أن من واجبه “الحفاظ على النظام” في إثيوبيا، وذلك على أثر اجتماعه مع المبعوثين الأفارقة الثلاثة، الرؤساء السابقين الموزمبيقي يواكيم شيسانو والليبيرية إلين جونسون سيرليف والجنوب إفريقي كغاليما موتلانثي.
المصدر: الانتباهة أون لاين