القراية ام دق
(1)
كثيرون حاولوا العبث في العلاقة بين الشعب والجيش ، وعملوا على افساد تلك العلاقة من اجل ان تعود لهم السلطة من جديد، او تفقد الثورة قوتها المتمثلة في القوات المسلحة.
فات على اولئك الناس ان العلاقات مهما تدهورت بين الشعب والجيش فان الشعب ليس له نصيرا او حاميا يلجأ له غير (الجيش) ، حتى لو كان الجيش جزء من السلطة او كل السلطة التى يريد الشعب ان يحتمي منها.
الشعب السوداني يثق في انحياز (الجيش) له على حساب (الجيش) نفسه، وقد ظل النظام البائد يعمل على مدى (30) عاما من اجل ان يوفر لنفسه الحماية من الجيش.
في 11 ابريل 2019 انحازت القوات المسلحة للشعب، وانضمت اللجنة الامنية التى كونها النظام البائد من اجل حماية سلطته الى الشعب.
رموا بمصالحهم ومناصبهم كلها وانضموا الى (الشعب) ، رغم ان ذلك الامر كان يمكن ان يعرضهم للمحاسبة، اما من (السلطة) اذا لم تسقط او من (الشعب) اذا سقطت.
وقد ابعد انحياز القوات المسلحة للشعب بعض القيادات التى كانت على رأس القائمة التى اعلنت الانحياز للشعب بقيادة الفريق اول ركن عوض بن عوف والفريق اول ركن كمال عبدالمعروف وغيرهم من قيادات الجيش الذين ابعدتهم الثورة من مناصبهم.
هذا الامر يؤكد ان الجيش السوداني يظل هو (الجيش) – وهو حامي الوطن ارضا وشعبا ، وهو كذلك لا يمكن ان يكون عكس تيار الشعب.
الثورات السابقة في 64 وفي 85 تؤكد ذلك ، وتثبت ان القوات المسلحة دائما هى اهل للثقة والاحترام والتقدير.
ما يحدث من انتقادات لهذا الصرح او ما يفهم من سياق هذا ما قصد به إلّا المزيد من قدسية القوات المسلحة.
ليس هناك سلطة اضعفت القوات المسلحة وفككت عصبها اكثر من سلطة الانقاذ والتى حولت قيادات الجيش الى مجرد ديكور وموظفين افسدتهم (كندشة) المكاتب وفارهات السيارات.
لكن مع ذلك تظل القوات المسلحة محتفظة في كل الاحوال بهيبتها ومكانتها ، مهما تغول فيها فساد السلطة وتمكن فيها هوى الحكم وعبث بها الاعيب السياسة والساسة.
(2)
نحن كسودانيين يمكن ان نجامل في كل شيء – يمكننا ان نسامح في كل الاشياء – نمتلك نفوس من طيبها يمكن ان ترد الاساءة بالإحسان.
نقبل كل شيء – الشيء الوحيد الذي لا نقبل فيه هو ان يمس (الجيش) بسوء ، تمثل عندنا القوات المسلحة رمزية وطنية لا نقبل فيها خدشا واحدا.
عزتنا وكرامتنا وسودانيتا بكل الدماء الحارة التى تكونها تبقى عندها (القوات المسلحة) خط احمر – ممنوع الاقتراب منها.
في أي بيت سوداني (عسكري) ، ومن لم يحظ بذلك فان امانيه وأحلامه وطموحاته كلها تتمثل في ان يرى (ابنه) لاحقا ضابطا في الجيش.
نمشى بتلك (الاماني) – ولا نقبل لأحلامنا وأمنياتنا الضيم او الهوان.
لا نقبل لكرامتنا غير هذه (الرفعة) التى يمثلها (الجيش السوداني) بكل ادبياتها وأخلاقياته ومثله وقيمه.
الجيش السوداني عندنا قطعة من (الحنين) نحملها في دواخلنا وان تسترنا عليها – حفاظا عليها لا خوفا علينا.
الجيش السوداني الآن يمثلنا على الحدود – يدخل في اشتباكات مع الجارة اثيوبيا من اجل استرداد جزء من اراضي الوطن العزيزة علينا.
يضحون بأنفسهم في هذا الظروف ولا يبخلون على الوطن بشيء – حتى ونحن في مخاط سلطة جديدة لم تثبت نفسها بعد.
هذه القوات المسلحة التى تمثلنا في مواقع نحب ان نراها فيها يجب ان تجد الدعم والسند الكافي من الشعب فمن اجلكم يقاتلون.
الآن يجب ان تخرج المبادرات وتنطلق الجمعيات والمواكب لدعم القوات المسلحة وهي تقف على خط النار.
الآن علينا ان نرد جميل القوات المسلحة عندما ظلت تنحاز للشعب في كل ثوراته فنرد صنيع جميلها ذلك بانحياز الشعب للقوات المسلحة.
البزة العسكرية هى التى تمثلنا على الحدود الآن – نعمل على استرداد كرامتنا وعزتنا قبل استرداد الاراضي السودانية (المحتلة).
كل ارض سودانية دنستها اقدام المحتل لن تجد من جيشنا رحمة – سوف يكون مصيرهم هو (الجحيم) الذي تعرف قواتنا المسلحة ان تزف اعداء الوطن له.
نحترم كل علاقات الجوار ، ونقدر اثيوبيا ونضعها في موضع (الشقيقة) وكذا نعمل مع (مصر) ، لكن تقديرنا للأراضي السودانية اعظم واكبر ولا يضاهيه اي تقدير اخر.
وطننا اولا.
وطننا ثانيا.
وثالثا.
وأخيرا.
ثم تأتي بعد ذلك الاشياء تباعا.
(3)
امنحوا هذا الجيش القوة التى يحتاجها لا تجعلوهم يقاتلون الاعداء بأجسادهم – الحصار والانغلاق الذي عاشه السودان في سنوات العهد البائد اضعف القوات المسلحة وجعل قوتها الحربية تنحصر في (البندقية) الخرطوش ، مع ذلك لم يفقدوا جنود الوطن شجاعتهم او بسالتهم فهم قادرون على حماية الوطن وأراضيه ولو كانوا يقاتلون بسيوف العشر او بالنبلة المطاطية التى تصاد بها العصافير.
بعد هذا الانفتاح والمطامع التى بدأت تظهر على السودان – اراضيه وثوراته علينا تسليح الجيش السوداني بأقوى انواع الاسلحة.
علينا تقدير الجندي السوداني ومنحه التقييم المادي الذي يستحق بعد ان ظل يقدم روحه وجسده لتراب الوطن من دون ثمن.
دعونا نمنحهم في البدء التقدير الادبي ، ونرفع لهم القبعات وهم يقدمون للعالم اجمع دروس الفداء والتضحية والبسالة.
(4)
بغم /
هذه الامة خلقت لتكون عظيمة.
ليس عندنا شيئا نخشى عليه اكثر من (تراب) هذا الوطن العظيم.
ألا يعلم اعداء الوطن وخصومه ان غردون الذي دخل البلاد غازيا استلمه اهله (طرد) في صندوق.
بل حتى ذلك عز عليهم.
إلّا يعرفون ان اسماعيل باشا دخل للسودان (باشا) وخرج منه (رمادا) منثورا.
المصدر: الانتباهة أون لاين