وحتي يبدو أن الامر وكأنه زيارة عادية لوزير الخزانة الامريكي السيد (استيفن منوشين) للخرطوم الثلاثاء الماضي وتوقيعه لاتفاقية سُميت بالقرض التجسيري و التى بموجبها تُسدد امريكا مُتاخرات السودان لدي البنك الدولي عبر قروض و يُمكن للسودان الحصول على تمويل سنوي يُقدر بمليار ونصف المليار دولار الى هنُا ويبدو الخبر (جزرة) تمُدها الحُكومة الامريكية للسودان تعالوا (نشوف العصا) . ثم يواصل الخبر قائلاً وقد تم أيضاً توقيع اتفاقية (إبراهام) أو الابراهيمية والتى تسمح (لاحظ تسمح فقط) بالتطبيع مع إسرائيل ولم يقولوا تطبيعاً ! وقّع الاتفاقيتين عن السودان وزير العدل السيد نصر الدين عبد البارئ ! (يعنى جلابية دراويش) وزير عدل يوقع مع وزير خزانة !
دعونا نتساءل هل حقيقةً طبّع السُودان مع إسرائيل الثلاثاء السادس من يناير 2021م أم لا؟ أقول نعم وبكل ثقة وهذا تاريخ يجب أن يحفظه السودانيون عن ظهر قلب تمت فيه سرقه الارادة الوطنية وفى وضح النهار وبقلم وزير العدل نصر الدين أكبر عملية سطو داخل غرفة مظلمه بعيده عن ضوء التاريخ و تحت تدليس الالفاظ ، وقد يكون مقبولاً لون أن الهانم (هبه) وزيرة المالية هى من وقّع عن القرض التجسيري بحكم الاختصاص وإنتهى الشق الاول من هدفي الزيارة الامريكية ولكن أن يُخرج الَسيّد (استيفن) من جيب (الجاكت) الداخلى إتفاقية (ابراهام) للتطبيع مع اسرائيل فهذا يعني ان الامر مُتفقٌ عليه مع حكومة السيد حمدوك والمجلس السيادي والامريكان بعيداً عن الاعلام قبل ان تقلع طائرة الوزير الامريكى الى الخرطوم ! ومما يؤكد أنها سرقة مُكتملة الاركان حيز الاعلام الضيق والضيق جداً الذى أحاط بالتوقيع وإختفاء الاحتفائية التى تصاحب مثل هذه الاتفاقات (الخطيرة)
إذا كلام السيد حمدوك سابقاً بأن التطبيع شأن يهُم الحُكومة المُنتخبة (طلع) كلام للإستهلاك السياسي ليس إلاّ وان (الجماعة نشلونا) وطبعُوا مع اسرائيل عبر بوابة الخزانة الامريكية والقرض التجسيري . الصحفى الاسرائيلى (باراك رافيد) كشف في (تغريده) له عبر تيوتر رصدتها [متاريس] أنه كان يُفترض تنظيم حفل بالامارات للتوقيع بين نتنياهو والبرهان ولكن لاغلاق اسرائيل بسبب جائحة (كرونا) والحرب بين أثيوبيا والسودان تم الغاء الحفل ! (طبعاً العلم عند الله) أما وزير الخارجية الاسرائيلي فقد ابدي ارتياحهُ من الخُطوة واصفاً إيّاها (بالمباركة) مُتمنياً أن تدفع بالمزيد من إتفاقيات التطبيع بالشرق الاوسط !
ولكن ماذا يُقصد بالاتفاقية الابراهيمية أو (إبراهام) ؟ يقصد بها بإختصار عزيزي القارئ التطبيع مع اسرائيل والعيش بسلام وتبادل السفراء وكل (الحاجات) التى تقر انه ليس هناك عدوء اسمه اسرائيل تم (تغليفها) في كلمة ابراهام باليهودية وابراهيم بالعربية في اشارة لابي الانبياء ابراهيم علية السلام الذى يلتقى عنده اليهود في ولده اسحق و العرب في ولده اسماعيل عليهما السلام . واول ما اطلق هذا الاسم كان على اتفاقية التطبيع مع الامارات قبل ان تتبعها البحرين بذات المسمي (اتفاقية ابراهام) .
(برأيي) أن مُحاولة السرقة التى تمت بالخرطوم السادس من يناير الجاري لن تُفضي الى تطبيع حقيقى بقدر ما هى مُحاولة لجسّ نبض الشارع و ورقة غاليه عاد بها وزير الخزانة الامريكي لكي يحفظها ضمن انجازات حزبه الجمهوري قبيل مغادرة (ترامب) للبيت الابيض ولن تكن مُلزمة للجانب السوداني بقدر ما سيستفيد منها الجمهوريون في الانتخابات القادمة لذا رضوا بتوقيع نصر الدين ولو وقعها حارس باب القصر لقبلوا بها .
إذاً برأيي أن كُلاً من البرهان وحمدوك تركا الباب موارباً مع الاسرائليين بسكوتهما المُتعمد وتقديمهُما لوزير العدل او هكذا طلب الامريكان حتى يكون التوقيع ذو صفه قانونية أكثر فيما لو قعت الوزيرة (هبه) وأيضاً لربما لترك مساحة امام الحكومة للتراجع اذا ما ثار الشارع ولم تنطلئ عليه خدعة (التطبيع الرحيم) .
واذا حدث لا سمح الله ان تطورت (يرقه) هذه المُحاولة الى طُور (الشرنقه) فقد ينتقل مُعارضو التطبيع الى الخُطوة التالية على الارض ونتمني أن لا يحدث ذلك ويُترك قرار التطبيع لحُكومة وبرلمان مُنتخبين .
قبل ما أنسي : ــــ
يا جماعة (الكلفته) شنو؟ عقد ساااي غُمتي لا حفله و لا عشاء ده كلام شنو يا مولانا ؟
المصدر: الانتباهة أون لاين