نتابع باهتمام مايجري في الساحة الآن من انفلات امني وتنمر وتحرش لفظي ومعنوي تتعرض له قوات الشرطة بشتى اداراتها ويحدث ذلك دون اتخاذ إجراءات للسيطرة على تلك التفلتات فحتما ان التزمت الشرطة الصمت وتمادى المواطن فسيأتي يوم تجتمع فيه كافة القوات النظامية للتصدي للعدوان عليها ووقتها سيموت الكثير موت الضأن دون وجيع .. تابعت الاعتدءات التي تعرض لها افراد من الشرطة عقب حادثة امبدة وكيف انتهكت سيادة الدولة حينما انتزعت الاعترافات من الشرطي الذي تعرض لأقسى أنواع العذاب ،
تابعت ايضا حادثة اعتداء اخرى بجانب الحادثة الأخيرة بعطبرة، فاذا قرر اي مواطن أخذ حقه بيده عنوة واقتدارا فهنا لاداعي لوجود دولة وقانون بل يسود قانون الغاب والقوي يأكل الضعيف وبلا قانون وبلا احتكام لسلطة قضائية ولكن الاصل في الأشياء النظام دون اختلال لميزان العدالة، فالشرطي شأنه شأن اي شخص يخطئ ويصيب وماحدث ليس فيه استهداف لقبيلة معينة او أشخاص بعينهم انما هي حوادث فردية يجب ان لا تنطلي على جهاز كامل منوط به تحقيق العدالة وحفظ النظام وبسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون .
ان الشرطة قوة مدنية ذات طبيعة نظامية لصيقة بالمجتمع ومكوناته وظلت الشرطة السودانية على مر تاريخها ذات سيرة ناصعة ولها ادوار كبيرة في حفظ الامن والسلم المجتمعي وتحقيق العدالة ونتابع ضبطياتها الواحدة تلو الاخرى وإنجازاتها المقدرة وانتشارها في الطرقات وسعيها الدؤوب لتقديم الخدمات دون كلل ودون ملل ودون سؤال اين وكيف وكثيرا ما فقدت عناصر الشرطة أرواحهم في سبيل الدفاع عن المواطن والوطن ولم يسبق قط ان طلبت الشرطة من المواطن ان يقدم لها مقابلا نظير حمايته واستقراره .
نتابع ثناءات حمدوك وتكريمه لبعض الجهات في حين انه يغفل دور صناع الأمن وحراس العملية الأمنية وادوارهم الجليلة في بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون، حينما تابعنا رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك وهو يكرم ضابط امن شركة طيران لإحباطه محاولة تهريب (٧) كيلوجرامات اسقط في أيدينا وأصبنا ببعض الحزن لان التكريم كان الأجدر به شرطة جمارك المطار والتي لا تخلو مضابطها على مدار اليوم من ضبطيات للذهب والفضة والآثار التي لو أغفلت عنها الجمارك لفقد السودان إرثا ضخما من التراث والآثار والتحف الثمينة التى لا تقدر بثمن ، كان يجب على حمدوك ان يكرم الجميع على حد سواء شرطة وأمن طيران حتى لا يترك اثرا سالبا في نفوس صناع الإنجاز وحماة الثغور، كان الاجدى لحمدوك ان يبعث بثناء ورقي وليس مالا لادارات الشرطة المختلفة لرفع الروح المعنوية لهم ولكن للاسف يبدو ان السيد حمدوك وأعضاء حكومته يعانون من تحسس فكري ازاء كل من يرتدي الزي النظامي دون تمييز .
الشرطة ياحمدوك هي الحامي الرئيسي لكرسيك نعم كرسيك باعتبارها الحامي الرئيسي للثورة والحكومة المدنية ولولا الشرطة لسقطت الحكومة وزال حكمك وانهارت الثورة والحكومة المدنية لذلك عليك يا حمدوك ويا رئيس المجلس السيادي وشركاء السلام ان تعلموا جيدا ان احترام الشرطة وتقديرها يجب ان يكون هو السمة السائدة لا التحرش بقواتها والاعتداء عليهم وان تعلموا ان الشرطي والمواطن سواء أمام القانون ومتى ما أخفق شرطي يحاسب بالقانون ودون تحيز وهذا هو ديدن الشرطة، ونحن نرى انه يجب إصدار توجيهات رئاسية صارمة تحفظ للدولة هيبتها وتحفظ للمواطن حقه حتى لا تتكرر الاعتداءات على الشرطة ..
المصدر: الانتباهة أون لاين