موسم العودة إلى الجذور ارتفاع أسعار الإيجارات في الخرطوم يقود لهجرة عكسية للولايات

باتت العاصمة القومية بمدنها الثلاث تشهد في الفترة الأخيرة تصاعدا بشكل غير مسبوق في أسعار ايجارات المنازل والشقق،الأمر الذي جعل كثيرين يحزمون حقائب الرحيل إلى الولايات، فأسعار الإيجارات في (الخرطوم) أضحت فوق احتمال المواطنين والموظفين من أصحاب الدخل المحدود، فقد شكا عدد منهم لـ(كوكتيل) عن عدم قدرتهم على إيجار منزل لأسرهم بسبب ارتفاع ايجارات المنازل في ولاية الخرطوم..

 

زيادة بنسبة 500%
محمد حسن موظف حكومي يقول (لكوكتيل) أن المنزل الذي يعيش فيه في منطقة (اللاماب) جنوبي الخرطوم أصبح عبئاً عليه، لاسيما بعد قيام مالك المنزل بزيادة قيمة الإيجار بنسبة تجاوزت 500٪، واضاف محمد ان قيمة إيجار منزله كانت 7 آلاف جنيه إلا أن المالك رفع قيمة إيجار المنزل وبات الان بـ 30 ألف جنيه.

وأشار محمد إلى أن الحياة أصبحت صعبة وان راتبه الحكومي بالكاد يغطي قيمة الإيجار القديم، مضيفاً أنه حاول شرح وضعه المادي لمالك المنزل بهدف تخفيض الإيجار الا انه رفض بحجة أن (اي حاجة زادت) على حد قوله، لافتا إلى أنه من ذوي الدخل المحدود وليس بمقدوره الاستئجار بالمبلغ الجديد

وأضاف محمد أنه لا يعارض الزيادة الجديدة، ولكن يجب أن تكون بشكل متدرج، كأن يتم رفعها بنسبة 10% سنويا، مشيرا إلى أنه يفكر جديا في ترك المنزل والبحث عن منزل بديل بسعر أقل.

العودة إلى الريف
يقول المواطن عبدالرحيم على إنه اضطر إلى إرسال أسرته الصغيرة إلى قرية (الرقل) ريفي المناقل، بعدما عجز عن سداد قيمة إيجار المنزل الذي يسكنه بمنطقة (الشجرة)، ويضيف أن الإيجارات أصبحت (نارا) والحياة في خرطوم الأزمات لا تطاق.
وتابع عبدالرحيم تفاجأت قبل أشهر بمالك المنزل الذي استاجر منه العقار يطالبني بزيادة تجاوزت الـ 700%، أو إخلاء المنزل، مشيراً إلى أنه فضل إرجاع أسرته إلى حيث مسقط رأسه بمدينة المناقل لأنه لايستطيع دفع قيمة الإيجار (التعجيزية) على حد وصفه.

وأوضح عبدالرحيم انه بالاستفسار من صاحب المنزل أخبره بأن هناك غلاء بالمعيشة وزيادة أسعار البناء والارتفاع الكبير في الإيجارات، بالإضافة إلى أن الكثيرين يرغبون استئجار منزله، وفي حديثه قال “تركت له منزله وأرسلت أسرتي إلى المناقل”.
ارتفاع أسعار المواد
وقال حسن علي احد ملاك الشقق بمنطقة يثرب إن ارتفاع أسعار الإيجارات لم يأت من طمع، مؤكداً أن الأسواق تشهد يومياً زيادات في أسعار المواد الاستهلاكية ومواد البناء.

وأضاف حسن انه لن يستاجر الشقق التي يمتلكها بمبلغ أقل من 60 الف جنيه في الشهر، لان الأوضاع أصبحت صعبة، وقال نحن كما الآخرين نعاني من الزيادات اليومية لمتطلبات الحياة المعيشية.
زيادات متوقعة
يقول عصام عبدالله صاحب مكتب عقارات بحي الزهور أن كل شيء ارتفع من حولنا، لذلك زيادة أيجار العقارات امر متوقع، فقد ارتفعت أسعار مواد البناء في الأسواق كما زادات أيضاً تكلفة صيانة المنازل، مشيراً إلى أن هذا الأمر يكبد أصحاب المنازل المستأجرة مبالغ كبيرة، وبالتالي كان من الضروري رفع الإيجارات.
وعن نسب الزيادة قال عصام هنالك منازل زادت قيمة الإيجار بحدود 35 %، فيما قام آخرون برفع الإيجار بأكثر من 100%، وأشار إلى أنه دائماً ما يتم إبلاغ المستأجرين بتلك الزيادات حتى يرتبون أوضاعهم مع الوضع الجديد.
وعن أسباب التباين في رفع قيمة الإيجارات من (شقة) إلى أخرى قال إنها تعتمد على موقع(الشقة)و الخدمات الموجودة فيها، مضيفاً أن الطلب على المنازل والشقق هذه الأيام بات منخفضاً بسبب الأسعار.
رأي القانون
المحامي محمد حسين يقول (كوكتيل) ان نحو 40% من القضايا المنظورة في المحاكم هي قضايا عقارية تتنوع بين عدم السداد أو هروب المستأجر أو عدم إخلاء المؤجر..
واشار محمد إلى أنه يجوز للمؤجر أو المستأجر المطالبة بتعديل الأجرة وهذا مانص عليه القانون عند انتهاء العقد،اوبعد مضي ثلاث سنوات من تاريخ آخر تحديد بوساطة المحكمة أو آخر تحديد تم الاتفاق عليه خارج العقد..
وأوضح محمد أن تكون أقصى زيادة مسموح بإضافتها إلى الأجرة الأساسية لأي مبنى مبلغاً لا يتجاوز 10% في السنة من أي مصروفات يكون المؤجر له تكبدها أو أنفقها في إجراء تغييرات أو إضافات للمبنى.
وأضاف محمد إذا زيدت أجرة أى مبنى، فلا تكون تلك الزيادة مستحقة أو قابلة للتحصيل إلا بعد انقضاء شهر كامل من إخطار المؤجر للمستأجر كتابة بنيته فى زيادة الأجرة.

السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.