هل بدأت خطة تفكيك الدولة السودانية
الديمقراطية كانت هى طريق الامم المتقدمة الى العبور وتخطى مراحل البؤس والتخلف وهى ذات طريقنا نحو المستقبل ان كنا نتعلم من تجربة غيرنا وتجربة الحكم غير الديمقراطى والديكتاتورية وحكم الفرد واذلال الانسان وقد عرفناها بكل تفاصيلها محتوى ومضمون ونتائج ودعايات مضلله وانتهاءا بالكوارث.
53 سنة حكمونا العسكر ولم يورثونا غير الكوارث التي يسوقونها ليعودوا بدعاوى المغفلين لياتيك ساذج ويقول لك : (ياريت لو يتلبوا فوقها تانى……)
وكانت الانقاذ اورثتنا جنازة بحر متفسخة اينما امسكت بها تفسخت بيدك ..وقد عجز الناس الوصول الى اموالهم دعك من السلع والخدمات…وماقيمة وجودها وانت لاتملك قيمتها وانتزع منك غصبا حتى حقك فى اللجوء للقضاء بالمطالبة بما اودعت قانونا تستحقه وحرمت حق الاحتجاج السلمى على ذلك ومن يفعل كفلا كان اوشيخا فمصيره طلقة بالراس من قاتل يقوم بمهمته وقد زين له شيوخ الغفلة والزمان الردى فعلته جهادا فى سبيل الله وهو من افعال الشيطان وحرمان ذويك من مراسم عزاك او حتى دفنك كما يدفن بقية البشر ومن كانوا يحكمونا قطعا لم ينتموا للانسانية ولامعارفها واخلاقياتها واديانها وقيمها.
والانقاذ اورثتنا عربة تتدحرج من قمة جبل ولايمكن ايقافها بضغطة ذر وعلينا الوصول اولا لعجلة قيادتها ثم زمنا للتحكم فيها ثم زمنا لايقافها من السقوط.
لايحدثنا احد عن خير فى نظام اعترف رئيسة بقتل الاف سفها لايستحق قتل خروف .
ولايحدثنا احد عن افضلية لنظام ليحفظ الامن يستاجر القتلة بعقود سنوية.
ومن الذى صنع المليشيات ومن الذى جعل السلاح بيد الجميع ومن الذى اشاعه تجارة والمخدرات تدخل بالموانى الرسمية والمطارات وبالكميات وبسلطات وجهات عليها تتجاوز القانون ومن يقف امامها تسحقه ولو بمقال خجول باحدى الصحف المدجنة
وياتى من احترمه يتباكى على احداث القضارف وهو يغمض العين عمن يحرك الغوغاء الان ومن صنعهم بالامس نتاج الحروب الاهلية التى جعلت من اطراف كل البلد تصاب بالغرقرينا.
من الذى صنع عصابات النيقرز ورعاها ويستخدمها الان لاعادة سطوته وسلطانه وفوضاه
ومن جعل ملاين السكان لاجئين وعطالى بفعل النزوح نتاج الحروب القبلية ومن غزى نعرتها وجعلها بندا لثبوت الشخصية بالاوراق الرسمية.
لايحدثنا احد عن شعب تحولت 99%من قواه العاملة الى عطالى وسماسرة واصحاب مهن هامشية بعد ان نهب المصانع والمشاريع ليبيعها ويذهب ريعها فى جيوب تابعيه ويورث الشعب الخراب الشامل وباع حتى خرابها خردة واسكراب فدمرت مدن وقرى وهجر ملاييين البشر
من الذى دفع الناس الى ركوب امواج الموت فى رحلة القمار الكبرى بالحياة نجاة او الغرق
من الذى دفع بالناس للهجرة حتى اسرائيل رغم الرصاص على الحدود
من الذى ذرع ثقافة البؤس والفقر واقعا يغشى الملايين دون امكانية حلم او امل بالغد
من الذى رسخ ثقافة الانحطاط والتفسخ وقد افتتحت بعهده وكالات لتصدير الرقيق والفتيات لاحتراف البغاء
ومن الذى جعل من وزير عمله يوقع الاتفاقيات لتصدير بنات السودان خدما ببيوت الخليج ويفتخر بذلك انجاز كما صدر المهنيين والعمال والصناعية ودفعهم دفعا للرحيل بسد الافق امامهم.
من الذى اباح حرمة كل شى واضاع قيمة كل شى وهيبة كل شى بالسودان واباح السرقة والنهب وبيع كل ماهو متاح دون رقيب او حساب ووصل الى بيع حتى الشهادات الاكاديمية من البكالريوس وحتى الدكتوراة واصبحت سوقا رائجة لمتطلعى النفوذ السياسي والمناصب والوجاهات الاجتماعية داخل البلد وخارجها بالخليج واصبحت لها شهرة وسوق يدركه حتى العامة من الشعوب المجاورة
من الذى تحولت بعهده سطوة الجيش الى كارتيلات تجاره بالذهب والسكر والدقيق وربما الفحم ومراكز ومليشيات تتجاوز الحدود وسلطات تتجاوز الحقوق والقانون وواقعا لايمكن تجاوزه.
من الذى سلم اقتصاد الدولة وامنها وجندها وقرارها السياسي وصفوتها المخابرات الاقليمية والعربية توجهها وحولتها الى عمالة رخيصة تتحكم بها بكل شى باستعمار ردى ورخيص التكلفة و تتحكم بها فى كل مفاصل الدولة ومركباتها وعناصر قوتها المادية والمعنوية واصبحت ثقافة لايخجل اصحابها من فرض ارادتهم وسطوتهم وادعاء البطولة وهم مجرد خونة ولصوص وقتلة ويستغلون مناصبهم وخدماتهم لنيل الجنسيات الاجنبية مرصيد عند الفزع والهروب والانكشاف وملاجى للهروب عند مخاطر الحساب
من…ومن…ومن
أما العسكر ب 53 سنة جعلوا اغلبنا وبنسبة كبيرة جدا مسخا اخلاقيا وماديا وحولونا الى هلام من البشر بغير صبر وارادة على مواصلة المشوار حتى النهاية ومطاردة الضوء حتى اللحاق به.
وكرسوا ثقافة اليأس السريع ورسخوا فينا العبط والسطحية وتصديق الخواء والغيبوبة والدجل والشعوذه السياسية والفكرية وان جمعنا ارادتنا فى لحظة وصنعنا فارغا وتغير باتجاه صحيح تلاعبوا بنا واعادونا الى نقطة الصفر من جديد وقد اصبحوا فى ذاتهم شركاء تجاريين فى تبديد ثرواتنا واصبح ذلك رصيدهم الذى لايمكنهم التنازل عنه
ومن يظن ان العسكر سيمكنهم حكم كامل السودان هذه المرة فقد اخطاء.
ومن ظن ان خسارة العسكر ستكون كما عبود خسارة مدينة تاريخية كحلفاء وكالبشير خسارة جنوب السودان وحربا مشتعله بكل اطرافه وبؤسا انسانيا وفقرا مقعا وضياع اهم موارده سفها وسوء ادارة فقد اخطأ و الخسارة ستكون تفتت دارفور وجبال النوبة وشرق السودان لصناعة دولة منعددة مركز القوة والاقطاب لتستمر الدول الاقليمية فى سرقة ثرواتها ومواردها بابخس تكلفة وقد اصبح الذهب عمادا لاقتصاد دولة معروفة واصبحت الماشية والحبوب الذيتبة والصمغ عمادا لاقتصاد دولة جارة.
واصبحت مخابرات بعض الدول عبر عملهما مع مراكز النفوذ وبتفاصيل قد شملت كل الفئات مثقفين صحفيين مهنيين وامنيين وتجار وعسكر تقوى كل الاطراف وتعمل على افشال التجربة الديمقراطية لادراكها انها تصنع وعيا تراكميا وبنيان ثابت يتطور دون تراجع مع السنوات ممايشكل تهديدا لموروثها فى سنوات العسكر والغيبوبة ولذلك تركز ثقلها خلفهم وبذات القدر خلف الحركات الاقليمية وهدفها الضربة القاضية بتمزيق الدولة السودانية وهى تدرك انها ان لم تقدم الان على ذلك عبر تحالفاتها الراهنة فلن يمكنها ذلك مع تطور الثورة الى مرحلة الديمقراطية باكمال الفترة الانتقالية بنجاح.
فلايخدعكم الان من يزين ثقافة حكم العسكر فهو يقودنا للفناء ويبهرنا ببريق زائف ووعود لم تصدق بتجربة ونهايات ندركها تماما وعيا وتجربة.
وحكومتنا المدنية الان تحكم مايقارب العام ونيف وسبقتها ادارة العسكر حتى تكونت وماقضت من عمر هى يسيرة جدا وقد بدات كمن يعمل فى غرفة مظلمة يتلمس خطاه ومحيطه وما انجز ليس بيسير….نعم عام ونيف والتدهور لم يقف ولكننا بالطريق الصحيح خطوه خطوة وثلاث او اربع سنوات من الالم ليست ضريبة غالية لتجاوز كوارث 30عاما من الضياع و3 او 4 سنوات من العذاب والضيق للوصول للطريق ليست امر غالى الكلفة وعلينا الايمان بذلك وهذا الاحباط رغم حقيقة الازمات هو مصنوع وتعلمون من يصنع هذه الازمات ومن يعيق عمل الحكومة ومن يحارب قرارات لجانها من الاعداء الحقيقين للشعب والامه وهم العدو فلاتسلموا مصيركم بايديهم بدلا من ان تحاسبوهم على اجرامهم العظيم.
الانتباهة