الشيشة.. حلال في “حتة” وحرام في “حتات” وفتيات يترددن بانتظام عليها والأحياء المترفة خارج دائرة “الكشات”

في الوقت الذي كشفت فيه منظمة الصحة العالمية عن ارتفاع أرقام الذين يتعاطون الشيشة الى 40%، فإن نسبتهم في السودان ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية إلا أنها في تنامٍ متسارع يوضحه انتشار محال الشيشة في معظم أنحاء البلاد وخاصة العاصمة الخرطوم، التي تشهد مفارقة غريبة وقفت عليها (الصيحة) وتتلخص في أن عددا من محلياتها تتشدد في محاربة الشيشة غير أن محلية الخرطوم تشهد ازدهاراً كبيراً أفرز ظهور محال يديرها مستثمرون عرب، ومن خلال التجول على عدد مقدر من محال الشيشة وجدت الصيحة أن محلاً بالصحافة متوسط المساحة يرتاده في اليوم الواحد 400 متعاطٍ للشيشة جلهم من الشباب، وهذا ما جلعنا نتساءل عن أسباب ارتفاع نسب متعاطي الشيشة ودواعي تكثيف الحملات على اماكن وغض الطرف عن أخرى.

أكثر من سبعة محال للشيشة زارتها (الصيحة) بمختلف أنحاء العاصمة بالتركيز على محلية الخرطوم التي تشهد نشاطاً مكثفاً لهذا الضرب من التجارة فبخلاف أماكن التعاطي توجد محال لبيع كل مستلزماتها خاصة في أحياء الخرطوم الشرقية. ومنطقة الصحافة ولجنا الى نادي النجم ويقع في مساحة متوسطة تتراص داخله المقاعد وتوجد على جدره شاشات العرض، ولحظة زيارتنا له وجدنا عددا كبيراً من الشباب وهم يتعاطون الشيشة ولم يحجب دخانها المتصاعد من الالتقاء بصاحب المحل الذي كشف عن أن عدد الذين يرتادون النادي من متعاطي الشيشة يتراوحون في اليوم بين 300 الى 400 شاب، وقال انه تعرف علي هذا العدد من خلال عدد “أحجار الشيشة” التي يبيعها في اليوم، واعترف بحضور شباب صغار في السن، وقال إنه تاجر فقط، مؤكدًا وجود أندية ومقاهٍ يرتادها ضعف العدد الذي يحضر يومياً الى محله.
بعض الشباب قالوا لنا إن هناك العديد من الشباب لا يأتون الى هذه المقاهي من أجل تدخين الشيشة، ولكن من أجل اختلاس النظر إلى الفتيات الأجنبيات اللائي يعملن في الشاي والقهوة، وقالوا إن تلك من الأسباب التي تدفع بالكثيرين للحضور خاصة وأنهم في طور المراهقة، وبعد ذلك يجدون أنفسهم أمام طلبات الشيشة ومن ثم الوقوع تحت براثن التعاطي من باب الفضول أو (عدم الموضوع) كما سماها البعض من الشباب.
يبدو أن الشيشة أضحت ظاهرة تنتشر كما النار في الهشيم وبحسب مشاهدات مواطنين تحدثوا لـ(الصيحة) فإن الشيشة عمت غالبية مدن السودان حيث تعد في ولاية البحر الأحمر مظهرًا سياحياً بحكم أن الولاية سياحية وبها العديد من الأجانب والآن يبدو أن ولاية الجزيرة تسير على ذات الخطى حيث أكد عدد من المواطنين وجود العديد من المحال التي تمارس النشاط بمدينة ودمدني، وحتى القرى الصغيرة والبعيدة عن زخم المدائن طالها التأثير. ويقول معاوية محمد علي أحد مواطني ولاية سنار إنهم وفي قريتهم البسيطة يوجد محل يعمل كمقهى حيث يوجد به العديد من أدوات الشيشة ويتزايد عدد متعاطيها فهي للكثيرين بمثابة الأمر الجديد الذي يتطلعون إلى التعامل معه خاصة من فئة الشباب.
الصيحة



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.