رفعنا الدعم عن الوقود والخبز وحتى الادوية ورفعنا سعر الكهرباء رغم تدللها وكذلك رفعنا سعر الماء واوشكنا ان نضع ضريبة على الأوكسجين الذي نتنفسه من الطبيعة.. دفعنا من دم قلبنا تعويضات لامريكا بالدولار ما نحن في أشد الحاجة اليه ورفعنا العقوبات ورفعنا اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، رفعنا كل شئ ولم يبق لنا شيئآ لم نرفعه.قمنا للسودان وصادرنا اراض وعقارات وأصول للنظام البائد وكل خميس لدينا حفلة بهذه المناسبة، طبعنا مع إسرائيل وصفقنا ورقصنا لهذا التطبيع باعتباره مدخل السودان للخروج من هذا الواقع الأليم واتضح اننا طبعنا ببلاش وياشماتة ابلة ظاظا في وابلة ظاظا هنا تعني الدولة العميقة، فعلنا كل ذلك ومازال الواقع الاقتصادي يترنح ويسير من سيئ الي أسوأ ومازال الدولار سادرا في غيه في طريقه ليبلغ عنان السماء وقد أوشك ان يبلغ ال500 جنيه ان لم يكن قد بلغها فعلا دون أن نجد سببا لهذا الفجور الدولاري ودون أن نعرف من المتسبب فيه.!
لا استطيع أن اتهم جهة بعينها حتى في عهد الحرية والسلام والعدالة لأنني صحفية ولدي ضمير مهني ولست ناشطة وعلى ان اكتب بالمستندات والبراهين وليس بناء على الاحاسيس والمشاعر والشائعات ولكن سأكتفي بطرح احتمالات لن تخرج الأسباب عن أحدها.
ماهو يا اما ان يكون هنالك جن يتاجر بالدولار ويشيل وينفخ في سعره حتي بلغ مبلغه هذا ولا احد يستطيع أن يقول له (تك) وهذا احتمال مستبعد لأن الجن لا يحتاجون النقود في شئ بل سمعت والعهدة على الفكي أن الجن يجلب النقود والحبيب الغائب ويعيد المطلقة الي زوجها ويجعل العاقر تلد.. الخ تلك المعجزات (استغفر الله العظيم).
او ان يكون ذلك عمل مخابراتي كبير تقوم به دول يهمها ان يركع السودان اقتصاديا وليس ذلك الاحتمال بمستبعد وفي هذه الحالة لابد أن تكون لتلك الدول ايد تنفذ عبرها اجندتها ويجب على الحكومة ان تضع يدها على تلك الأيدي عبر أجهزتها الاستخباراتية وقد سمعنا ان السودان صنف كأحد أقوى أجهزة الأمن عالميا (سابقا) طبعا ولا ادري ان كان مازال يحتفظ بذلك التصنيف ام لا.
أو أن تكون الدولة العميقة هي من طحن جنيهنا المسكين تحت أقدام الدولار بقصد افشال الحكومة وكسر عينها أمام شعبها وبث الشعور بالندم في نفسه على قيامه بثورته التي لم تعد (مجيدة) كما يصفونها وليس ذلك بمستبعد أيضا ولكن على الحكومة أيضا ان تقبض على تلك الدولة و(تختها في علبا) لينصلح الحال والا ستظل العميقة في نظرنا فقاعة هواء وحجة باطلة وان لم تفعل؟تبقى حكومة على ايه؟
الاحتمال الأخير وهو المرجح عندي وعند كثيرين ان تكون الحكومة نفسها هي من يتلاعب بالدولار لصالح أفراد او مؤسسات خاصة تتبع لها دون شرح و(اللبيب بالاشارة يفهم) وليس لصالح الخزينة العامة فالبلد قد أصبحت بلا وجيع وجميع من ولي أمرها أصبح شرها كجهنم كلما امتلأت تقول هل من مزيد؟ و(الوطنية خليناها للطحنية).
إذا كنتم توافقونني على ترجيح هذا الاحتمال فعلي الحكومة ان نراجع ضميرها وتنقذ سمعتها و(تخلي البتسوي فيهو ده) لأنها تمزق اقتصاد دولة لأنها هي من يحكم تلك الدولة وليس أحد غيرها وهذه الدولة هي السودان وليس الامارات او السعودية أو مصر.
غايتو يا ابو رهف انا لو قبضوني المسؤولية عليك.
المصدر : الانتباهة أون لاين