حرب العنوسة.. الزج بمائتي شاب في القفص الذهبي بمحلية امبدة

إحصائية غير رسمية تؤكد أن عدد أحياء دار السلام بمحلية أمبدة ستمائة حي، ولو أضيف لها السكن الذي لم يُخطط بعد والقرى المجاورة سيتجاوز العدد الألف بكثير. ثلثا سكان هذه الأحياء احتلوا أمس الأول استاد السلام بدار السلام بكامله، لا لحضور مباراة في كرة القدم، إنما للرقص على أنغام حفل زف مائتي شاب وشابة لعش الزوجية بأمر مباشر من فضيلي عبداللطيف معتمد أم بدة الذي لم يكتف بالحضور وحده، بل جمع طيفاً واسعاً شمل رئاسة الجمهورية وولاية الخرطوم.
دون شك أن إتمام مائتي زيجة أمراً في غاية السرور، ولهذا مهما اتسعت دائرة التغطية الإعلامية لنقل الحدث، فلن يكن من السهل الطرق على أبواب القلوب التي ملأتها البهجة حين يصبح عددها بالمئات.. وهكذا كاد أن يكون سكان دار السلام بأكملها حضوراً بين جدار الاستاد الذي لم يتسع لهم، فتسلق البعض أسواره العالية واحتلت النساء المساطب الشعبية وتجمهر الأطفال أمام الأبواب العاتية، وبحت الحناجر بالزغاريد.. سبق أن أقيمت زيجات جماعية كثيرة بالمنطقة، لكن آخرها كان متميزاً في فكرته وطريقة تنفيذه، وعدد الذين شملهم، بحسب تعبير المواطنين الذين قدموا من مناطق بعيدة لا للمشاركة في الفرح فحسب، بل لدعم المشروع برمته، والعمل على جعله راسخاً ومقبولاً لدى كل المجتمع.
المؤازرة التي اتبعها المواطنون بإظهار فرحتهم العارمة بالزواج الجماعي، دفعت حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية لامتداح محلية أم بدة، مبدياً إعجابه الشديد بالتعايش السلمي الذي ينتظمها دون جهويات أو قبليات، مؤكداً استمرار مشروع الزواج الجماعي أصبح منهج دولة تسعى من خلاله لإحصان الشباب وإعمار الأرض، كما أكد أن الدولة لا تكتفي بتزويج الشباب فحسب، إنما وضعت لهم الأولوية في قيادتها لأنهم الأسس المتينة لكل نهضة وحضارة. ولم يكتف حسبو محمد عبدالرحمن بإشادته بالخطوة التي أدت لزواج مائتي شاب وشاب أيضاً ثمن دور ولاية الخرطوم في دعم التمويل الأصغر باعتباره مشروعاً استراتيجياً تتبناه الدولة بهدف زيادة الإنتاج والإنتاجية وتحويل الشباب إلى شباب فاعل ومنتج لمضاعفة الإنتاج. وأعلن عن جاهزية الدولة لتتشغيل (100) ألف شاب وشابة موجها وزارة الرعاية الاجتماعية واتحاد الشباب الاستمرار لعمل (10) آلاف زيجة خلال العام الجاري.
لأهمية الحدث وضرورته القصوى كان الحضور باذخاً، إذ رافق نائب رئيس الجمهورية كلٌّ من عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم وصديق محمد علي الشيخ رئيس المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، وتقدم الجميع عبد اللطيف عبد الله فضيلي معتمد أم بدة راعي العُرس.
وبدوره أقرَّ والي الخرطوم بأهمية دعم الشباب من أجل الاضطلاع بأدوارهم في قيادة عملية البناء والتحدي لتنفيذ المشاريع الكبرى. وأشار إلى أهمية الزواج من أجل إنشاء أسر متعففة تقوم على مبادئ الدين ورعاية القيم والمحافظة على الأخلاق، منوها إلى الدور الجسيم للقيادة في حل قضايا الشباب وحمل همومهم في مسائل الزواج والرياضة والثقافة والإنتاج، معلنا جاهزية الولاية لمشروع تشغيل (100) ألف شاب وشابة بمشروع الخرطوم عاصمة الإنتاج والإنتاجية من أجل جيل منتج وفاعل فى بناء الوطن، مشيدا بجهود محلية أمبدة، معلنا أن العام 2016 سيكون عاما للعطاء من أجل عاصمة خضراء متحضرة، كذلك امتدح راعي وصاحب الزواج .
اليوم التالي