بنك السودان.. قلنا ما ممكن تسافر!!

من أكثر المزعجات في ملحمة بنك السودان ذلك الاصطفاف المقيت الذي فعلته بعض الجهات هنا وهناك وكل حزب بما لديهم فرحون…
غاب المنطق وسادت روح القطيع…
انطلقت جماهير المساطب الشعبية في ادارة المشهد فعلا وفرض هتافها وتغيير أصول وقوانين اللعبة بما جعلها كوميديا سوداء غير قابلة للتصديق ولا تتعامل مع المنطق ولا تستند لأي حجة..
كان العقلاء ينتظرون أن تتحول (المداوسة) إلى الرواق القانوني باعتبار أنها معركة قانونية بامتياز..
لأن صدور قرار لجنة التمكين بفصل موظفي بنك السودان يتصادم مع القانون الخاص ببنك السودان..
وكان على لجنة التفكيك ومحافظ البنك اللجوء معاً للقضاء للتفسير والتقرير بشأن الأزمة الناشبة..

أو حتى الانتظار لتحل علي أي مستوي من مستويات الحكم ومراكز اتخاذ القرار في الدولة بما يجنب الجميع تلك الصورة البائسة التي ارتكبت في حقنا!!.. لكن الذي حصل فعلاً أمران غريبان:
صدور امر قبض في مواجهة المحافظ؟!..
و استصدار قرار من نائب محافظ البنك بالغاء قرار مديره ؟!..
وكان المحافظ قد غادر إلى السعودية في معية دولة رئيس الوزراء فاقتنص البعض هذه الفرصة وأعادوا قرار لجنة التفكيك إلى دائرة التنفيذ..

(يعني ما نسافر)؟!.
في عملية غريبة عنوانها الأبرز كان هو الفوضى والصبيانية وعدم التقدير للمسئولية..
دخول نائب المحافظ علي الخط لم يحل الأزمة بل زاد من تعقيداتها وعبثيتها…

في رايي المتواضع ليست الازمة في رجوع أو فصل تلك المجموعة ولكنها في طريقة إدارة دولاب العمل والقرار في تلكم المؤسسات -اللجنة والبنك- والكيفية التي يتم بها إصدار القرارات في الدولة..
(قام) المفصولين أو (قعدوا) فان المعالجات كانت علي طريقة الجاخومي..

أضرت بالجميع وصار الأمر متساوياً في القساوة والخراب..
ما فارقة مع (مستشفى المجانين)..
فقد تلاحقت الكتوف وتقاربت الخطاوي،
فكل المتداخلين كانوا على ذلك الجرف الهار..
اثخنوا جرحنا وقدموا انفسهم وقودا للفوضى و(عرابين) لوطن لا يصلح للاستعمال الآدمي!!..
كانت يد التمكين تغرق في دم المنطق مخذولة برغم تداعيات ومآلات المشكلة..

و(البلد المحن لابد يلولي صغارهن)..
لذا فإن أزمتهم متوفرة حتى وإن اقلنا الساعة مولانا نعمات ومولانا الحبر ومحمد الفاتح زين العابدين!!..
فكلهم (أولاد قلبا)…
يعانون مع الشعب السوداني تمظهرات الدلع الشديد لذلك الولد الصعب المراس..
واللجنة المكونة من 18 شخصا يقوم بذمتها أربعة أعضاء فقط ..
يحتكرون القرار والتصريح وأوامر القبض والافراج والتبكيت والتصريخ..

لهم وحدهم الرأي والفعل دون اي مراجع او مساءلة حتى ولو حواراً طفيفاً مع بقية أعضاء اللجنة الـ12!!..
نحتاج لمعرفة الطريقة التي تعمل بها اللجنة لوائحها والموجهات، لنطمئن إلى أننا بيد أمينة، وأن تلك الأصوات المعادية حاسدة وعميقة..

ولو لم تكن موجودة تلك الطريقة اللوائح فلتصنعوها بسرعة لتوفقوا من تلكم الأوضاع المختلة والاحوال المائلة..
والا فاننا سنظل نراوح..
فاز في الجولة المحافظ المسافر مع حمدوك أو الشاعر الدوشنا!!..
طالما كان مشهدنا على تلك النزعة التهريجية على طريقة (هلال مريخ)..
و.. (واي واي غلبناكم)..

المصدر: الانتباهة أون لاين

Exit mobile version