مفاوضات نووي إيران تدخل “المرحلة الأخيرة”

يسعى وزراء خارجية الدول الست الكبرى من خلال اجتماعهم، السبت، في جنيف مع الوفد الإيراني إلى محاولة تحقيق اختراق في أزمة طهران النووية المستمرة مع الغرب منذ أكثر من عشرة أعوام، وسط تصريحات من الصين وفرنسا أن المفاوضات الصعبة المستمرة لليوم الثالث دخلت “مرحلتها الأخيرة”.

وانضمام وزراء خارجية دول مجموعة 5+1 للمباحثات المستمرة في جنيف منذ الأربعاء الماضي، يشير إما إلى قرب التوصل إلى اتفاق مرحلي بشأن برنامج طهران النووي، أو إلى تعثر هذه المحادثات.

فسيناريو المفاوضات السابقة التي جرت في السادس والتاسع من نوفمبر في جنيف أيضا، تكرر اليوم على النحو نفسه مع محادثات شاقة مكثفة بين دبلوماسيي القوى العظمى وإيران.

وفي حين أن الجولة السابقة وعلى الرغم من انضمام وزراء خارجية الدول الست الكبرى إليها لم تثمر عن اتفاق، يبدو أن ما تسرب عن هذه الجولة يبشر إلى احتمال حدوث اختراق في الملف النووي المثير للجدل.

والتقدم “السري” الذي انجز في المفاوضات، دفع على الأرجح وزراء الخارجية إلى العودة إلى جنيف، على الرغم من أن المفاوضين لم يصرحوا عن حدوث أي اختراق صريح، بل أن دبلوماسيون غربيون عدة شددوا على أن الحذر يبقى سيد الموقف.

مفاوضات “اللحظة الأخيرة”

وفي هذا السياق، قال مصدر دبلوماسي فرنسي “إنها المرحلة الأخيرة لكن المفاوضات السابقة علمتنا الحذر”، كما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن هذه الجولة “وصلت إلى اللحظة الأخيرة”.

وقد وصل الوزراء الأميركي جون كيري، والفرنسي لوران فابيوس، والبريطاني وليام هيغ، والألماني غيدو فسترفيلي، والصيني يانغ يي تباعا صباح السبت إلى جنيف.

وسيلتقون نظيرهم الروسي سيرغي لافروف الذي سبقهم الجمعة إلى جنيف، حيث التقى المفاوضين الرئيسيين، نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي تترأس المفاوضات عن الدول الكبرى.

وفي سياق جو التفاؤل المشوب بالحذر، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، إن مواقف إيران والدول الست تقترب من اتفاق بشأن برنامج طهران النووي، إلا أنه استطرد قائلا “لا تزال هناك قضايا هامة” يتوجب تسويتها.

إشكاليات تعترض “الاتفاق المرحلي”

وتتناول المفاوضات نصا طرحته مجموعة دول 5+1 في 9 نوفمبر. وينص مشروع “الاتفاق المرحلي” لستة أشهر القابل للتمديد قبل التوصل إلى اتفاق شامل، على وضع حدود للبرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف محدود في العقوبات المفروضة على طهران.

ولم تعرف تفاصيل المشروع، لكن الإشكالية الكبرى التي تعترض إقراره تتمثل بشكل خاص بقضية تخصيب اليورانيوم الذي يعتبره الإيرانيون “حقا”، لكنه مرفوض من قبل الغربيين الذين يتهمون طهران بالسعي إلى حيازة سلاح نووي.

لكن عراقجي “لم يؤكد كما لم ينف” المعلومات الصحافية الإيرانية التي تشير إلى أن مجموعة الدول الست، وافقت على حق طهران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.

ومن النقاط الأخرى المطروحة على النقاش، مصير مخزون اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة عشرين بالمئة وهي النقطة الحساسة التي تساعد على الوصول بسرعة إلى نسبة تخصيب بنسبة 90%، ما يسمح لإيران بصنع السلاح النووي.

كما تبرز نقطة خلافية أخرى تتمثل بمفاعل آراك، الذي يعمل بالمياه الثقيلة ويعتقد أنه ينتج البلوتونيوم، وهي مادة أخرى تدخل في صنع القنبلة الذرية.

العقوبات الاقتصادية

إلى ذلك، لم يتسرب الكثير من المعلومات حول وضع المفاوضات في ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية التي ترهق الاقتصاد الإيراني.

وأفادت تقديرات أميركية أن إيران تخسر 5 مليارات دولار شهريا بسبب هذه العقوبات، وقد تكون خسرت منذ بداية تطبيقها نحو 120 مليار دولار.

كما أن هناك مئة مليار دولار من الأرصدة الإيرانية مجمدة حاليا في عدة مصارف في العالم. وقد يترجم تخفيف “محدود” للعقوبات بالإفراج عن بعض هذه الأرصدة.

1 485685

سكاي نيوز


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.