بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)
(وقع في عيني) مقطع أظنه مستهل كلمة السيد والي شمال كردفان خالد مصطفي مرحباً بالسيد رئيس الوزراء في افتتاحية المنتدي الاول للصمغ العربي بولاية شمال كردفان كما نقلته القناة القومية (تلفزيون السودان) اولاً قناعتي انه ليس المنتدي الاول ولكن لان (قحت) تجُبُ ما قبلها فدعونا (نبلعها) انه الاول . إبتدأ السيد الوالي بابياتٍ من قصيدة (عجيبة) ولانها من النوع (ابوكديس) الذي (يضرس) من يستمع اليها بحثت عنها فلم اعثر لها على اصلٍ من قبائل الفصحي او الدارجة لذا دعونا نورد ما قاله السيد (الاديب) الوالى (بحذافيره) لان الرجل كان مُنفعلاً غارقاً في الخيال وهو يلقى القصيدة يقول (لا فض فوه) مُخاطباً رئيس الوزراء والحضور : ـــ
المجد للذى استعان بالنجوم فى العُلا حينما الليلُ حلك
المجدُ للذى كررج أسنان الفحول شايلاً لحمله وما برك
المجدُ للذى لم يُهن للطغاة كي يديرو الزنبرك
المجد للذى عفي ولم يفتح للظلم حساباً مُشترك
المجد للذى لم يشفع حين جاء أهله فلا رأي ولا امتلك
المجدُ للذى لم يخُن بلاده ولم يخن ضميره ولم يسير الى الشرَك
(و لم ويسير هذه ضغط عليهما طويلاً بأسنانه)
المجد للذى رمي بنفسه في المُعترك
انتهت القصيدة (الفلته) ! اى ورب الكعبة قيلت كقصيدة شعرية مكتملة الاركان !!
ثم قال الوالى الجهبز في ختام الابيات : سيدي الرئيس المجد لى والمجد لك والمجد لكم جميعاً
حقيقة (العبد لله) ليس عالماً في بحور الشعر ولا (القطع الاخضر) ولكن الكلام الذى يشبه (ضرب العصايه في الركبة) اعرفه جيداً وايا كان مصدر القصيدة فلا علاقة لها بالصمغ العربي بلا شك .
ولكن هذا التعليق عزيزي القارئ خذه منى بعيداً عن من قائل هذه القصيدة سواءاً نقلها الوالى او هو من الفها (تلجه) في حق السيد حمدوك فهذا لا يهمنا كثيراً وما كنا نتوقع منهم اكثر من هذا (الدُرّاب) .
لكن دعُونا نتساءل عن اى مجد يتحدث هذا الوالى وقد تعالت الاصوات من داخل ولايته مطالبة باقالته لفشله في ادارة شؤون الولاية ، عن اى مجد وعن اى استعانة بالنجوم وعن اى (كرّيج) اسنان وحمل وشيل ! و عن أي ما (برك) يتحدث الوالي وكل حكومته باركة ! يا سيدي (عليك الله) شوف رغيفك وكهربتك ودع الشعراء فهم من سيقرضون فيكم وفى حكومتك الباركة الشعر والمعلقات (العشرة) حتى ترضوا . فقط اشتغلوا وارونا من انفسكم خيراً أما (الاورنيش) خلوه علينا . قال المجد للذى لم يخن بلاده ولم يخن ضميره ! فإن كان المخاطب هو السيد (حمدوك) اقول للسيد الوالى (يارااااجل) ما كان يقولها الاعلامي القامة محمد سليمان فى برنامجه (جُراب الحاوي) الاشهر أيام النميري ؟ طيب البعثة الاممية دي (تطلع) قبيلة سودانية مشلخة ؟ اظن القصيدة (نجرا) السيد الوالي و هى (التلجه) بعينها في مرحلة ما قبل الذوبان القى بها بين يدي حمدوك (فعسي ولعل) ! قبل ان ينتقل لجماعة (ناولوني الطش) بعد المغادرة الوشيكة وهاك يا نشر غسيل ! و أظن يوم امس الاول شالتو (هبة) لهدوم صلاح منّاع (منتظرين حبل الغسيل غايتو) .
(ياهو عمارك مع الرُجال) جملة كثير ما كانت ترددها حبوباتنا مستنكرة عندما يأتى أحدنا بما هو دون الطموح ولو (ملئ كوز مويه من الزير) أقصد كوز الالومنيوم يا جماعة (عشان ما تمشوا بعيد) . أقصد ياها (كهربتكم ورغيفكم ومويتكم مع الرُجال) قال المجد لى والمجد لك سيدي (الرئيس) والرئيس هذه كلمة مُتعمده في ادبيات (القحاطة). يطلقونها على السيد حمدوك وليس (رئيس الوزراء) وبينهما فرق شاسع في مسمي السياسة .
بصراحة أعلن تعاطفى التام ومؤاساتي الصادقة لأهلنا بولاية شمال كردفان في مصابهم الجلل ان يتولي أمرهم مثل هذا الوالى (الشاعر) اسير (الصوفى المعذب) الذى لو صاح نصف ما صاحه وهو يلقى هذه القصيدة في متابعة الافران او محطات المحروقات او انفعل بها في حل مشكلة شح المياه لكان انفع لانسان الولاية وأأمن لصحته وضغطه .
(يا شركاء السلام انتو مُش قلت الولاة ديل حا تغيروهم) ؟
قبل ما أنسي : ــــ
قال احدهم عندما رأي محبوبته قادمة من الفزع تحمل على رأسها حزمة من الحطب وكان ممتطياً حماره فتوقف بجوارها طالباً منها ان يوصلها لدارها فتفتقت شاعريته بابيات قال فيها :
أركبي .. أركبي
وهن ما بتقدري بشيلك شيل
وشدة ما بريدك (إنعل ابو) البنوم بالليل
أظنها أيضاً من فحول الشعر وتشبه حكاية كرريج الاسنان و(الزنبرك) و(ما برك) بتاعت أخونا الوالي . (يا جماعة الزول ده لحقوه ناس اكرم ومدني) ! أرحمونا يا ناس .
المصدر : الانتباهة