بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)
البيان المطول الذى اصدره مولانا احمد محمد هارون من داخل معتقله بسجن كوبر في الثالث من مايو الجاري اربك المشهد العدلي والسياسي على حدٍ سواء واضاف ارث قانوني و مذكرة يجب ان تدرس في كليات القانون وفضح الحكومة ووضعها في موقف لا تحسد عليه . مولانا بعد أن حدثهم حديث العارف بالقانون وبالمواد والحيثيات واثبت بطلان كل الاجراءات العرجاء المتخذه ضده منذ عامين واخوانه من رموز النظام السابق وبعد ان أثبت التسيّس المعيب والجهل القانوني حتى من النائب العام وفضح تصريح حمدوك للجالية السودانية بدولة الامارات بانهم يفضلون تحمل الفاتورة السياسية لاعتقال رموز النظام السابق على ان يقدموهم للجنائية لخوفه من ان ينالوا البراءة او احكام (مخففة) لا ترضي غلّهم وحنقهم على المتهمين . هارون قال انه ومنذ عامين تم التحري معه مرتين فقط ! وقال ان القضية المحبوس لاجلها ما زالت حبيسة بشرطة الجنينة منذ عام ٢٠٠٦ لم يتم اتخاذ أي اجراء فيها وتحدث عن الاجراءات التى يجب ان تتم وفق النظام القضائي . كما انتقد تسيس العدالة واتهم المجلس السيادي والشق العسكري بأنه (فصل) قوانين لحماية خاصته من المساءلة . هارون قال انه هو ايضاً يبحث عن الحقيقة داعياً أهل دارفور بالتآلف والعيش في وئام والصبر ريثما تتضح حقيقة الجرائم ومع كل هذا قال انه يطالب بالمثول امام المحكمة الجنائية ب (لاهاي) لعدم ثقته في النظام العدلي للحكومة الحالية وذكر انه ورغم قناعته بان الجنائية غارقة في التسيس الا انه يأمل ان يجد بين قضاتها (نجاشي) لا يظلم الناس عنده وقال فيما معناه ان شرف المعركة اذا فرضت عليك تقتضي ان تنازل الاسود بدلاً من الذئاب الجرباء بحسب البيان واخيراً قال مولانا هارون ان طلب ذهابه للجنائية هو قرار شخصى لا علاقة له بالحزب ولا الحركة ولا اسرته ويتحمل تبعاته .
أظن واضح ان مولانا قد تحداهم بالجنائية التى كانوا يهددون بها وكأنه يقول للحكومة (لاهاي نفر والفورة الف) ولكن السؤال هل ستستجيب الحكومة لهذا الطلب ام لا؟ (برأي) لا والف لا لن يفعلوها لاسباب عديدة اولها ستسقط كل الحصانات الهلامية التى وضعها العساكر وسيتلاشي العفو العام الذى اصدره البرهان عن قادة الحركات المسلحة بعيد اتفاق (جوبا) امام القانون الدولي وسيصيروا عراة تماماً فبذهاب هارون هناك سيشرح للمحكمة الشقين المدنى و العسكري من جرائم دارفور والاخطاء الميدانية وعندها (عينك ما تشوف الا النور) ربما يُساءل البرهان و حميدتى وجبريل و عبد الواحد و مناوي و الصف الاول من من القوات المسلحة . ايضاً لربما تطلب محكمة الجنايات الدولية مولانا هارون كشاهد ملك بعد بيانه هذا وقطعاً قد ترجموه منذ ليلة البارحة و وعوا ان معد البيان رجل غير عادي وصندوق اسود ستصل عبره قضية دارفور الى نهاياتها ان ظفروا بهذا الرجل واعتقد جازماً ان بيان هارون الذى شغل الوسائط والمواقع الاخبارية لن يتوقف هنا . إذاً ما الحل المطروح امام الحكومة حتى تخرج من هذه الورطة ؟
أعتقد ما على الحكومة الا ان تقبل استقالة النائب العام التى قدمها متزامنة مع بيان هارون حسب ما تم تداوله بسبب الفصل الجائر للقضاة و وكلاء النيابة فيجب على المجلس السيادي ان يقبلها وعلى وجه السرعة ويسارع بتعيين نائب عام جديد (يلم الموضوع) كما يقال باعادة مجري العدالة الى قنواتها الصحيحة ويطلق سراح معتقلي (كوبر) بالضمانة العادية او بضمان محل الاقامة اوالمنع من السفر للخارج او غيرها من الاطر القانونية المعمول بها .
الخطوة الثانية ان توجه الحكومة اعلامها التصالحي مع الجماهير وتعترف بأخطائها السابقة وقصورها الاقتصادي وتعيد المحكمة الدستورية للحياة وتعيد القضاء ووكلاء النيابة لعملهم كخطوة اولي لانصاف بقية مظاليم الهوي (وجدي ، مناع) على امتداد الوطن وتدعو لمصالحة وطنية شامله و (بلاش) تتبناها الحكومة بل توكل امرها لشخصيات قومية وطنية غير حزبية و(تقعد تتفرج من بعيد) وتفتح لهم القاعات المكيفة وتكثرمن جرعات الكلام (الحلو) وتعلي من القيم الوطنية عبر اذاعتها وقنواتها الفضائية .
غير هذا (علىّ الطلاق) سيأتي بهم هارون واحداً واحداً لمحكمة الجنايات الدولية وعندها سيعلم الشعب السوداني من هم مجرمي جرائم دارفور ؟ فهل فهمتم يا سادتي لماذا يُحبس هارون هكذا ؟
قبل ما أنسي : ـــ
قال رجل لزوجته اذا وقفتي فانتِ طالق واذا جلستي فأنتِ طالق ! فماذا تفعل هذه المسكينة ؟ فهذا بالضبط واقع الحكومة منذ بيان هارون فليس امامها سوي (الانبطاح) !
فلله درك يا رجل فقد اربكت العالم واحييت الهمم .
المصدر : الانتباهة