العيكورة يكتب: على شرف الكلمة نلتقي أيها المغوار

<

div class=”entry-content entry clearfix”>

بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)

لن تهرب الحروف ولن تخرس أقلامنا لأن (الطيب قد مات) ولن نبدل ولن نداهن لان صاحب الصوت الجهور قد مات وسيظل حبر الشجاعة والقلم الشامخ الذى اختطه الطيب مصطفي هو ارث لكل الشرفاء من الكتاب والصحفيين إختلفوا مع الطيب او اتفقوا فقد مات الرجل بمبادئة ومواقفه لم يبدل ولم يحيد عنها ولم يداهن شجاعاً صداحاً بالحق شهدته منابر الاعلام على مختلف مللها ولقاءات الفضاء البعيد . كان قوي الكلمة واضح المخارج حاد سنان القلم إن قال قال وإن آمن بمبدأ فثق انه سيظل عليه ولو جادلته مائه عام . الطيب مصطفى لم يكون من المنادين ان تظل الكتابة هكذا (فى الهواء) وانتهي الامر بل اوجد لها بوتقه لصهرها لتكون واقعاً معاشاً بين الناس فكان حزبه (منبر السلام العادل) لامس من خلاله كل المسكوت عنه من العلاقات الدولية وجنوب السودان قبل الانفصال كان مؤمناً بأفكاره وعمل لها وكان من المنادين بالانفصال وقد تحقق وبإرادة الجنوبيين انفسهم 99% منهم صوتوا لصالح الانفصال ولان الطيب كان لا يعرف الصوت الخفيض والرأس المطأطأ ولان صوته كان جهوراً مسموعاً فى هذا الحدث فقد جر عليه الكثير من المصاعب بعد ان تحقق الانفصال يومها . للراحل الطيب مصطفى عباراته الحصرية التى يرددها كتابة وقولاً واظن ان كلمة (الانبطاح) هو اول من اضافها لقاموس الكتابة بالصحافة السودانية والمتتبع للقاءاته التلفزيونية يجد الكثير من المفردات الدارجة التي تكسب الحديث والسطور قرباً والفه من المستمع او القارئ . لا يختلف شخصان ان الشجاعة وقوة العبارة والبعد عن (اللف والدوران) هي اهم ما يميز كتابات الراحل الطيب مصطفي لم يحيد عنها حتى لقى ربه راضياً مرضياً عنه بإذن الله .
رجل بهذه المبادئ والقيم وعزة المؤمن وبهذا الارث الذى تركه لاهله وعشيرته وذريته واحفاده ومحبيه وحزبه فلا شك انها تركه ثقيلة وقوة دفع هائلة ليكملوا ما بدأه الطيب ويحققوا اشوقاً كان يأمل أن يراها وعلى صدرها منافحته ودفاعه عن الدين والعقيدة ومواجهة الظلم والظالمين بشجاعته المعهودة فرغم فداحة الخطب وجلل المصاب الا ان الوقت يجب ان لا يكون لكفكفة الدموع بل لترسم الخطي والثبات عليها .
اللهم ان عبدك الطيب مصطفي فى رحابك وانت اكرم من طرق بابه اللهم انه الفقير الى رحمتك وانت الغني عن عذابه اللهم فأكرم نزلة وآنس وحشته وأغسله اللهم بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب الخطايا كما ينقي الثوب الابيض من الدنس اللهم وابدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله . واحشره اللهم فى زمرة النبيين والصديقين والشهداء وأجعل اللهم البركة فى عقبه وذريته واجر أهل السودان خيراً فى مصيببتهم . والتعازي للأستاذ عبد الله الطيب مصطفي واخوانه واخواته
إنا لله وإنا اليه راجعون .

مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم فى الناس اموات

المصدر: الانتباهة أون لاين

Exit mobile version