هل يصبح ’’مصطفي عثمان اسماعيل’’ مرشح السودان لأمانة ’’الجامعة العربية’’

إذا كانت “مصر” الشقيقة قد طرحت أمس اسم وزير خارجيتها الأسبق في أواخر عهد الرئيس “مبارك” السيد “أحمد أبو الغيط”، وهو حسب صحافيين ومراقبين مصريين يعتبر من أضعف وزراء الخارجية الذين شغلوا مقعد قيادة الدبلوماسية المصرية، طرحته في تسريبات صحفية نشرتها (المجهر) أمس مرشحاً لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، فإن من حق السودان أن يطرح اسم وزير خارجيته الأسبق الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” للمنافسة على ذات المقعد، ليس لأن لي صلة شخصية بالرجل منزهة عن أية مصالح، حيث لا شيء في يد أخي “مصطفى” لا قديماً ولا حديثاً لنطمع فيه، ولكنه الود المجرد والاتفاق من أجل الوطن الكبير.
خبرات وعلاقات وتاريخ “مصطفى” في الخارجية السودانية لـ(10) سنوات طويلة تجعله أكثر تأهيلاً وأثقل وزناً من حبيبنا “أبو الغيط” الذي تحولت في عهده الخارجية المصرية إلى إدارة تابعة للواء الراحل العظيم “عمر سليمان” مدير المخابرات العامة المصرية!
غير أن الفرق في هذه الحالة- حالة الترشيح لأمانة الجامعة العربية- ليس بين قدرات “مصطفى” و”أبو الغيط”، بل هو بين قدرات وتطلعات وطموح الدولة (المصرية) وانسحابية وضعف همة ورغبة من يديرون مثل هذه الملفات وغيرها في الدولة (السودانية).
“مصر” باسمها وقوة تأثير مؤسساتها تستطيع أن تدفع بوزير سابق ضعيف ليصبح أميناً عاماً للجامعة العربية خلفاً لأمين مصري جاء بعد أمين مصري في سلسلة (مصرية) متصلة من الأمناء العامين للجامعة العربية!
لكن السودان لا يقوى من يتخذون فيه القرار على مجرد التفكير في الدفع بمرشح (سوداني) لمنصب أمين الجامعة العربية أو رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، حتى ولو من أجل المناورة وتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية، والسبب (نفسي) وليس (موضوعياً).
هل تعلمون أن السودان سبق دولاً مثل “المملكة المغربية”، “تونس”، “الجزائر” ودول الخليج العربي في الانضمام للجامعة العربية؟
ما من شك أن دولاً مثل “الصومال”، “جيبوتي”، “جزر القمر” و”موريتانيا” ستصوت دون عناء لصالح السودان، هذه (4) أصوات إضافة لصوت (خامس) هو صوت السودان، غالب دول الخليج العربي يُرجح أن تدعم المرشح السوداني إذا تمسكت حكومتنا وأصرت على الترشيح، فما قدمه السودان مؤخراً للخليج ليس بالهين ولا حساب له بالمال، يكفي أنه قطع علاقاته مع “إيران” الحليف السابق، “اليمن” أيضاً ستقف لا محالة مع السودان فقواتنا هناك على الأرض تقاتل بالروح والدم من أجل تثبيت الشرعية، دولة “قطر” ستدعم بلا شك المرشح السوداني على غيره، تبقت دول مثل “لبنان”، “الأردن”، “العراق”، “المغرب” و”الجزائر” لا يمكن الجزم باتجاهاتها لكنها لن تكون أقرب للسودان. في كل الأحوال ستكون معركة صعبة وغير محسومة، ويمكن أن يحقق السودان من خلالها مكاسب وتنازلات في ملفات أخرى مقابل الانسحاب للسيد “أبو الغيط” إذا بقي هو المرشح الأوحد.
خلال فترة انشغال معظم الدول العربية باضطرابات ثورات ما سمي بـ(الربيع العربي) في العام 2012، سألت وزير الخارجية السابق الأستاذ “علي كرتي” أثناء لقاء محدود بالنادي الدبلوماسي مع عدد من رؤساء التحرير: (هل يمكن أن يقدم السودان على ترشيح الدكتور “مصطفى عثمان” لأمانة الجامعة العربية كما تردد، والظرف مناسب جداً، حيث انصرفت أكثر الدول بما فيها “مصر” إلى الهم الداخلي عدا السودان ودول قليلة؟).
رد عليّ الأستاذ “كرتي” بحسم وصرامة لم تكن مطلوبة: (السودان ليس لديه مرشح لأمانة الجامعة العربية)!!
ولم لا؟! لم لا يكون للسودان مرشح للجامعة العربية ويطرح للتصويت، حتى وإن سقط فإن السودان كسب الكثير ولن يخسر، وسيكون مرشحه بطريقة أو بأخرى في إطار تسوية ما ضمن طاقم مساعدي الأمين العام للجامعة العربية.
وبالفعل طرح الأمين العام الحالي للجامعة العربية قبل عامين أو أكثر على الدكتور “مصطفى عثمان” منصب مساعد الأمين العام للجامعة العربية للشؤون السياسية، لكن القيادة السودانية تحفظت!
وظائف عديدة في المؤسسات الدولية والإقليمية تطرح على الخارجية السودانية ضمن حصص مقررة للدول، فإما أن تتكاسل سفاراتنا بالخارج- كعادتها- عن متابعة الملفات، أو يتكاسل السودانيون المؤهلون للوظائف عن التقدم بأوراقهم لنيل الوظائف!
نحتاج أن نغير- كدولة ومجتمع- هذه الطريقة الانسحابية.. الاستسلامية حتى تتغير نظرة العالم للسودان.

المصدر: المجهر السياسي


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.