بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)
أعترف اننى كنت مستعجلاً نوعاً ما عندما كتبت فى مقال سابق منتقداً او مستنكراً على السيد وزير التجارة اللواء شرطة (م)على جدو آدم عندما صرح لوسائل الاعلام ان وزارته ستقوم بحملة شاملة فى اول يوليو القادم لضبط الاسواق والاسعار. تساءلت حينها ولماذا الانتظار حتى شهر يوليو يا وزير التجارة؟ ورغم ان السيد الوزير لم يصرح بالكثير عن حملته غير انه ابدي انزعاجاً واضحاً من حال انفلات الاسعار التى وصلت اليها اسواقنا والتسعيرة اللا متناهية بلا كابح او رقيب من الدولة حتى اشتغل نصف المجتمع بالسمسرة فإستشري الطمع والجشع حقيقة يجب ان نواجهها بشجاعة . اسعار السلع بالسودان اظنها الاعلي عالمياً وبلا مبالغة يحملها رجلان الأول حمدوك (قدس الله سره) ورجل اسمه الطمع والجشع والاستغلال (الله لا جاب باقيهم) . فماذا يا تري سيفعل وزير التجارة ؟ اقولها عاليه وبتفاؤل سيفعل الكثير اذا ما التزم المؤسسية فى هذه الحملات فلا ضرر ولا ضرار حتى لا ندخل فى دائرة الاحتكار والندرة واذا ما طبق القانون بلا محاباة و(مضايرا) واذا ما كانت هنالك ديمومه لهذه الحملة . واذا ما اتجه الشرفاء من حملة الاقلام وائمة المساجد والخطباء بالتحذير من عواقب العبث بالاقتصاد دينياً ودنوياً وإذا ما كثفنا الرقابة الشعبية فى غير ما فوضي وتطاول عبر القنوات الرسمية واذا ما اقمنا نيابات الاسعار والمحاكم الناجزة فى (طرف) كل سوق . وإذا ما استحضر التجار ان الربح الحقيقي فى البركة لا فى الكم والعدد.
لا يعقل (يا جماعة) ان يكون بين كل سلعة وسلعة وسيط وبين كل بائعٍ وشارٍ طفيلي . لا يعقل ان يقيم المشتري حسب مظهره وهندامه وعربته وعلى حسب (الترطيبة) يكون السعر ولا يعقل ان يحدد سعر الدولار فى السودن شخصين او ثلاثة. لا يعقل فى السودان ان يأكل الشعب بعضه بعضاً بلا وازع ديني ولا سطوة سلطان ! السيد الوزير جدو كلنا ينتظر انطلاقة حملتكم (المباركة) بإذن الله وسندعمكم بأقلامنا ما رأينا فيكم صدقاً وجدية وحزماً . وأخشي ما يخشاه أهل السودان ان تكون حملتكم شأنها كسابقاتها من الوعود البراقة (هبوب مطر) سرعان ما تنقشع وتعود حليمة لقديمها . واتمنى ان تكون (حلتكم) قد طبخت هذه المرة على نار هادئة بالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة حتى تعيدوا بعضاً من الامل المفقود لدي المواطن وتنتشلونه من قاع الاحباط الذى اوصل كيس سلطة متوسط الحجم مع قليلاً من (الدكوة) اسعاراً فلكية كما قال احد المواطنيين ان كيساً كهذا كلفة اربعة الف جنية ليس فيه لحماً ولا فراخاً .
وسأقول لك أخي الوزير ما قاله احد اهلنا بالبطانة زارهم الرئيس الراحل نميري ذات يوم ولم يجد ذلك الرجل لفظاً يخاطب به الرئيس وكان (موجوعا) لحاجتهم لحفائر لحفظ الماء لمواشيهم فصاح رافعاً عصاه امام المنصة (الحفائر الحفاااائر يا اللمباشا). وسأقولها لك عالية (الدواء الدواااااء ياللمباشا) فقد أصبح للحياة سوق سوداء فى السودان وللاسف ومافيه تتاجر فى الدواء. فلا تهملوا هذا الجانب المهم سيدي الوزير ولا يجب ان يحصروا دور وزارتكم فى السلع الاستهلاكية المأكولة فالدواء ايضاً سلعة.
قبل ما أنسي:
كثفوا معالي الوزير من التذكير بحملتكم إعلامياً وارفعوا الحس الوطني للمواطن وعلموه كيف يطالب بحقه وفق القانون فحملتكم هذه إن (صحّت) فهى حياة لامة وموت لطفيلين فأمضوا وعين الله ترعاكم . وهل نستأذنكم ان نبشر المواطن بأنه وبعد عشرة ايام سيكون يوم الفتح المبين على يديكم وعلى كل مواطن ان يجهز (قفتو الواااسعة) هل بامكاننا ان نقول لهم ذلك سعادة اللواء؟
المصدر : الانتباهة