إسحاق أحمد فضل الله يكتب: الصوت الصارخ في البرية…

بقلم / إسحاق أحمد فضل الله


ولأول مرة منذ أن حملنا القلم نكتب اليوم للمثقفين فقط….. للمثقفين لأننا نريد أن نجمع التاريخ في سطرين.

وهذا يأتي بالإشارات…

وغليان المطاردة هو(

جرير الخطفي لما قتله الوجع والسعار لهجاء بني النمير يضرب خيمة ويعتزل… ومعه باطية خمر وامرأة تطل عليه تحت الليل وتأتي جرياً لتقول للناس

:- صاحبكم جن…. فهو عريان يحبو على الأرض ويعض الهواء بأضراسه.

… وجرير الذي كان ينبح نباح الكلاب وراء كلمة تجمع كل شيء يخرج ببيت الشعر الذي يبقي بعد أن مات جرير وماتت نمير ومات أهل الأرض

(فغض الطرف إنك من نمير

فلا كعباً بلغت ولا كلاباً)

جرير ينجح لأنه

يجمع كل ما يريد في كلمة.

ولأنه يحدث الناس بلغة زمانهم.

وفي البحث عن الجملة الجامعة صاحبة لا بحر في بيروت ( التي يقولون إنها كاتبة ممتازة ليست أكثر من واحدة مشتهاة).

والمرأة هذه كتبت في البحث عن جملة تقول

(وجلست أبحث عن جملة لمواجعي جلست أحدق في الورق وفي عجزي… وأنا أشرب وأشرب حتى بكيت وسقطت دموعي في كأسي.. وشربتها وكتبت…. وشربت دموعي من كأسي).

وجرير مثله مليون والمرأة تلك أيضاً.

والحوادث لا تتكرر.

الحوادث ليست دائرة بعدها دائرة.

الحوادث (حلزونية) والدائرة فيها حين تقترب من بدايتها تقفز إلى أعلى وترسم دائرة أخرى.

الحوادث مثل ذلك.

مثل ذلك في السياسة في الأفكار في الصواب والخطأ في السجم والرماد كذلك.

ونظرة إلى العالم والسودان اليوم تقول إن حلزون الأحداث في القرن العشرين هو شيء… تقوده كلمة…. (إسلام).

وتقوله المعركة الطوييييلة لقتل الإسلام.

ويقوله الفشل الغريب.

فشل العدو في قتل الإسلام.

وفشل الإسلام في الحياة.

ونحن هنا نكتب للمثقفين فقط لهذا لا شرح اليوم لشيء.

………

وأمس محطة (حفريات) محطة أخبار محترمة… تطبع خمسة وعشرين موضوعاً.. عالمياً.

..عشرون منها… عن الإسلام.

وكلها ضده.

والمحلات الألف مثلها.

وشركات صناعة برامج التسلية تنتج فيلماً عن….. هدم الكعبة.

قبل هذا بقرن / منذ القرن التاسع عشر/ كان هدم الكعبة في النفوس يصنع تقديم. الإسلام…. قذارة… قميص متخشب من الوسخ وعقل أكثر قذارة من القميص… ثم غزو وضرب

..ثم… ثم… وحتى ضربة العراق ويوم ضرب البرج ١١/٩ خرج بوش لينكت الحرب الصليبية.

أيامها كانت الحرب هي بورقيبة وزين العابدين وفلان وفلان.

…….

ومعليش… نضطر للنتائج ومنها هزيمة ٦٧.. التي يغمتون ذكراها التي تمر قبل أيام …

وما يجيب سيرتها هو أن ذكرى صلاح جاهين وتوفيق الحكيم… ومسرحية تعرض الآن في البحرين ووو أشياء تصبح شواهد في المعركة.

فالناصرية كانت هي العدو الأعظم للإسلام.

وجاهين الشاعر الرسام الصحفي كان هو مزمار الناصرية.

ولما جاءت الكارثة وتكشف كل شيء/ تكشف للناس كيف كان ناصر يقودهم بالخلا/ عندها جاهين مات… مات فعلاً.. من الحسرة… الحسرة على أنه ضيع عمره وعمر الناس خلف عبد الناصر.

وجاهين يكتب عن عجز الناس.

(ولدي نصحتك لما صوتي إتنبح

ما تخافش من جني

ولا من شبح

وإن هب فيك عفريت قتيل اسأله

ما دافعش ليه عن نفسه

يوم ما اندبح)

عفريت قتيل يعني بها القتيل الذي ينهض من قبره ليسأل.

وجاهين مثله ألف.

والحكيم بعد الهزيمة… مثل الملايين… تذكر الله والإسلام.

والحكيم آخر ما كتبه كان( اختصار تفسير ابن كثير)

قال… حتى يستطيع الشباب أن يقرأوه.

والأمة المسلمة يبقى عندها كهف تفر إليه عند الطعنة والناس ليس عندهم.

وعندنا حتى العفن نسرقه من الخارج.

فعندما تنطلق دعوة واحدة كده نتساءل لماذا لا يكون للمرأة أربعة رجال.

وحتى الدعارة الفكرية هذه مسروقة في الأيام الأخيرة كانت جنوب أفريقيا تسن قانوناً يبيح هذا

قانون يبيح للمرأة الزواج من أربعة رجال….

……..

ودول وشعور وخراب وكلمة حرية تصبح هي الغطاء لكل خراب.

وبالقانوووون….

لكنه قانون يتميز بأنه غطاء فوق العيون

مثل أن تعطيك الدولة جنيهاً لشراء الرغيف والدواء والوقود.

جنيه..

فإن كان سعر الخبز جنيهاً.. وسعر الدواء جنيهاً.. وسعر الوقود جنيهاً فهذه مشكلتك أنت لا مشكلة الدولة..

وهذا خداع ناعم صغير .

والخداع هذا ما يشجع الدولة عليه هو أنك أنت تدعو الدولة إلى هذا.

والأسلوب هذا له تاريخ.

وجاهين في صراخه قبل أن يموت صرخ

(اقلع غماك ياتور

…وارفض تلف

واكسر سبيق الساقية

وأشتم…. وتف.

……

قال بس خطوة كمان

وخطوة كمان…

يا أوصل نهاية السكة

يا البير تجف

………..

والحكاية حكاية الإسلام الذي يتحول إلى برنامج للكل لها.

تاريخ عندنا فالناس ينسبون إلى أحد أشهر المتصوفة أن الأمير يأمره بتعليم حصانه اللغة..

وهذا يقول… نعم.. حاضر… ويطلب شهراً لهذا

وحين يسأله المندهشون يقول
في شهر يموت البعير أو يموت الأمير… أو يموت الفقير..

والعلماء أيام الجهل الأول كانوا يجعلون من الإسلام موتاً تفوح رائحته في المجتمع كله.

والجهل هو عادة خراب.

خراب للجيش.

خراب للمجتمع…. للمرأة… للسوق… لكل شيء.

والجهل يصبح له جيش هو العلماء ذاتهم… أو من يسمونهم… علماء

ومدهش أنه أمس الأول كان هناك نموذج لهذا

وشاشة تقدم رواية عن حياة الطاهر وطار…. أحد العلماء والكتاب الذي يموت عام ١٩٣٥ …يموت من الكمد فالرجل العالم كان يوجعه أن ترد المرأة إلى أسفل سافلين… وباسم الإسلام…

وقام يكتب ضد هذا

والجهل عند المسلمين الذين يقتلون الإسلام وهم يظنون أنهم هم المخلصون…. الجهل يهتاج ضد الرجل

والعلماء….. الذين يرقصون لإرضاء الجمهور يرجمون الطاهر

والطاهر… براء هو؟؟؟

لا.. لا

الطاهر اختار تحريراً تحت ليل الجهل الذي له كل أوصاف الزفت.

تحرير في مجتمع ليس في يده لجام ليوقف التحرير هذا عندما يتخطى الانطلاق إلى الانطلاقة

والعدو…. الطرف الثالث… يستغل جمود وجهل العلماء من هناك لجعل الجمود والجهل شهادة ضد الدين

…. يفعل هذا ويأتي بالعلماء شاهدين

ووو….

وقلنا إننا نكتب مقدمة….. مجرد مقدمة…. لتحليل ما يجري الآن.

وتعريف ثقوب المعرفة… ومعرفة من أين نضرب في كل مرة.

فالأمر الآن بعضه هو أن الناس يصدقون الإسلام

وأنه منتصر..

ثم يرون الهزائم..

ثم لا يعرفون تفسيراً

فالناس تجهل أن الإسلام ينسج لأهل كل فترة مجتمعاً مما حولهم

والناس بالمعرفة يزدادون إيماناً.

ونكتب مطولاً لأن ما يجري الآن هو

دعاة إسلاميون لا يعرفون لغة الإسلام التي يخاطب بها الناس في مرحلة وزمان.

دعاة لا يعرفون الإعلام (الإعلام الذي هو ما يقود آذان وعيون وعقول الناس الآن).

وإعلاميون لا يعرفون الإسلام…

ونطيل… لأننا نضطر لبنيات الطريق

ونضطر إلى رد كل أحداث اليوم إلى سابقة في التاريخ تقول إن الأمر يبدو وكأنه يتكرر بينما لا تكرار.

وغموض الحديث سببه أننا نخاطب من قرأوا طويلاً..

ونضطر الآن للتوقف…

وحسبنا الله.

المصدر : الانتباهة

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.