ختم وقلادة وجعران.. كيف وصلت مجوهرات فرعونية إلى مقبرة قبرصية عمرها 3 آلاف عام؟

سودافاكس – تم اكتشاف مجوهرات فرعونية ذهبية، صنعت خلال فترة حكم نفرتيتي داخل مقبرتين من العصر البرونزي، كانتا مخبأتين لمدة 3000 عام في قبرص، وفقا لما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

احتوت المقبرة على قلادة من الذهب الخالص على شكل زهرة اللوتس مع أحجار كريمة مرصعة، وتعتبر واحدة من الكنوز التي تم العثور عليها في المقبرة وتشبه المجوهرات الفرعونية التي كانت ترتديها الملكة «نفرتيتي» خلال حكم الأسرة الثامنة عشر.

وصرح علماء الآثار وفق ما أوردت المصري لايت بأن هذا الاكتشاف والزخارف الأخرى تحكي قصة التجارة المكثفة لأولئك الموجودين في قبرص مع مصر.

وتعد هذه المقبرة واحدة من اثنتين تم اكتشافهما في عام 2018 في جزيرة البحر الأبيض المتوسط ​​الصغيرة، لكن علماء الآثار من جامعة جوتنبرج اكتشفوا مؤخرًا الكثير من المجهورات بداخلها.

إلى جانب المجوهرات الفخمة، اكتشف الفريق أيضًا بقايا من 155 فردًا ومجموعة من 500 قطعة في المقبرتين مجتمعين، والعثور على هيكلين من حوالي 1500 إلى 1350 قبل الميلاد، وتم وضع الهياكل العظمية والأشياء الجنائزية فوق بعضها.

وكشف علماء الآثار أن أحد الهياكل العظمية، طفل يبلغ من العمر خمس سنوات دُفن مع الكثير من المجوهرات، بما في ذلك تاج من الذهب الخالص وقلادة من الخرز، والذي كان على الأرجح جزءًا من عائلة النخبة، بالإضافة إلى أن هياكل الدفن تشكل غرفًا تحت الأرض ويضم كل منها عددًا كبيرًا من الهياكل العظمية البشرية.

وحسبما نشر موقع «ديلي ميل» أن الفريق البحثي يعمل في الموقع منذ عام 2010، لكن لم يكتشفوا المقبرتين إلا قبل ثلاث سنوات، وتطلبت إدارة الاكتشافات عملاً دقيقًا على مدار أربع سنوات، لأن العظام كانت هشة للغاية بعد أكثر من 3000 عام في التربة المالحة، وبمجرد أن تمكن الفريق من فحص البقايا والتحف، اكتشفوا مئات الهياكل العظمية والكنوز.

ويعد «ختم أسطواني» أحد أهم الاكتشافات، لأنه مصنوع من معدن الهيماتيت، مع نقش مسماري من العراق، والذي تمكن علماء الآثار من فك شفرته.

وأصدر البروفيسور بيتر فيشر، قائد الحفريات بيانا قال فيه: «النص يتكون من ثلاثة أسطر ويذكر ثلاثة أسماء. الأول هو آموري، وهو إله يُعبد في بلاد ما بين النهرين، والملكان الآخران هما ملكان تاريخيان، أب وابنه، نجحنا مؤخرًا في تعقب نصوص أخرى على ألواح فخارية من نفس الفترة، أي القرن الثامن عشر قبل الميلاد».

وتابع «أكثر ما يذهلني هو شبكة الاتصالات الواسعة النطاق التي كانت لديهم قبل 3400 عام، ونحاول حاليًا تحديد سبب وصول الختم في قبرص على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من مكان صنعه».

وبالمقارنة مع الاكتشافات المماثلة من مصر، تمكن علماء الآثار أيضًا من تحديد تاريخ المجوهرات، وأظهرت المقارنات أن معظم القطع تعود إلى زمن نفرتيتي وزوجها إشناتون حوالي عام 1350 قبل الميلاد، حيث تحكي المجوهرات الذهبية، بجانب الجعران وبقايا الأسماك المستوردة من وادي النيل، قصة التجارة المكثفة مع مصر.

وأنهى فيشر البيان موضحا أن الخطوة التالية من هذا العمل المذهل ستكون تحليل الحمض النووي للهياكل العظمية واكتشاف كيف يرتبط الأفراد المختلفون ببعضهم البعض وما إذا كان هناك مهاجرون من ثقافات أخرى.

%D9%85%D8%AC%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7%D8%AA %D9%81%D8%B1%D8%B9%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9 %D9%81%D9%8A %D9%82%D8%A8%D8%B1%D8%B5


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.