سودافاكس ـ “ثورة علمية في مجال فحوصات أمراض القلب.. ذلك هو الوصف المناسب لما توصل إليه علماء وباحثون، حيث تمكنوا من ابتكار طريقة دقيقة لقياس إمكانية حدوث نوبة قلبية في العام المقبل لدى المرضى، من خلال فحص يجرونه داخل شبكية العين عن طريق الذكاء الاصطناعي.
وطور العلماء نظام ذكاء اصطناعي (AI) يمكنه تحليل فحوص العين التي يتم إجراؤها خلال الزيارات الروتينية لاختصاصي العيون أو عيادة العيون، حيث يستطيع النظام تحديد المرضى المعرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية في العام المقبل.
واختبر العلماء في بحث جديد أجرته جامعة “ليدز” ذكاء اصطناعياً مدرباً على قراءة فحوصات الشبكية التقليدية بحثاً عن علامات الإصابة بأمراض القلب، حيث يستطيع النظام الجديد التنبؤ ما إذا كان المرضى معرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية خلال العام المقبل.
وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية، هي السبب الرئيسي للوفاة المبكرة في جميع أنحاء العالم.
وتفتح هذه التقنية الباب لثورة في فحوص أمراض القلب. حيث تعد فحوصات شبكية العين رخيصة نسبياً وتستخدم بشكل روتيني في العديد من ممارسات اختصاصي العيون. ويمكن إحالة المرضى المعرضين لخطر الإصابة بالمرض إلى الأطباء المتخصصين بالقلب، نتيجة للفحص الآلي، ويمكن أيضاً استخدام عمليات المسح لتتبع العلامات المبكرة لأمراض القلب.
وأدرك الأطباء أن التغيرات التي تطرأ على الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين هي مؤشرات على أمراض الأوعية الدموية الأوسع نطاقًا، بما في ذلك مشاكل القلب، بحسب البحث المنشور في مجلة “Nature Machine Intelligence” العلمية.
وأشارت الدراسة إلى أن نظام الذكاء الاصطناعي يملك القدرة على تحديد الأفراد الذين يخضعون لفحص العين الروتيني والذين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، حيث يمكن بدء العلاجات الوقائية في وقت مبكر للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة.
واستخدم الباحثون تقنيات التعلم العميق، وهي عبارة عن سلسلة معقدة من الخوارزميات، لتدريب نظام الذكاء الاصطناعي على قراءة فحوص شبكية العين تلقائياً وتحديد الأشخاص الذين من المحتمل أن يصابوا بنوبة قلبية في العام التالي.
وأظهرت الاختبارات أن نظام الذكاء الاصطناعي تمتع بدقة تتراوح بين 70% و80%، ويمكن استخدامه كآلية إحالة ثانية لإجراء تحقيقات معمقة في القلب والأوعية الدموية.
البيان