الرد على الكاتبة الكويتية فجر السعيد: السودان لا يُنتقص قدره أبدا
الكاتبة الكويتية فجر السعيد فجرت جدلا هائلا على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بين السودانيين والمصريين والكويتيين، بلغ درجة الإساءات المتبادلة في بعض الأحيان، وذلك كله على خلفية انتقاصها – أي فجر السعيد – من قدر السودان. واجهنا فجر السعيد في تويتر فكتبت كلمتين ثم ولت الأدبار حين تبيّن لها أن طاقاتها الفكرية والثقافية محدودة للغاية، وأن جَلَدَها لا يسعفها على القراءة المتعمقة لتصدر رأيا ساذجا حول (تبعية) السودان لمصر، وأنه (فرع) للأخيرة، على الرئيس المصري أن يعيده لأصله: 1. الإساءة لأي بلد أو شعب مرفوضة تماماً، والانتقاص من قدر الآخر أسلوب دال على ضعف الحجة.
2. الانفعال السوداني – دون إساءة – مبرر تماماً، لأن السودانيين يعرفون تماماً قدر بلدهم وتاريخهم الممتد ل 10 آلاف سنة، وقدر حضارتهم الكوشية الباذخة، وهم ليسوا في حاجة لانتزاع اعتراف من أحد بأمجادهم. هي مخبوءة في بلدهم، في أهرامات الشمال، وفي عاصمة علي دينار، وفي طوابي أم درمان، مخبوءة في دماء فرسان جبال النوبة و”الفزي وزي” المحاربين الأشداء لشاعر الإمبراطورية البريطانية العظيمة “كبلنغ”، وفي أحجار جامعة الخرطوم، وحواري أم درمان وغيرها من المدن والقرى التي أنجبت علماء وأدباء وقادة. إننا لسنا في حاجة للتفاخر بتاريخنا، تاريخ الثورات الكبرى التي فجرها شعب لا يقبل دوس كرامته، وكم روى أرضه بالدماء، وإسألي – يا فجر – الرومان الذين ردتهم على أعقابهم (ملكة) كانت على رأس جيشها، هي الملكة العظيمة، أماني ريناس، إقرأي (العهد القديم) لتعرفي أين وصل الملك العظيم (تهارقا) بسنابك خيله قبل ميلاد السيد المسيح، إسألي عنه جيرانك الأشوريين فهم أدرى بنا وما إذا كنا أصلا أم فرعا !
3. إننا لا نرد عليك، إنما ننذر كل من يفكر مجرد تفكير في الانتقاص من قدر السودان، ننذره بأن يقرأ جيدا وينكب على معرفة هذا الوطن العظيم قبل أن يخوض في الحديث عنه، وإلا رددناه على عقبيه – بالعلم والمعرفة، لا الشتم – فليقرأ يان أسمان، ويليام آدامز، أسامة عبدالرحمن النور، شارل بونيه، باذل ديفيدسون، هيرودوت، ويليام هاولز، كندال، محمد جلال هاشم وغيرهم، فليقرأ قبل أن يفتي فيما ليس له به علم !! وليعلم – عن علم – إن كنا أصلا أو فرعا، وليتناول الكتاب المقدس ليعرف من أسفار التكوين والملوك وأشعياء ما إذا كنا مجرد تابع أم أننا (أمة ذات شدة وبأس، تجري الأنهار تحت أقدامها، وهي أرض ذات حفيف الأجنحة)، وليقرأ أين كان موقع واحد من أكثر الأماكن قداسة في العالم القديم !!
4. ثم أن مصر أتت في ركاب الاحتلال التركي والبريطاني، كيف لدولة تحت الاحتلال أو الانتداب أو السطوة الخارجية أن تحتل غيرها؟!
5. ورغم الهيمنة الاستعمارية، إلا أننا كنا الشعب الوحيد في المنطقة تقريبا الذي نال حريته بحد السيف. إقرأي – يا فجر أنت وغيرك ممن يتطاولون على السودان قليلا عن الجنرال تشارلز غوردون، وكيف كان مصيره !! إقرأي عن مصير إسماعيل ابن محمد علي باشا في السودان! عن هكس !
6. إقرأي لونستون تشرتشل..(حرب النهر) !
7. كيف نكون فرعا ونحن مختلفون في موسيقانا ورقصاتنا الشعبية وثقافتنا الشعبية وأساطيرنا وتاريخنا ولهجاتنا كليا عن مصر؟! مختلفون في كل شىء تقريبا
8. مسألة حلايب وشلاتين تُحل في إطار ودي أو عبر تحكيم دولي. نحن لا نفرط في أرضنا !
9. ومع ذلك، فإننا ننظر لجنوب السودان وإثيوبيا ومصر وإريتريا وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى كأهم دول بالنسبة لنا لعوامل الجيوسياسي والتاريخي والثقافي والاقتصادي والتداخل والأمن القومي. ونفضل أن نبني علاقات استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة والاحترام، لا على الاحتراب، لكننا في الوقت ذاته لا نتوانى أبدا في الدفاع عن حقوقنا وبلادنا بكل الوسائل، كلها !!
10. نحن نكن للكويت دولة وشعبا كل الاحترام، وأنت – يا فجر – بالفتنة التي صنعتيها، جررت بعض أبناء السودان لشتم بلدك وشعبك. أحملك المسؤولية الكاملة عن هذا، فأنت البادئة، والبادىء أظلم، وأتأسف على هذا الرشاش الذي أصاب الكويت جراء أفعالك، وأخشى أن يصبح أمثالك موئلا للفتن بين الشعوب، ومحركا للضغائن والأحقاد، فما من أحد يقبل الانتقاص من قدر وطنه، ولا يمكن لأحد أن يلومه إن ثار لكرامته وكرامة بلده. الحق إنك أطلقت فتنة بين السودانيين والمصريين والكويتيين، وهذا كله ناجم عن جهلك بالتاريخ.
الوحدة