جعفر عباس : الرشاقة تأتي بالنوم الطويل
سودافاكس ـ يسعدني كثيرا أن البعض من القراء عندما يلتقون بي وجها لوجه لأول مرة يبدون دهشتهم لأن «شكلي» أفضل مما توقعوه، (وهذا دليل على ان صوري الشخصية التي تظهر قرين مقالاتي غير مزورة) ولا أدري ما هو مرد سوء الظن بي، ربما جنيت على نفسي وما جناه عليَّ أحد، بالمبالغة في التحدث عن ملامحي البائسة، ويراني آخرون فيقولون ان ملامحي ليست على درجة عالية من البؤس!! وبالمناسبة فهذا صحيح (هذه أول مرة اتغزل فيها بحُسني)، ليس بمعنى انني وسيم وشكلي يجنن، ولكن بمعنى أن الله خلقني مبرءا من العيوب الجسمانية الظاهرة (ما لم يكن الانف الافريقي والبشرة السمراء عيبا في نظرك!).
عطفا على مقالي هنا أمس حول الأطعمة التي تسهم في تعزيز الصحة وجهاز المناعة وتكفل الرشاقة أو على الأقل تمنع تراكم الدهون والشحوم في الجسم، أواصل التغزل بمحاسني الشكلية وأقول إن أكبر نعمة وهبنيها الله هي ان وزني لا يزيد او ينقص إلا في حدود ثلاثة كيلوجرامات، وبحمد الله لا أعاني من علة تمنع اكتسابي بعض الوزن هنا أو هناك في جسمي، بل اعتقد ان السر يكمن في انني أعاف وجبات آخر الزمان التي يتم تناولها «وقوفا» أو أثناء المشي، وأعاف بعض وجبات «أول الزمان» التي تتألف من اللحوم السمينة أي المشبعة بالشحم والدهن، والغريب في الأمر انني كنت «دُبا» في صباي، وكنت أعاني من ضيق في التنفس واقتادني ابي إلى حبشي أفتى بأن الشحوم تكبس على صدري ولا بد من الكي لتذويبها، وهكذا كواني بمرود شديد الاحمرار من فرط طول البقاء داخل جمر ملتهب في تسع مواقع في بطني وصدري، ما أصابني بعقدة منعتني من خلع قميصي وممارسة السباحة والمشاركة في الدورات الأولمبية.
خلاصة القول هي انني لست مترهلا، أي ليس عندي حمولة زائدة في جسمي، ولا فضل لي في ذلك لأنها «برمجة» ربانية، فحتى إذا أكلت حلويات بين الحين والآخر (وهو أمر لا أفعله كثيرا) فإن وزني لا يتجاوز كذا وسبعين كيلوجراما، علما أنني مثل كل السودانيين أتناول جميع وجباتي باستخدام الخبز أي ان النشويات عنصر غالب وطاغ في أكلاتي كلها، وتفسيرا لرشاقتي النسبية يروج بعض الحاقدين من معارفي شائعات مغرضة بأنني أمارس الرياضة سرا، ولكن كل ما زاملني في المراحل الدراسية يعرف أنني لم أنجح قط في تصويب كرة الى اتجاه محدد، أو اشارك في أي نشاط يحسب على الرياضة لسبب بدهي هو انني أعاني من قصر وطول النظر منذ سن مبكرة كما ان كوني كنت «دبا» في صباي منعني من ممارسة أي نشاط يتطلب النفس الطويل!! ولكنني أعترف بأنني بدأت مؤخرا في ممارسة المشي على سير كهربائي داخل غرفة النوم، ولا أفعل ذلك بغرض اكتساب الرشاقة بل لأن ذلك النوع من الرياضة ضروري لوقاية الجسم من السكر وأمراض الأوردة والشرايين والمفاصل.
ثم جاء العدد الأخير من مجلة «سليب» ليعزز نظرية أبو الجعافر بأن الرشاقة لا تأتي بالرياضة وحدها وأن الـ«سليب» الذي هو النوم يساعد على فقدان الوزن، يعني يرن المنبه في الصباح في الوقت الذي حددته، فتصفعه بيدك فتتناثر مكوناته وتقول لنفسك: خمس دقائق وأقوم استحم وألبس وأروح الشغل.. وتنهض فجأة لتكتشف ان الخمس دقائق امتدت الى ساعة وربع الساعة فتهرول على عجل لتلحق بالعمل وأنت تفكر في الطريق في كذبة تبرر بها تأخيرك: ام العيال طاحت من السقف وهي تعدل وضع الدِّش!!! وصلت العيال المدرسة ولقيت المدرسة مغلقة!! ويقول بحث استغرق 13 عاما نشرته تلك المجلة ان جسم الشخص النائم يفرز مواد كيماوية من بينها الـ«ليبتين»، الذي يمنع انتاج الخلايا الدهنية بالحد من الشهية، وأن السهر يؤثر على هرمونات عديدة تتحكم في معدل الجلوكوز في الجسم.
وأنا أقول ليش الجماعة اللي بيشتغلوا شفتات في المطارات بكروش رغم انهم متحركون ونشطاء!! والشاهد هو ان الحرمان من النوم يؤدي الى البدانة، وليس الى الرشاقة كما يتوهم البعض بافتراض ان السهران متحرك ويحرق سعرات حرارية في حين ان النائم يخزن السعرات الحرارية!! ودعكم من المجلات العلمية.. بالمنطق: النوم يمنع الترهل، لأن النائم لا يأكل، في حين أن من يسهر حتى امام التلفزيون يتسلى بالأكل والبصبصة!! وقد ثبت علميا ان ناسي عجرم وأخواتها يسببن الترهل الاخلاقي وهو أخطر من الترهل البدني!!