كيف يعرض “إنستغرام” محتوى مختلفاً لكل مستخدم وفقاً لذوقه؟
سودافاكس/ وكالات – عند تصفّح تطبيق “إنستغرام”، غالباً ما يتساءل المستخدم عن الصور التي تظهر أمامه والحسابات التي يقترحها التطبيق. ما الذي يجعل منشورات أحد الأشخاص أو قصصاً معيّنة تظهر بوتيرة أكبر من أشخاص آخرين؟
الأمر مرتبط بخوارزميات “إنستغرام” والتي هي في تغيّر مستمر. التغيير يحدث بفعل استراتيجية وضعتها الشركة للعمل بشكل أفضل على حسب قولها في طريقة عرض المعلومات المنتشرة على التطبيق لكل شخص وفقاً لاهتماماته، وتواصله وطريقة تفاعله مع شبكة أصدقائه، ومعارفه ومحيطه.
ومع ذلك، هناك العديد من الخوارزميات قيد التشغيل عبر التطبيق، كل واحدة مصمّمة لتقديم المحتوى الذي يُعتقد أنه سيكون ذا أهمية كبيرة للمستخدمين.
هناك أربعة عوامل رئيسية تؤثر على خوارزمية “إنستغرام” للمشاركات التي تظهر عندما يفتح المستخدم التطبيق، وهي:
معلومات عن المنشور: هل هي صورة أم فيديو؟ متى تم نشرها؟ كم عدد الإعجابات عليها؟
معلومات حول صاحب المنشور: ما مدى اهتمام المستخدم بمحتواه؟ كم مرّة تفاعل المستخدم مع صاحب المنشور سواء على صورة أو في المحادثات الخاصة؟ هل هو شخص نشط ويحمّل كثيراً من المنشورات؟
نشاط المستخدم: هل يميل إلى مشاهدة الكثير من مقاطع الفيديو؟ ما نوع المحتوى الذي يتفاعل معه عادةً؟
سجل تفاعل المستخدم: هل يحب عادةً هذا النوع من المنشورات؟ هل بحث عن اسم الناشر من قبل؟ هل قام بمشاركة أي محتوى له مع أحد الأشخاص؟
بناءً على هذه المعلومات، تحسب خوارزمية “إنستغرام” مدى احتمالية تفاعل شخص ما مع منشور، يُعرف باسم درجة الاهتمام، والذي يُحدّد في النهاية الترتيب الذي يتم عرض المنشورات به في خلاصته.
لكن هذا ليس كل شيء. يأخذ التطبيق في الاعتبار احتمال حدوث خمسة تفاعلات مهمة. تساعد هذه التفاعلات الرئيسية الخوارزمية في تحديد ترتيب الخلاصة. التفاعلات هي:
الوقت المستغرق: كم من الوقت يقضيه المستخدم بالنظر/التوقّف أمام المنشور؟
الإعجاب: ما مدى احتمالية وضع الإعجاب على المنشور؟
التعليقات: ما مدى احتمالية التعليق على المنشور؟
المحفوظات: ما مدى احتمالية حفظ هذا المنشور؟
الضغط على البروفايل: ما مدى احتمالية نقر المستخدم على الملف الشخصي لصاحب المنشور بعد مشاهدته للصورة/الڤيديو؟
يقول رئيس “إنستغرام”، آدم موسيري: “كلما زاد احتمال تفاعلك أو قيامك بأي شيء على المنشور ولحساب صاحبه، احتسب التطبيق نقاطاً بين المستخدم وصاحب المنشور، وبالتالي يصبح ظهور منشورات هذا الحساب في مكان أعلى بوتيرة أكبر”. أضاف آدم: “نضيف ونزيل الإشارات والتنبؤات بمرور الوقت، ونعمل على تحسين إبراز ما يهتم به المستخدم”.
لكن ما هي التفاعلات الأكثر أهمية لخوارزمية “إنستغرام”؟ المشاركة هي المفتاح الأوّل للوصول للإجابة. لكن ما هي أهم مقاييس المشاركة؟
يأخذ “إنستغرام” بعين الاعتبار مدى احتمالية التعليق، أو الإعجاب، أو حفظ، أو قضاء الوقت، أو النقر على بروفايل. بالإضافة لذلك، هل من المحتمل أن يتم الإعجاب بهذه المشاركة أو التعليق عليها؟ هل هذا منشور يحفظه شخص ما ويعود إليه؟ هل يتضمن هذا المنشور “انقر على الرابط في سيرتي الذاتية” الذي سيطلب من شخص ما النقر على البروفايل؟
بالنسبة لقصص “إنستغرام”، تعمل خوارزمية التطبيق بشكل مشابه للمنشورات في الصفحة الرئيسة. عادةً ما تكون القصص التي تظهر في البداية من الحسابات التي يتفاعل معها المستخدم كثيراً.
ومع ذلك، تم تصميم القصص بحيث تتم مشاهدتها على دُفعة واحدة، لذلك حتى إذا لم يكن المستخدم عند شخص يتابعه أو يتفاعل معه باستمرار، بمجرّد التمرير بقصّة أو اثنتين، سيقوم “إنستغرام” بعرض القصص الأهم بالنسبة إليه ووضعها ما بين أي قصّتين يحاول المستخدم رؤيتهما.
كلّما قام شخص يعتبره “إنستغرام” مهماً بالنسبة للمستخدم بتحميل صورة جديدة كقصّة، سيعرضها التطبيق كأوّل خيار عند قيام المستخدم بتحديث الصفحة الرئيسية (ريفريش).
لذلك، من خلال النشر على قصص “إنستغرام” في كثير من الأحيان، تكون لدى المستخدم فرصة أفضل للوصول إلى المشاهدين أثناء تصفحهم لقصصهم اليومية، وبالتالي زيادة عدد المشاهدات، وتعزيز ترتيبه في المراتب الأولى على الصفحة الرئيسية عند المستخدمين الذين يتفاعل معهم أكثر.
ويمكن أن تكون معرفة كيفية فهم واختراق خوارزمية “إنستغرام” ميزة كبيرة لأي شخص يتطلع إلى نمو عمله/صفحاته على هذا التطبيق.
ويجب على العلامات التجارية والمبدعين إنشاء قصص/منشورات مسلية أو ملهمة أو تجريبية واستخدام أدوات إبداعية مثل النص أو تأثيرات الكاميرا أو المرشحات، خاصة في “ريلز”.
في هذا السياق، يجب أيضاً تجنب نشر “ريلز” منخفضة الدقة أو الضبابية أو التي تتم إعادة تدويرها بشكل مرئي من تطبيقات أخرى، إذ إنّه سيتم تقليل أولويات هذه الأنواع من المنشورات، مما يعني أنه سيكون من غير المرجح أن تظهر في صفحة “إكسبلورر” أو عند الضغط على بوابة “ريلز” في التطبيق.
بشكل عام، صفحة الاستكشاف وخوارزمية التطبيق متشابهتان تماماً، كلتاهما تقدم محتوى يعتقد “إنستغرام” أنّه مهمّ، بناءً على تفاعلات المستخدم السابقة.
ومع ذلك، موجز “إنستغرام” الخاص بالمستخدم يتكون من محتوى من الحسابات التي يتابعها بالفعل، إلّا أنّ موجز “إكسبلورر” يتكوّن بالكامل تقريباً من محتوى من حسابات جديدة غير متابعة، بعضها ضغط عليه المستخدم في وقت سابق، لكن قسماً منها لم يقم المستخدم إطلاقاً بتصفّحه.
وتشمل أهم الإجراءات التي يعمل موجز “إكسبلورر” على جمعها لاختياره ما يُعرض على المستخدم على المعلومات التالية:
معلومات عن المنشور: ما مدى شعبية المنشور؟ ما مقدار المشاركة التي يحصل عليها، وبأي سرعة؟ إذا كان الكثير من الأشخاص ينالون إعجاباً أو يعلّقون أو يشاركون أو يحفظون المنشور، فهذا مؤشر ضخم لخوارزمية صفحة الاستكشاف.
تاريخ المستخدم في التفاعل مع الشخص الذي قام بالنشر: هل تفاعل مع هذا الشخص أو محتواه في الماضي (حتى لو لم يتابعه)؟
نشاطه: ما نوع المحتوى الذي يفضله عادةً أو يحفظه أو يشاركه؟ كيف يتفاعل مع المنشورات في الاستكشاف؟
معلومات عن الشخص الذي نشر: كم عدد الأشخاص الذين تفاعلوا مع هذا الشخص في الأسابيع القليلة الماضية؟
صفحة “إكسبلورر” في تطوّر مستمر، مع تقديم فئات مواضيع جديدة ووظائف بحث متقدمة في كل وقت. على سبيل المثال، يمكن الآن البحث عن طريق الكلمات الرئيسية، وكذلك علامات التصنيف، لاكتشاف خلاصات المحتوى ذي الصلة.
يشير هذا إلى أن خوارزمية صفحة “إكسبلورر” تراعي أيضاً المحتوى المرئي الفعلي والكلمات الموجودة في التسمية التوضيحية الخاصة بكل مستخدم، بدلاً من مجرّد علامات التجزئة التي يتم استخدامها.
ونشر المشاركات على صفحة “إكسبلورر” ليس بأمر صعب، لأن خوارزمية صفحة “إكسبلورر” أساساً هي لعرض أفضل محتوى ذي صلة حسب كل مستخدم. لذلك، من خلال المشاركة المستمرة للمحتوى الجذاب مع التسميات التوضيحية القوية وعلامات التصنيف المتخصصة، فإنّ المستخدم يعمل على تحسين مشاركاته لإمكانات صفحة “إكسبلورر”.